سرايا - الضغط النفسي. كلمتان تشيران لمعنى يخشاه الكثيرون، وسواء كان هناك تفاعل متوتر مع رئيس أو ضغط من الأصدقاء والعائلة، فإننا نواجه جميعاً مواقف مرهقة من وقت لآخر.

بالنسبة للبعض، تحدث هذه الأحداث بشكل متقطع. بالنسبة للآخرين، يعتبر الضغط اليومي جزءاً معتاداً من الحياة. فالضغط النفسي هو الشعور بأنك واقع تحت ضغط أو توتر أو شدّ عصبي وعدم استقرار أو حزن أو غضب، وربما خليط من كل هذه المشاعر غير الطبيعية وغير المريحة.

يوضح الدكتور والاستشاري الطب النفسي هشام نجم أن ليس كل ما نتعرض له من أعباء أو مسؤوليات أو حتى آلام يمكن تصنيفه بأنه "ضغط نفسي". فالضغط النفسي يكون ضئيلاً في حجمه ومتكرراً في حدوثه ومدته، ولا يوجد له مخر ج. أمثلة بسيطة على ذلك:

- تخيلي أن لديك وعاء تشربين منه الماء وللأسف الوعاء به ثقب ينتج عنه تسرب الماء قطرة قطرة ويستمر التسريب فترة طويلة وليس لديك ما يوقف هذا التسريب. (حالة رقم 1).
- تخيلي في حالة أخرى نفس الوعاء فوجئت به ينفجر ويحدث صوت انفجار مروع وتسيل منه المياه وتغرق الأجواء. (حالة رقم 2)

فـ "الحالة 1 "هي ما نستطيع تصنيفه على أنه "ضغط نفسي" وما غير ذلك هو شيء آخر.

• إقرأ أيضاً : دراسة حديثة تكشف معلومة صادمة عن فيتامين د

ماذا يحدث للجسم عند الضغط النفسي ؟
يعدد الدكتور نجم ما يمكن أن يحدث لجسم الفرد عند التعرض للضغط النفسي في الآتي:

- من الناحية الفسيولوجية
عندما نتعرض لضغط نفسي فإن هورمون الكورتيزول يرتفع، كما يزداد معدل إفراز هورمون الأدرينالين، مما يتسبب في رفع ضغط الدم، وحدوث مشاكل في الهضم، والشعور بآلام وأوجاع القولون الشهيرة، كما تقل مناعة الجسم وتحدث اضطرابات في النوم والصداع. وكثيراً ما يعاني هؤلاء من نوبات الصداع النصفي تحديداً.

- من الناحية السيكولوجية
ينتاب الإنسان حالات مزاجية متدهورة كالقلق والاكتئاب والخوف والتوتر والحزن، وقد تتأثر جميع مشاعره بصورة سلبية، ومن ثمّ قد تؤدي إلى سلوكيات سلبية لا تحمد عقباها

الضغط النفسي مختلف عن مشاكل وهموم الحياة اليومية
جميعنا يسعي لحياة هادئة تخلو من المنغصات والمشاكل والصراعات؛ فالضغط النفسي يؤدي الي زيادة ما يعادل 4-5 سنوات عما يفترض أن يكون عليه مستوى التفكير والذاكرة والوظائف المعرفية للدماغ، فإذا كنا نصف الطفل الذكي (هذا الذي يتحدث ويتعلم كثيراً بالضغط على قدراته العادية) بأنه سابق عصره، وأنه أكبر من سنه، فالضغط النفسي شبيه بذلك. فكل حدث يسبب ضغطاً نفسياً يزيد من أعمارنا الفكرية 5 سنوات.

ماذا يحدث لو تفاقم الضغط النفسي؟
يقول د. نجم إنّ هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي تشير إلى وجود صلة بين جميع الأعراض النفسية وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، أو التي تدفع لممارسة عادات سيئة هروباً من الضغط النفسي، كالإفراط في تناول الطعام أو التدخين بشراهة، وما إلى ذلك.

كيف نتجنب تأثير الضغط النفسي السلبي علينا؟
لأننا جميعاً نتعرض بشكل يومي لضغوط نفسية قد تؤثر على مستوى تفكيرنا وقدرتنا على إتخاذ القرارات، وتؤثر في مشاعرنا وسلوكياتنا، فلا بد أن يكون لدينا نمط للحياة الطبيعية لا يخلو من:
- المشي يومياً بلا انقطاع
- ممارسة السباحة وركوب الدراجات
- المحافظة على الصلاة
- النوم بطريقة صحيحة وفي أوقات محددة
- الاقتطاع من جدول أعمالنا المكتظ وقتًا للراحة يومياً
- البعد عن مصادر التوتر ( أشخاص، أماكن وأدوات )
- تناول الغذاء الصحي والإمتناع عن التدخين والمنبهات نهائياً
- الإكثار من أكل الخضروات والفواكه الطازجة وتناول الأسماك والمكسرات والسوائل
- التدريب علي مهارة إيقاف الأفكار السلبية وتثبيتها
- محاولة الإبتسام والفرح والإبتعاد عن الكآبة وما يثيرها
- مصاحبة أشخاص سعداء نضحك معهم ونسعد بهم لمجرد مقابلتهم.

متى نلجأ للطبيب النفسي ؟
ينصح د. نجم ألا ننتظر حدوث أعراض ومعاناة نفسية حتي نلجأ للطبيب النفسي، فلا بد أن ندرك أن وجود الطبيب النفسي في حياتنا أصبح ضرورة ملحة، ربما لقدرته على التقاط مؤشرات بعض الصراعات قبل تفاقمها وتجنّب مضاعفاتها، ومن ثمّ فاللجوء للطبيب النفسي واستشارته بشكل دوري يجعلنا نستكشف كيف نحيا بعقل سوي وبصحة نفسية مستقرة.

• إقرأ أيضاً : خبيرة تغذية تنصح فئات من الناس بعدم تناول اللحوم
• إقرأ أيضاً : بعض أنواع التوتر قد تكون مفيدة لوظائف الدماغ