سرايا - الكاتبة مها احمد

توفيت جدتي وكون جدي طاعن في السن جاء عندنا لنقوم على رعايته منذ قدومه عندنا تغيرت حياتنا اخذ ينام بغرفتي
، ويبدا في البكاء وعندما اسأله عن سبب بكائه كان يقول لقد تذكرت جدتك ، كنا لا نفترق ابدا
واحببتها منذ الصغر وكنا واحنا صغار نلعب مع بعض ولم اعد اطيق فراقها لقد كانت كل شيء بالنسبة لي ويستمر في البكاء اخذت اهدي من روعه واقول له كلنا سوف ياتي يوم ونموت اطلب لها الرحمة افضل من البكاء عليها ولكنه لا يسمع الكلام يستمر في البكاء ومن شدة بكائه اخاف عليه ان يحصل له مكروه

. اخذت افكر في طريقة اجعله ينسى بكائه قلت يا جدي ما رايك ان تذهب الى الحج اوالعمرة وانا مستعد للذهاب معك مرافق بدل ان تجلس وتتذكر الماضي ، كان رده اني بالنسبة للحج ذهبت وبالنسبه للعمرة ذهبت حوالي عشر مرات

، ثم تابع كلامه دعني وشاني فانا لا استطيع نسيان حبيبة قلبي ودرب عمري جدتك
قلت لا بد من طريقة لاجعلة ينسى جدتي وخوفا ان تسوء حالته
وفي يوم جاء صديقي عندي راى جدي واخذت احدثه عن بكاء جدي المستمر كان رد صديقي اسمع ساقول لك شيء جدك يشعر بالوحدة ويريد الزواج ، افهم ذلك
، اخذت اضحك من كلامه وقلت كيف يريد الزواج وهو قد تجاوز التسعين من عمره قال هل هو قادر على المشي ام يعاني من امراض قلت له لا بالرغم انه كبير في السن ولكن لا يعاني الا من امراض بسيطة لا اتذكر
قال صديقي اسمع غذا ساتي عندكم ان شاء الله لترى كلامي صح وفعلا جاء صديقي عندنا وجلس مع جدي ، وقال مازحا لي ليرى ردة فعل جدي ، يوجد لنا جارة قد تجاوزت 60 من العمر ارملة واولادها جميعهم متزوجين وتعيش بمفردها في البيت وهل تصدق لو اقول لك يتقدم لها في اليوم عشر عرسان طالبين يدها للزواج قلت لصديقي معقول هذا كلام الله يرزقها ان شاء الله بالزوج الصالح وقام بتغير الموضوع

وتفاجات بجدي انه نسى البكاء وبدا يسمع كلام صديقي ، وقال لصديقي لماذا قمت بتغير موضوع كلمني عن جارتك هي حقا جميلة ولماذا ترفض الزواج اجاب صديقي لا اعلم سبب رفضها ربما لا تجد العريس المناسب لها

وكل ما اتكلم مع صديقي في موضوع اخر يقوم جدي ويقاطعنا ويقول كلمني عن جارتك ويبدا صديقي بالضحك وخرج صديقي من البيت وقام بالاتصال بي عبر الهاتف وقال لي اادركت ان جدك يريد الزواج واخذت اضحك من كلامه وقلت منذ ذهابك وهو يقول لي اعزم صديقك على الغذاء وخذ المال لشراء ما يلزم المهم ان ياتي صديقك ولماذا انت بخيل هكذا ولا تريد ان يتناول الغذاء عندنا

ولا ادري ماذا افعل لقد اخترع قصة جارته وانا وقعت فيها ولا ادري ماذا اقول له اخاف لو اقول ان صديقي كان يمزح ولا يقول الصدق يبدا بالبكاء وتسوء حالته ولا ادري ماذا افعل هذه قصتي مع جدي قلت اكتبها هنا لاخذ رايكم فيها