11-08-2022 08:29 AM
بقلم : لقمان إسكندر
وأنت تطوف بسيارتك في شوارع عمان ينتابك شعور أنهم لو صنعوا لعمان طائرة سريعة، فستبقى الاختناقات المرورية على حالها. هي هي، وكأن مشاريع الطرق التي يقومون بها كان هدفها تجميليا فقط، ويكأنهم أرادوا فقط أن تبدو عمان أكثر جسورا، وأجمل أرصفة، وأبهى إشارات مرورية.
صنعوا لنا مسبحا ونسوا أننا لا نحسن السباحة. نحن والمسؤول معا. فصار المسبح بعض ديكور المنزل.
في الصيف والشتاء. في الصباح والمساء. لدى خروج الموظفين من وظائفهم أو خلال وجودهم في وظائفهم، إن الازمات المرورية هي هي، ثم أن الكيس الفطن من خاض حلوله الفرعية، التي تنجي أحيانا، وتقع المركبة كثيرا في ورطاتها.
هل أصبحت وأمست الاختناقات المرورية قدر العاصمة. وكأن عقولا أردنية لا تستطيع أن تهندس لنا قرارات اقتصادية وهندسية واجتماعية تدفع كلها نحو تفريغ الشوارع من قولون أزماتها.
المسألة ليست بيد أمانة عمان وحدها. وإن كانت تبدأ هنا. ها صنعت لنا الجسور. وها تمخضت الأمانة فولدت لنا من رحم جبالها الباص السريع، فما فعل الباص السريع! أكل من الشوارع مساراتها، ثم هو أبقى على الازمات وحالها.
إن كانت هذه الحلول تبدأ من الغرف الهندسية في أمانة عمان، فلا تنتهي فيها. نحن بحاجة إلى قوانين تدفع الناس أو تفتح لهم ثقافة سلوكية اجتماعية مختلفة عما هي عليه اليوم. أليست القوانين إحدى الطرق لتوليد ثقافات مجتمعية جديدة! فلتصنعوا شيئا.
من دون أثر على الأرض. الازمات هي هي، بل إن عقول البعض تفتقت بأقوال فنتازية من قبيل أن المغتربين هم السبب، ثم أن التضخم السكاني هو السبب، وكأن ذلك انفجر أمام وجوهنا فجأة، ولم نكن نراه بأم أعيننا سنة بعد سنة من دون ان نفعل أمامه شيئا.
إلا تذكركم هذا الشماعة بربابة "ثقافة العيب" التي لزمها لسان المسؤول، حتى إذا صار الشباب يتدافعون على التوظيف بوظيفة "عمال وطن" نظرنا فإذا البطالة هي هي. فسكت المسؤول عن ترديد لازمة "ثقافة العيب" وما سكتت البطالة.
إن لم توفر الدولة بكل قطاعاتها الحلول الجامعة لمعالجة اختناقات عمان المرورية، عبر توليد ثقافة مجتمعية، فإن الأمر يوشك أن يؤثر حتى على الاستثمار.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-08-2022 08:29 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |