بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
لا يوجد تعريف عالمي مٌتعارف عليه للاتجار بالنساء والأطفال كجريمة من جرائم التواصل الاجتماعي مما يُعد عائقاً أمام أي عمل فعال، إلا أن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الدول قد عرفت الاتجار بالبشر أو الأشخاص بأنه: تجنيد أشخاص أو نقلهم أو تنكيلهم أو إيوائهم، أو استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة أو استعمالها، أو غير ذلك من أشكال القسر أو الاختطاف، أو الاحتيال أو الخداع، أو إساءة استعمال السلطة، أو إساءة استغلال حالة ضعف، أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية، أو مزايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض الاستغلال تجنيد أشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيوائهم ،أو استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة أو استعمالها، أو غير ذلك من أشكال القسر أو الاختطاف، أو الاحتيال أو الخداع، أو إساءة إستعمال السلطة، أو إساءة استغلال حالة ضعف، أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية ،أو مزايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض الاستغلال.
وان من الخطر اليوم ان يقوم المٌتاجرين بالرقيق الابيض بعمل صفحة على الفيس بوك او تويتر، او انستقرام ومن خلال يقوم باعلانات عن وظائف او متطوعين او غير ذلك ، حيث يتلهف الكثير من الفتيات اللواتي يبحثن عن العمل او التطوع من اجل العمل ، وتستجيب لهذه الاعلانات والتواصل مع مروجيها الامر الذي يؤدي الى جلب تلك الفتيات الامر الذي يجعل البعض منهن يقعن في شراك هذه الاغراءات او يكونوا ضحايا لهذه الفرص الاحتيالية ، الا ان الاردن كان أول من تصدى لهذه التجارة من خلال قانون وضع لِمُكَافَحَة صور الاتجار بالبشر هو قانون أبطال الرق سنة 1929، وقد صدر قانون منع الاتجار بالبشر في 1 آذار لسنة 2009، وأصبح ساري المفعول اعتباراً من نيسان 2009
وعرف المٌشرع الأردني الاتجار بالبشر استناداً إلى ما جاء في المادة (3) من قانون منع الاتجار بالبشر رقم (9) لسنة 2009 على أن الاتجار بالبشر كل من قام باستقطاب أشخاص أو نقلهم أو إيوائهم أو استقبالهم بغرض استغلالهم عن طريق التهديد بالقوة أو استعمالها، أو غير ذلك من أشكال القسر أو الاختطاف، أو الاحتيال أو الخداع، أو استغلال السلطة أو استغلال حالة ضعف، أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على هؤلاء الأشخاص أو استقطاب أو نقل أو إيواء، أو استقبال من هم دون الثامنة عشرة متى كان ذلك بغرض استغلالهم ولو لم يقترن هذا الاستغلال بالتهديد بالقوة أو استعمالها، أو غير ذلك من الطرق.
ويمتد الاستغلال الجنسي ليشمل الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره جريمة الاتجار بالرقيق الأبيض، فتقوم شبكات الجرائم المنظمة بإيقاع الفتيات الصغيرات باستغلال حاجتهن للمال وضعف الوازع الداخلي وتفكك الأسرة والمٌجتمع بحثهم على التعارف والدخول في غرف الدردشة لإشباع فراغهم العاطفي وحاجتهم الماسة للمال لتلبية رغباتهم، فيتم إغواؤهم عن طريق الشبكة العنكبوتية، أو الوكالة الممولة خارجياً بهدف توريطهم في سلوكيات جنسية، ويتم في الأغلب تسجيل خطأ وحيد أو نزوة واحدة كفيديو او مقاطع فيديو لفتاه او فيتات بذلك المقطع ليضمنوا به استمرارها، وألا يتم تهديدها بفضح أمرها، فتعيش حياة قلقة وقاتمة ويضيع مُسْتَقْبَلهَا في الخوف والشعور بالذنب، حيث اخذت هذه الجرائم تنتشر بكثرة .فيما لا يظهر من هذه الجرائم على السطح إلا القليل، وهذا النوع من الجرائم في الحقيقة من أشد أنواع الجرائم إيلاما ، الامر الذي اخذ المٌشرع الاردني يشدد العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم لتحقيق ردع عام قوي .