05-08-2022 11:19 PM
سرايا - 6 أشهر مرّت على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، كانت كافية لتقلب حماسة المراقبين والمحللين السياسيين في الحديث عن موعد نهايتها وكيفية النهاية، خلافًا لما رافق الشرارة الأولى للحرب إذ كان كثير منهم يستبعد حدوثها.
ومع استمرار الحرب حتى الآن، سقط أهم سيناريوهين وضعهما المراقبون من كلا الطرفين عند اندلاعها في 24 فبراير/شباط الماضي؛ سواء بتعرض روسيا لخسائر مادية وعسكرية واقتصادية فادحة تجبرها على وقف العمليات العسكرية في وقت قصير، أو بسقوط سريع للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وحلول نظام موال لموسكو بدلًا منه.
لكن الإحاطات الدورية التي تصدرها وزارة الدفاع الروسية تشير إلى أن خطط الحرب -حسب الرؤية الروسية- تسير طبقًا للأهداف الموضوعة.
وجدد تأكيد ذلك رئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي بيتروشيف، في الخامس من يوليو/تموز الماضي، حين قال إنها تتمثل في "ضمان حماية الناس من الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام النازي الجديد في أوكرانيا، وتجريد أوكرانيا من السلاح، وتطهيرها من عواقب هيمنة الأيديولوجية النازية، وتحقيق وضعها بوصفها بلدا محايدا مع تثبيت ذلك في الدستور الأوكراني".
في كل الأحوال، حققت القوات الروسية وحلفاؤها في جبهات القتال المختلفة تقدمًا ملحوظًا على أكثر من محور، وضعه مراقبون روس في خانة الإنجازات الإستراتيجية، وعلى رأسها -حسب وجهة نظرهم- تدمير البنية التحتية العسكرية للجيش الأوكراني.
ويرى هؤلاء أن سيطرة القوات الروسية في 20 مايو/أيار على ماريوبول شكّلت أول انتصار إستراتيجي وعسكري منذ بداية الحرب، ونقطة تحول مهمة، نظرًا للأهمية البالغة للمدينة التي أدى سقوطها إلى سيطرة روسيا على نحو 40% من صناعة التعدين في أوكرانيا، إلى جانب أهميتها العسكرية.
ويؤكد الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين أن السيطرة على ماريوبول وما تبعها من استسلام للجنود الأوكرانيين ومن معهم من المرتزقة -حسب وصفه- منح القوات الروسية دفعة معنوية أسهمت فيما بعد في تسريع السيطرة على إقليم لوغانسك، والاستعداد لحسم السيطرة على كامل الدونباس.