04-08-2022 01:31 PM
بقلم : حاتم القرعان
العشائر الأردنيّة وعاداتها وتقاليدها القديمة كانت كلما إستعصى عليها أمراً أوكلته لكبار القوم الحقيقيين أصحاب الحكمة والكلمة والموقف .
فكانت مجريات القضايا تنتقل من حالة العصيان والعصبيّة للإجماع على الحل ، وفتح صفحات الصّفح والتّعامل وعودة الحياة لطبيعتها ، كلّ ذلك للمحافظة على المجتمع والأفراد وأصولهم ومنابتهم .
بدأنا هذا المقال بإحدى العادات العربيّة الأردنيّة القديمة والحاضرة ، لأنّها أثبتت نجاعتها وما زالت إلى هذا الوقت يؤخذ بجديّتها لإيجاد مظلّة الصّلح وإنهاء القضايا ، ولكن عندما يتعلّق الأمر بوطن بحجم الأردنّ كيف يتم التّصرف مع قضيته وأهله ، الذين يؤمنون بتراب هذا الوطن وأهميّة الدّفاع عنه ، ويتسلّحون بقيادتهم الهاشميّة المظفّرة ومليكهم الإنسان .
لماذا نكتب لجلالة الملك :
سيّد البلد جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحُسين ، دائم الإنصاف للشعب الأردنيّ والمجتمع والشّباب والمرأة ، الذي يقدّم الرّؤى الملكيّة بإستمرار حتّى يستفيد منها الوطن والمواطن ، فنتناقل ونحمل فكره بمحمل الإصلاح والمبدأ السّليم والمنهج السّوي ، وغالبيّة الكُتّاب يستخدمون كلام جلالته لتضمين المقالات والمُقابلات بالصّبغة الرّسميّة لإيضاح المطلوب وتحديد وجهة مركب الوطن ، الذي يريد الإنتقال لغدٍ مشرق مع أهميّة العمل الإصلاحيّ الجاد والتغيير السّياسيّ والإقتصاديّ المطلوب .
قبل قرابة الأربع سنوات ، حضر جلالة الملك بحواريّة مع عدد من طلاب كليّة الحسين بن عبدالله الثّاني للدراسات الدّوليّة ، وإستهل جلالته الحديث عن الأردن وضرورة الشّفافيّة في الطّرح وتحدّث بجديّة عن المسؤولين ، حينما قال إذا وجدنا وزير ما بيعمل " بنروحه " .
وقدّم وقتها سلاحاً لكلّ من يريد بالأردنّ خيراً وكانت مقولته الأكثر سلاماً على قلوب الأردنيين " انتوا اضغطوا من تحت وأنا بضغط من فوق " هذه المقولة التي كانت تبحث عن المجتمع الوطني الجّريء الذي يقف بظهر وطنه ولا يسمح للعبث به للحفاظ على منظومة الوطن ومؤسساته من الإنهدام .
ربما لم يستغل الأردنيين حينها المعنى الواضح لهذه الرّسالة ، واكتفوا لإستخدامها لتضمين رسائلهم وكتاباتهم ، ولكن يبقى توقيت التّطبيق دائماً بحاجة التحرّك الكامل وإتضاح فكرة الإنطلاق .
سيّدي جلالة الملك ، أنت الأب الحاني والملك المُخلص ، والمُلهم لشعبك ، وإرادتهم وقوّتهم في الموقف والكلمة .
أهميّة التّوقيت :
مع دخول الأردنّ المئويّة الثّانية
قال جلالة الملك في رسالته لرئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسيّة
" نريد ان يكون أول ما يسجله تاريخنا الوطنيّ انها بدأت بجهد وطنيّ مخلص وحثيث نحو المزيد من التّطور والتقدّم "
بتطلّع من جلالته إلى تحقيق الإنجازات الوطنيّة ، وبهذا مسؤوليّة تاريخيّة على جميع الأركان داخل الوطن بمرحلة مفصليّة وحديثة ، وبسحابة من التّغيير والإصلاح والبناء .
وتولّى جلالته في الفترة القريبة السّابقة ، عدّة محاور منها تحديثات سياسيّة وأخرى إقتصاديّة من شأنها تحسين الحالة الفرديّة والمجتمعيّة والوطنيّة ، وإستلمت الحكومة الأردنيّة هذه الوصايات للعمل بها وثمّة أمور رافقت ذلك من قبل الحكومة من قرارات قريبة وبعيدة من الأهداف المرجوّة وآخرها برنامجها التنفيذي لتحديث القطاع العام ، وإلغاء بعض الوزارات ، برسالة من الحكومة ضرورة المواءمة بين المخرجات مع الحاجة لهذه المخرجات .
الضّرورة والرّسالة :
جاءت فكرة تولّي هذه الحكومة لمهمتها بظروف صعبة مع أزمة كورونا ، وإستبشر الأردنيين خيراً بهذه الحكومة ، وصلنا الآن إلى وقت نتخلّى فيه عن أهميّة بناء المشروع ، وضرورة تحقيق الأمن الغذائي ، وحل مشكلات الفقر والبطالة ، إلى أهميّة إيصال رسائلنا الحقيقيّة " ماذا تفعل الحكومة بنا " ننتقل من ضير فقر العيش والحاجة ، لنذود الأذى عن كرامتنا ، بقرارات أبسط ما نصفها بالغير مدروسة ، وتزيد الحمل على كاهل الأردنيين ، ولا يختلف أبناء الوطن على ذلك ، لأنّه حقيقة وقد أرادوا بنا سوءاً ، ومن يشاهد الشّعب عن كثب ، يعلم ردّة فعله إزاء القرارات والتّعديلات التي تصدرها الحكومة ، والتي تستهدف المواطن ولقمته ، والتنشئة الإجتماعيّة بقوانين الطّفل والمرأة ، والأسواق ، والجّامعات ، والمساجد وغير ذلك داخل حدود الوطن!
إليكم سيّدي حالة الوطن في سطور ، كادت أن تكتب مرتين وتحذف مرّة ، لكننا نؤمن بقيادتكم وتوجيهاتكم وحكمتكم في نقل الأردن لمكانه الذي يستحق .
فإن المشاريع الوطنيّة تحتاج لحكومات أقدر على تفعيل الرُوى وتذليل الصّعوبات ، وهذا يبدأ من أبناء الوطن الغيورين منهم ، ممن يمتلكون المعرفة والقوّة في الميادين .
لينعم الأردن بخيراته وتدوم فكرة كباره .
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.
بقلم : حاتم القرعان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-08-2022 01:31 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |