بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
لقد لعب افراداً من البحث الجنائي الدور بشكل بارع في القبض على أحد المطلوبين الذي توارى عن الانظار بعد ان قام بعملية سلب لاحد الاشخاص ظننا منه انه لن يقع في قبضة العدالة ، الا أن ما قام به هولاء المُبدعين من مُحاكاة تمثلت بتقمص أدوار العاملين في شركة" طلبات " حيث تم الاستعداد لمواجهة هذه الحالة بشكل يختلف عن الحالات الاخرى التي تم تقمصها ، وتقمص الأدوار عادة يستخدم لتطوير الشعور التكتيكي والكفاءة الفردية وتماسك المجموعة بشكل غير متوقع من المُجرمين، والميزة الرئيسية لتقمص الأدوار عن غيرها من الأدوات هي بحكم طبيعة التمرين حيث أنه يُفَّعِل مشاعر المُشاركين وذكائهم ويخرطهم في التجربة التي قد تكون لاول مرة في تقمص هذا الدور، خاصة أن شركة طلبات لم تكن قديمة في السوق مما يجعل الاشخاص الذين تتم مُلاحقتهم من قبل فريق البحث الجنائي اينما كان لا يفكرون في هذا الاسلوب ويستبعدون أن يكون أحد أفراد البحث الجنائي او فريق مُعين قد تقمص هذا الدور ،لأن المُشاركين في هذه الادوار ينغمسوا في تقمص الادوار من خلال اكثر من مناقشة ووضع معين و،يتعلمون اكثر وربما بسرعة أكبر، لان الموقف قد يتطلب نوعاً من الاستجابة والسرعة والابداع في مواجهة هذا المُجرم . وتقمص الدور هي أداة متعددة الجوانب ويمكن أن تستخدم لأغراض عديدة مُختلفة ، والاتجاه لتحليل الحالات والنظريات والأساليب التي قد تستخدم في ما بعد ، وذلك حسب الحالات التي يتطلبها الموقف لفهم الناس ودورهم وردة فعلهم وكيفية الاستجابة من قبل الطرفين سواء الجمهور او الجاني ،ولتطوير رؤية حول أفكار ومشاعر بعض "المُعارضين" لهذه الادوار ، ومناقشتهم في كيفية القبض على المُجرمين والفارين من وجه العدالة والمتوارين عن الانظار، ولتوقع حالات جديدة قد يتم تقمص أدوار أخرى مُختلفة ،تعتمد على الابداع والعمل التكتيكي الذي يتخذه الامن العام بشكل عام في كيفية مواجهة المُجرمين والقبض عليهم ، وتطوير الادوار التي يتم تقمصها كل يوم حسب الحالات الجرمية التي يتم اقترافها ، وفي نفس الوقت من أجل الكشف عن المخاوف ومشاعر القلق وغيرها لدى المُشاركين في بعض المواقف، وما هي ردة الفعل التي قد تكون وتطرأ أي وليدة اللحظة وكيفية التعامل معها ، فضلاً عن العمل والتطوير المُستمر والكفاءة التي يتمتع بها الفرد والفريق الجنائي الذي يعمل ليل نهار في الميدان ، والثقة والروح المعنوية التي يتم زراعتها بشكل يومي من قبل قيادة جهاز الامن العام ، والتي تتم من خلال السعي إلى تطوير عمليات شرطية تشبيهية تتم من قبل فريق مُتخصص في المُحاكاة التي تتم من وقت إلى أخر والتي تحاكي مواقف عملياتية شرطية يتم التعامل معها بكل حرفية ومهنية عالية بعيداً عن المجازفة ، من أجل الوصول إلى أعلى مستويات الاداء والابداع والابتكار، والقدرة على مواجهة المعاضل وحلها بشكل أني بيعداً عن الانتظار ، او التفكير لحلها .
نعم ان التكتيك والاداء الابداعي بالأدوار له دور مهم في تنفيذ الواجبات وبشكل احترافي ومهني من خلال تقمص بعض الادوار لبعض الوظائف وكان " البحث الجنائي انموذجاً " في تقمص ذلك .