حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4084

الهجرة تذكرة للتزكية

الهجرة تذكرة للتزكية

الهجرة تذكرة للتزكية

02-08-2022 11:26 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد ابو جسار
لكل امة من الامم لها بداية تاريخ له معنى ,حيث يعتمد في تقويم الزمن عليها ,كما بداية تاريخ هذه الامة ,من اعتماد وقت الهجرة النبوية ,من مكة المكرمة ,الى المدينة المنورة , اعتماد له دلالات من معنى الهجرة ودورها في بداية الرسالة , في وضع حجر الاساس لقيام امة ,تصحح ميادي ء قيام كل الامم ,ببراهينها السامية على كل العقائد الوضعية والانحرافات العقائدية .................
ليس هنالك اعظم تضحية من هجرة الانسان ,من اجل الحفاظ على عقيدتة ,التي تعني حياة الانسان ضمن امة تقدس عقيدتها ,وقدسيتها انها قامت بدايتا على كفاح الضعفاء ,الذين عرفوا معنى الظلم ,من معاناته ,حيث ذاقوا ابشع انواعه حقيقة الظلم في كل زمان ,في شبه مجتمع تمارس فيه عقيدة شريعة الاستعباد ,بالاضافة لشريعة الغاب ,حيث القوي الذي استعبده ظلم شهوات النفس , في الجاه والتملك ,وحرية كل نزوات النفس ,حيث ينعدم فيه الامل وحب العيش ,حيث بقيت الجزيرة العربية عبارة عن مجتمعات قروية ,لانعدام روابط المدنية التي تبنى عليها الحضارات ...........
اعتماد الهجرة في التقويم ,تذكيرا لبداية قيام الدعوة ونجاحها في حرية الانسان ,وذلك من خلال هجرة المال وكل ما يملك الانسان ,من اجل امتلاك حريته في كل مجالات الحياة التي فيها كرامته من كل انواع الظلم ,حيث تصبح عقيدة ,كافح الضعفاء من اجلها ,وجاهدوا في انفسهم بعد ذلك (استمرار الدعوة ),لتحرير ومحاربة طغاة الناس من طغيان انفسهم عليهم وعلى الانسان ,وتحرير المجتمعات والشعوب من الافكار والمعتقدات المفروضة عليها بالقوة ,فقط لحرية الاختيار ,وهذه من حقيقة الفتوحات الاسلامية,وبدايتها فتح مكة المكرمة ,حيث التسامح والعفوا ضمن ارادة القوة ,فكانت سبب في صحوة العديد من طغيان الانفس عليهم .........
اعتماد الهجرة بداية لتاريخ الامة ,كون الهجرة هي الروح التي قامت عليه الامة ,والروح لاستدامتها ,من خلال استدامة مجاهدة الانسان لنفسه,وهو من اعظم الجهاد ,والجهاد الاكبر للانفس الامارة بالسوء ,جهاد يهذب النفس في كل احوالها , وكذلك فان الهجرة كانت بداية في بناء عقيدة ,التي هي الاساس الوحيد في احياء قيام امة واستدامتها,فامة بدون عقيدة امة ميته(حال الامة اليوم ) .............
لقد كانت الرسالة ومنذ بدايتها ,تقدم الدروس والعبر منها في كل مرحلة من مراحلها ,فلو شاء الله لجعل كل الامم ,امة واحدة على عقيدة الاسلام ,فكانت مرحلة الضعفاء الذي عايشوا الظلم ,وكشفوا قبح طغيان ظلم الانفس عندما تتحكم بالانسان لكي تعذبه ,فكان سيدنا بلال يتعذب جسديا ,لكنه ذاق حلاوة نصر نفسه على نفس معذبه ,كما مرحلة زوال الامبراطوريات في بداية الدعوة بسبب العقيدة الصحيحة ,والتي تمحوا كل العقائد الوضعية ,وما عقيدة الرأسمالية الربوية ببعيده عن زوالها ,فتقريبا مائة عام من عمرها , ليس بكثير في تعداد زمن الكون ,فارادة الله ترعى هذه العقيدة ,برعاية القناعة باتخاذ العقيدة السليمة القائمة على كرامة الانسان ,في القيم التي ترعى حسن الاخلاق , وتصحح النهج الاقتصادي ,حيث مكن الله تعالى الانسان من خلال ما مكنه من قدرة عقلية ,في كشف قبح كل العفائد الوضعية وارادت ألهتها المتعددة..........
لنعلم ان بداية تاريخ الامة ,وارتباطه بزمن الهجرة هو من ارادة الله ,كون اساس الدين مبني على الهجرة , واستدامته تاريخ الانسان مبني عليها ,في هجر الظلم وكل المحرمات فالتزام هجر المحرمات فرضا,والالتزا م بالطاعات حسب الاستطاعة ,فالهجرة يلزمها الجهاد الاكبرللنفس ,الاحتفال بها احتفال نصر الانسان على نفسه ,وقدرة مجاهدتها ...........
د. زيد ابو جسار








طباعة
  • المشاهدات: 4084
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-08-2022 11:26 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم