حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,8 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11036

استشهد شقيقها أثناء الاختبارات .. أمجاد الفايد تنتزع النجاح من رحم الألم

استشهد شقيقها أثناء الاختبارات .. أمجاد الفايد تنتزع النجاح من رحم الألم

استشهد شقيقها أثناء الاختبارات ..  أمجاد الفايد تنتزع النجاح من رحم الألم

31-07-2022 09:15 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تجلس وسط عائلتها والجميع حولها يرقب بصمت رسالة تأتي على الهاتف المحمول، لحظات فاصلة عن جهد وتعب اثنا عشر عاماً، سويعات تحبس الأنفاس لا تعلم إن كانت ستحقق أمنية شقيقها الشهيد.

أمجاد التي عكفت على الدراسة منذ مطلع العام الدراسي لتحقق حلم قدر باثنتي عشرة عام، انتظرت بفارغ الصبر اليوم التي تعلن فيه حصولها على معدل تدخل به كلية الحقوق.
فرحة منقوصة دموع منهمرة ممزوجة بأصوات زغاريت وتهليل استقبلت أمجاد الفايد شقيقة الشهيد أمجد الفايد نتيجتها في الثانوية العامة اليوم، العم أبو أمجد روى لنا تفاصيل تلقي نجلته النتيجة قائلاً: "كنا جالسين وكل العيون ترقب رسالة الجوال بنتيجة أمجاد، تن تن تن وبعدها فتحت الرسالة "مبروك نجاحك في الثانوية العامة"، أصوات صراخ وزغاريت علت في المكان إلا من صوت أمجاد التي أجهشت بالبكاء".




وأضاف العم أبو أمجد في حديثه لـ"دنيا الوطن": منذ بداية العام الدراسي تابع الشهيد أمجد شقيقته أمجاد في الدراسة والتسميع لها، وذلك على مدار الساعة حتى يوم خروجه من المنزل وإعلان استشهاده".

وتابع بعد إعلان نبأ الاستشهاد دخلت أمجاد حالة من الحزن قررت على إثرها عدم اكمال دراستها وأنها لن تقدر على متابعة هذه المرحلة من حياتها، إلا أنه كان قرار لحظياً في ساعة حزن، "شددتها إلى صدري وأخذت أربت عليها ونصحتها استشهاد أمجد لن يوقف المسير وإن كنا مع كل شهيد سنتوقف عن الدراسة والعمل لما تحركنا شبر واحد ولما نجح أحد".






وبين أن أمجاد حملت هذه الكلمات وباشرت بالدراسة وكانت كلما فتحت كتاب تستذكر شقيقها فتجهش بالبكاء وتضغط على نفسها وبالرغم من ذلك لم تيأس ولم تقف وحاربت ونجحت.

قاطعت والدها والدموع تذرف من عيونها ويخرج صوتها من الهاتف وهو ممتزج بتنهيدات متقطعة لتقول:" مررت مرحلة صعبة تحتاج الى جهد وتعب مضاعف فهي حصيلة أعوام سابقة ويقف عليها عتبة المستقبل وتحتاج الى دراسة وتزداد صعوبة عندما تمر بضرف معين كوفاة قريب او عزيز وانا فقدت اخي أمجد في بداية الامتحانات وخاصة أن أمجد كان الأقرب لي وكان متابع معي منذ دخول السنة الدراسية قبل أن يذهب إلى الرباط في المخيم".




تتابع والحزن يسيطر على قلبها ولسان حالها يردد لو كان أمجد بينا لكانت الفرحة أجمل ولكنه قدر الله، استذكرت كيف كان يدخل المنزل ويصرخ بأعلى صوته "أنا جيت يا أمجاد سكري الكتاب وبلشي سمعي وعندما يصل باب الغرفة كان يجدني ما زلت أمسك بالكتاب فيأتي بقربي ممازحاً إياي قلت لك لما لم تسمعي الكلام ويأخذ الكتاب ويبدأ بالتسميع، واستمر على هذه الحال حتى أُعلن عن استشهاده".

وأردفت "أهدي نجاحي لقرة عيني أخي أمجد وأمي وأبي الذين ما تركوني لحظة واحدة فلكل منهم مكانة في حياتي لا يمكن أن استغني عنها وكذلك إلى فلسطين وشهدائها والأسرى.





ظروف تتغير واحلام تتقطع وآمال لا يستطيع الشخص الوصول إليها لتبقى ذاكرة محفورة يسعى بأي وسيلة للوصول إليها الـ 95% كانت حلم أمجاد وطموحها إلا أن وفاة أمجد وهدم المنزل والانتقال لبيت آخر بددت هذه الاحلام وجعلتها تحت ركام ذلك البيت الذي دمره الاحتلال.

فرحة وألم، حلم ويقظة، حقيقة وسراب، هكذا اعتبرت أمجاد مرحلة الثانوية العامة بالنسبة لها فحلمها تبدد كسراب بين حلم ويقظة لتعيش حقيقة مُرة بأن أمجد لم يشاطرها فرحها هذا اليوم.

 








طباعة
  • المشاهدات: 11036

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم