08-08-2022 08:11 AM
سرايا - دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، أمس، عقب ثلاثة أيام من التصعيد الإسرائيلي المتواصل الذي أدى لارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 43 شهيدا فلسطينيا، من بينهم 15 أطفال، وإصابة المئات بجروح مختلفة، فضلاً عن تدمير البنية التحتية والمجالات الحيوية للقطاع.
واتفق كل من سلطات الاحتلال والفصائل الفلسطينية عبر الوسيط المصري على الالتزام بهدنة في غزة اعتباراً من أمس، عملاً باقتراح القاهرة، ولكنها تشيّ بهدنة هشّة في ظل توعد الحكومة الإسرائيلية باستمرار الهجمات على حركة “الجهاد الإسلامي” حتى من بعد التوصل للتهدئة، مقابل رد الفصائل الفلسطينية على عدوانه برشقات صاروخية تجاه مستوطنات القدس المحتلة وتلك المحاذية للقطاع.
يأتي ذلك على وقّع تنديد عربي ودولي واسع ومطالبة أممية بقوة وقائية من الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ وتكثّف الجهود في الساعات الأخيرة لوقف العدوان الإسرائيلي ضدّ قطاع غزة، وسط تسريبات الاحتلال عن موافقته السريعة على مقترح مصري للتهدئة، في ظل بحثه عن نهاية للخروج من المعركة التي بدأها بنفسه.
وطبقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية؛ فإن حكومة الاحتلال بدأت فعلياً تبحث عن مخرج لإنهاء عدوانها على غزة، في ظل توصية “الشاباك” ومسؤولين في الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ببدء العمل لإنهاء العملية العسكرية ضد القطاع.
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية إن المستوى السياسي الإسرائيلي يبحث عن طريقة لإنهاء المعركة في قطاع غزة بعد استكمال الأهداف المرسومة لها، فيما “أوصى المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينيت” ببدء العمل لإنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة، خشية وقوع أخطاء من شأنها أن تورط سلطات الاحتلال في عملية عسكرية أوسع لا تريدها.
وتزعم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” ألإسرائيلية، بأن جميع الأهداف تحققت ولا توجد نية لتوسيع العملية العسكرية، معتبرة لأن أبرز هدف استراتيجي حققه الاحتلال من وراء عمليته العسكرية بغزة هو الفصل بين حركتيّ “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، رغم أنهما كانتا تنسقان المواقف وتعملان معاً في المعركة ضد عدوان الاحتلال.
غير أن الاحتلال يسعى كعادته إلى دق أسافين والفصل بين حماس وحركة الجهاد الإسلامي، من خلال العدوان الحالي على قطاع غزة.
ولأول مرة منذ بدء العملية الهجومية الإسرائيلية؛ فقد أطلقت الفصائل الفلسطينية رشقة صاروخية استهدفت مستوطنات القدس المحتلة، بالتزامن مع استغلال المستوطنين لإنشغال ألأنظار صوب معركة غزة من أجل تنظيم “مسيرة أعلام إسرائيلية” نحو منطقة “باب العامود” بالمدينة، واقتحام المسجد الأقصى المبارك بمجموعات كبيرة للإحتفاء بما يسمى “خراب الهيكل”، المزعوم.
وسادت أجواء التوتر والغليان الشديديّن في مدينة القدس المحتلة على وقع إطلاق الفصائل الفلسطينية، أمس، عدة صواريخ صوب مستوطنات الاحتلال بالمدينة، فدّوت صفارات الإنذار مع سماع صوت انفجارات ومحاولات القبة الحديدية اعتراض صواريخ المقاومة، وسط تكبيرات الفلسطينيين.
جاء ذلك عقب قيام عضو “الكنيست” الإسرائيلي المتطرف “ايتمار بن غفير” بقيادة اقتحام المستوطنين للأقصى وتنفيذ الجولات الاستفزازية والطقوس التلمودية المزعومة وحلقات “الرقص والغناء”، بحماية قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة في باحاته، والاعتداء على المصلين أثناء دفاعهم عن المسجد وحمايته، وسط منع دخول من تقل أعمارهم عن 50 عاماً، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة.
في حين شيّع الفلسطينيون جثامين الشهداء الذين ارتقوا بغارات الاحتلال ضد غزة، ومنهم قادة في حركة الجهاد الإسلامي، كالقيادي العسكري، خالد منصور، الذي استشهد برفقة القياديين زياد المدلل ورأفت الزاملي، بغارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مدينة رفح، بعد يومين من اغتيال القيادي تيسير الجعبري، قائد لواء الشمال، في “سرايا القدس”، يوم الجمعة الماضي، بقصف شقته في برج فلسطين وسط مدينة غزة.
وفي وقت سابق من يوم أمس؛ واصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، لليوم الثالث على التوالي، حيث شنت طائراته الحربية سلسلة غارات استهدفت منازل الفلسطينيين في مخيم جباليا، مما أدى لاستشهاد فلسطينييّن وإصابة آخرين بجروح مختلفة، فيما شنت حملات اعتقالات يومية ضد عناصر “الجهاد” في الضفة الغربية.
فيما ردت الفصائل الفلسطينية بقصف المستوطنات والمواقع الإسرائيلية بالقذائف الصاروخية، أوقعت عدداً من الإصابات في صفوف المستوطنين وجنود الاحتلال، فضلاً عن أضرار أصابت عدداً من المنازل والمنشآت، وأسفر العدوان الإسرائيلي، عن ارتقاء 31 شهيداً فلسطينياً، بينهم 6 أطفال و4 سيدات، بالإضافة لإصابة أكثر من 265 فلسطينياً، فيما أفاد مكتب الإعلام الحكومي بغزة بأن 650 وحدة سكنية تضررت جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وقد تواصلت ردود الفعل الفلسطينية المُندّدة بعدوان الاحتلال؛ فمن جانبه؛ قال الناطق باسم حركة “حماس “، فوزي برهوم، إن استمرار الصمت الإقليمي والدولي على جرائم الاحتلال ضد قطاع غزة، وعدم التحرك الفاعل لملاحقة مرتكبيها ومحاسبتهم عليها يمثل وصمة عار على جبين العالم.
كما أدانت الرئاسة الفلسطينية، على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة، التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد قطاع غزة والمقدسات، معتبراً إن استمرار عدوان الاحتلال يعدّ تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء، ويمثل محاولة إسرائيلية لدفع الأمور نحو التصعيد والمزيد من أجواء التوتر.
وبيّن إن الرئيس محمود عباس يواصل جهوده مع الأطراف الإقليمية والدولية لوقف التصعيد الإسرائيلي الذي يستهدف الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية، مشيراً إلى أن مجلس الامن الدولي الذي سيعقد جلسة خاصة لمناقشة الحرب على قطاع غزة يجب أن يقف عند مسؤولياته لجهة وقف العدوان.
وبالمثل؛ أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة وبحق المسجد الأقصى، منتقدّة ما وصفته “بتقاعس” المجتمع الدولي عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وتخاذله في تحمل مسؤولياته تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.
الى ذلك اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، صباح يوم امس، فيما يسمى بذكرى “خراب الهيكل”.
وأفادت مراسلة “صفا” بأن المستوطنين بدأوا باقتحام المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، وبحماية مشددة من قوات الاحتلال منفذين جولات استفزازية في باحاته.
وكانت مسيرة تضم آلاف المستوطنين وصلت الليلة الماضية إلى منطقة باب العامود في القدس المحتلة، تمهيدًا لاقتحام المسجد الأقصى، حيث أدوا “صلوات تلمودية”، بمشاركة النائب في الكنيست (الإسرائيلي) المتطرف بن غفير.
وأكدت وسائل إعلام عبرية، أن حكومة الاحتلال برئاسة “يائير لابيد” سمحت لأعضاء كنيست ومستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، وفي الوقت الذي تشن فيه قوات الاحتلال عدوانا على قطاع غزة مستمر منذ الجمعة.
ورفضت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، سماح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك .
وحملت حماس في بيان لها، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياته ونتائجه التي لا يمكن التنبّؤ بها، في الوقت الذي يستمر في عدوانه الهمجي على قطاع غزّة، مؤكدة أنَّ شعبنا الفلسطيني في كلّ أماكن وجوده يقف اليوم موحّداً في الدفاع عن أرضه ومقدساته.
ودعت الجماهير في الضفة والمرابطين في القدس، وأهل الثبات في الداخل المحتل إلى شدّ الرّحال والرّباط ومواصلة الاعتكاف في المسجد الأقصى في هذه الأيام المباركة، تصدّياً لهذه الاقتحامات، وإفشالاً لأهدافها الخطيرة.-(وكالات)
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-08-2022 08:11 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |