حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1293

المهرجانات في بلادنا والحاجة للمراجعة

المهرجانات في بلادنا والحاجة للمراجعة

المهرجانات في بلادنا والحاجة للمراجعة

04-08-2022 09:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي
جدل قديم يتجدد مع كل صيفٍ في بلادنا، عنوانه "المهرجانات" سواءٌ القديم منها أم الجديد، وتتأرجح الآراء حول مهرجاناتنا، بين من لا يرى فيها ذات جدوى، وبين من يريد تجويدها وتحسينها، والبعض يدعو إلى إلغاء هذه المهرجانات بالمطلق.

ونظرة لخريطة أبرز المهرجانات لدينا، وهي مهرجانات: جرش، والأزرق، والفحيص، وشبيب، وصيف عمّان، وغيرها الكثير في قرانا، وبعض مدننا، تشير إلى حاجةٍ إلى إعادة النظر ببعضها، وبتوزيعها، وببرامجها، ذلك أنّ بعض هذه المهرجانات قد شاخ ولم يعد قادراً على تأدية رسالته، بل وغرق أحياناً، بالطابع الغنائي فقط، ولم ينجح في تعزيز سمة الثقافة لديه.

ولربما، ينزع بعض العاملين على هذه المهرجانات إلى إدراج فعالياتٍ ثقافيةٍ من شعرٍ واستضافة كتابٍ، ولكنها تكون فعاليات محدودة الحضور، ولربما هي فعاليات لـ "رفع العتب"، لا أكثر.

كما أنّ من بين الأمور اللافتة للنظر، هي غياب فلسفة الدمج بالمهرجانات، فمثلاً، يستضيف المهرجان فناناً أو كاتباً من خارج الأردن، وله حضوره وشعبيته، ولكنه، يخصص له ويفرد لهذا الضيف مساحةً له وحده، ويفرد للفنان أو المبدع او الشاعر الأردني مساحةً خاصة، بينما تكون الغاية هي المزج، وهي أن تلتقي التجارب، وتتحاور العقول.

ويلاحظ في كثير من مهرجاناتنا، اختيار شخصياتٍ للمهرجان، لا تحظى بالدراسة الكافية، أو أحياناً لا تكون صاحبة تجربةٍ مقنعةٍ لدى الجمهور، وإنّ حضرت شخصية وطنية محبوبة لدى الناس، فإنها لا تحظى بفعالياتٍ تشبع تجربتها دراسةً وبحثاً.

ويشكو اليوم الكثير من القائمين على المهرجانات، من قلة الجمهور، والحضور، وهذه ظاهرة لا تقتصر على التسويق وحسب، بل لربما إنّ من واجبات هذه الفعاليات، وفي زمان التواصل الاجتماعي، أنّ تصل هي للناس، من خلال جعل هذه الفعاليات تفاعلية مع الجمهور، وتفعيل منصات التواصل الاجتماعي، والصفحات.. لربما نحتاج إلى فعاليات رقمية، في زمن الغياب الوجاهي عن فعالياتنا الثقافية.

إنّ تنظيم المهرجانات، هي وظيفة إدارية، ولكنها أيضا، وظيفة فيها جانب إبداعي، ذلك أنّك تجعل من الثقافة منتجاً، وتحاول نقل المكان من الخصوصية إلى فضاءٍ رحبٍ أوسع، وهنا تكمن أهمية خصوصية كل منطقة، وتقديم ليس منتجها الأدبي والفكري وحسب، بل أسلوب حياتها، ليقدم إلى الرواد والحضور.

إنّ تقييم تجربة مهرجاناتنا، والوقوف على الصالح منها، وإلغاء ما فشل منها، عن مسايرة الزمن، وتقديم المنتج الثقافي العصري هي حاجة اليوم، ذلك أنّ بعض مهرجاناتنا، صنعت تاريخاً مميزاً، ولكن، عدم إقبال الجمهور على العديد من فعالياتها، بحاجةٍ إلى مراجعة التجربة كلها، فما يصلح لزمانٍ مضى، لا يصلح لزماننا، والأجيال تتغير، وهي بحاجة إلى أنّ يقدم لها منتج ثقافي مختلف، حتى لا تستغرقنا مظاهر الغناء، على حساب الغايات، وهي تنشيط الحراك الثقافي، وتقديم ما هو مفيد وفيه رفاهية.

ولربما، ونحن نتحدث عن المهرجانات الكبيرة، علينا أنّ نتنبه لتجارب مهرجاناتٍ في قرانا، كانت أكثر نجاحاً، وعبرت عن تعطشِ في مساحاتٍ واسعة من ريفنا الأردني للثقافة، فالكثير من هذه المهرجانات نجحت في قرانا، بل وأسست أنويةً من الممكن الاستثمار بها، والبناء على تجاربها، ومساعدتها.

إنّ الثقافة في زماننا صناعة، ومنتجها يجب أن يكون جذاباً ورحباً ومعاصراً، حتى يكون قادراً إلى الوصول إلى الناس كافة، واليوم، نحتاج إلى وقفةٍ مراجعةٍ لربما لمفاهيم الفعاليات الثقافية، وتقييم الصالح من غير الصالح منها، وتطويرها.








طباعة
  • المشاهدات: 1293
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-08-2022 09:31 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم