01-08-2022 09:08 AM
سرايا - صدر العدد (70) لشهر آب (2022م) من مجلة (الشارقة الثقافية)، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد توقفت الافتتاحية عند العلاقة الوطيدة والمميزة بين الشعر والحضارة، وهي علاقة بناء وسبر وحفر في الجذور والتاريخ والزمن، وهي أيضاً علاقة أخذ وعطاء، عبور ووصول، تأثير وتأثر، فعندما يحفظ الشعر مفردات التراث، ويوثق الأحداث والأيام والمحطات المضيئة والأليمة، فهو بذلك يشكل ذاكرة للحضارة، وسجلاً لسيرورتها، وعندما يسهم الشعر في إثراء اللغة وبناء الشخصية والارتقاء بالثقافة، فهو بذلك أيضاً يكون قد حصن مقومات الحضارة.
مدير التحرير الأديب نواف يونس؛ ذكر في مقالته المعنونة (النقد يحاكي النص الأدبي إبداعاً)، أن بعض الكتابات النقدية، تحولت إلى غزل مكشوف، أو ما يشبه التقارير التي تركز على مضمون النص الإبداعي، وتكتفي بتفسير النص وشرحه، بطريقة أقرب ما تكون إلى الحصص المدرسية، متناسين أن متناول النص الإبداعي، يجب أن يتجاوز عمل الدارس ويرتقي إلى رتبة الناقد، بعد ترسيخ مفهوم النقد الحقيقي، والذي يفرق بين الدارس، الذي يتكئ على معرفة ومعلومات عامة، وبين الناقد الفنان المبدع، الذي يقدم لنا من خلال قراءته النقدية، رؤية حية للنص المبدع بعد تفاعله معه فكرياً وفنياً.
واعتبر أنه إذا كان النقد فعلاً حضارياً، فإن قبول الكاتب للنقد فعل حضاري أيضاً، لأن الناقد مثل الأديب، لا بد أن تتوافر له الأدوات والقدرة على إنتاج نص نقدي مبدع، يوازي نص المبدع ويساويه.
ونقرأ في العدد: حيث تناول يقظان مصطفى، أحد أعلام العلماء العرب والمسلمين هو المسعودي والأدب الجغرافي العربي، وتوقفت وراد خضر عند جماليات الشعر الإسباني لدى الجيل الجديد، فيما تابع محمد حسين طلبي احتفالية الجزائر بمرور ستين عاماً على استقلال (رياض الفتح)، كرد جميل لأرواح الشهداء، وجال حسن بن محمد في ربوع مدينة (أبها)، التي تعتبر عاصمة السياحة العربية، وهي من المصايف المشهورة في السعودية.
أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فنقلت فائزة مصطفى أجواء احتفالية توزيع جائزة الشارقة– اليونسكو في العاصمة باريس، إذ ثمن الفائزون الدور المنفرد الذي تلعبه الشارقة في سبيل ترقية الثقافة، وتعزيز التقارب بين الشعوب، وقارن د. محمد صابر عرب ما بين نجيب محفوظ (الطبيب)، ونجيب محفوظ (الأديب)، وتناول د. رضا عطية، الكاتب إبراهيم عبدالمجيد، واعتبر وجيه حسن أن الروائي المتمكن ليس وثائقياً بالمعنى التاريخي، وقدم عبدالله بن ناجي مداخلة حول رواية (قواعد العشق الأربعون)، وكتب هشام عدرة، عن الشاعر عدنان قيطاز، فيما رصدت هالة عبدالهادي، مسيرة الروائي طارق إمام والسفر عبر الزمن، وحاور أحمد اللاوندي، الروائي زهران القاسمي، وكتب عمار عبدالمنعم، عن أمير شعراء السودان أحمد محمد صالح صاحب النشيد الوطني، وقرأت زمزم السيد سيرة الأديب والشاعر أحمد علي حسن، وبيّن د. محمد خليل، كيف أمضى الأديب والشاعر إحسان عباس عمره في خدمة التراث والأدب العربي، وتأمل السيد نجم، المنتج العقلي والوجداني للشعر مع إطلالة القرن الجديد، ورصد عزت عمر، مشروع حاتم الصكر حول مفهوم الحداثة ومستويات المثاقفة والتناص في الشعر العربي، وقدم مفيد خنسة، قراءة حول صورتي الأب والأم في شعر حسن الزهراني، وتناول أنور الدشناوي، الروائي خليل بيدس الذي ترك بصمة مؤثرة في الأدب العربي، وأجرى عبدالله المتقي، مقابلة مع الشاعرة سميرة البوزيدي، وكتب خاطر محمد عبده، عن الروائي محمد النعاس الفائز بجائزة البوكر العربية، فيما حاور أشرف عزت الأديبة شيرين هنائي.
وفي باب (فن. وتر. ريشة)؛ نقرأ الموضوعات الآتية: عصمت داوستاشي: أرسم لأني مازلت حياً– بقلم سماح رجب، الفنان حمود شنتوت.. شاعرية المكان تأخذنا إلى الحلم– بقلم محمد العامري، عزالدين المدني.. علامة مضيئة على خشبة المسرح– بقلم محمد إسماعيل، عبدالجبار لوزير جسد القيم الأخلاقية عبر فن الفكاهة– بقلم محمد العساوي، فيلم (بنات عبدالرحمن) دراما اجتماعية تلامس هموم المرأة العربية– بقلم انتصار دردير، دنزل واشنطن.. قدم (مكبث) سينمائياً– بقلم أسامة عسل، عبدالوهاب الدوكالي عميد الأغنية المغربية– بقلم بوشعيب الضبار.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، لعدد من المفكرين والنقاد والكُتاب العرب وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات لأهم الإصدارات الأدبية العربية حيث تم تسليط الضوء عليها.
وكما أفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات، لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب.