13-08-2022 12:45 AM
سرايا - قالت الشرطة إن الروائي المولود في الهند سلمان رشدي، الذي قضى سنوات مختبئا بعد أن أصدرت إيران فتوى بإهدار دمه بسبب كتاباته، تعرض للطعن في رقبته على المسرح في أثناء إلقائه محاضرة في ولاية نيويورك الأميركية، الجمعة، ونُقل جوا إلى مستشفى.
وأعلنت شرطة نيويورك في إفادة صحفية، إن المشتبه في الهجوم على الروائي سلمان رشدي يبلغ من العمر 24 عاما وهو من نيوجيرزي.
وأشارت الشرطة إلى أن الحاضرين "نجحوا في إسقاط المشتبه به قبل القبض عليه"، وأكدت استمرار خضوعه للجراحة حتى وقت الإفادة"، وقال وكيله الأدبي آندرو وايلي إنه على قيد الحياة ويخضع لجراحة.
وأكدت الشرطة عدم وجود ما يشير حتى الآن إلى الدافع وراء الهجوم على رشدي.
وذكر شهود أن رجلا هرع إلى خشبة المسرح في مؤسسة تشوتاكوا وهاجم رشدي (75 عاما) في أثناء تقديمه لإلقاء كلمة بشأن الحرية الفنية أمام مئات من الحاضرين. وقالت الشرطة إن شرطيا من الولاية كان حاضرا في الحدث اعتقل المهاجم.
وقال برادلي فيشر الذي كان ضمن الحاضرين "قفز رجل على المسرح، لا أعرف من أين، وبدأ ما بدا أنها ضربة في الصدر، وكرر الضربات بقبضة اليد في صدره وعنقه". وأضاف فيشر "كان الناس يصرخون وينتحبون ويلهثون".
وسقط رشدي، مؤلف رواية "الآيات الشيطانية"، على الأرض عندما هاجمه الرجل ثم أحاطت به مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين رفعوا ساقيه لإرسال مزيد من الدم على ما يبدو إلى الجزء العلوي من جسمه في الوقت الذي تم فيه توقيف المهاجم، وذلك حسبما قال شاهد آخر كان يحضر المحاضرة.
وقالت الشرطة إن هنري ريس منظم الحدث تعرض لإصابة طفيفة في رأسه. ولم يذكر بيان الشرطة دافع الهجوم، كما لم يتضح نوع السلاح المستخدم فيه.
وواجه رشدي، المولود في مومباي لأسرة من كشمير قبل أن ينتقل إلى المملكة المتحدة، تهديدات بالقتل بسبب روايته الرابعة "الآيات الشيطانية" والتي قال بعض المسلمين إنها تحتوي على فقرات تجديفية.
وحُظرت الرواية في دول كثيرة يقطنها عدد كبير من المسلمين عند نشرها سنة 1988.
وفي العام التالي أصدر الزعيم الأعلى الإيراني الراحل آية الله روح الله الخميني فتوى دعت المسلمين إلى قتل المؤلف وأي أحد شارك في نشرها بتهمة التجديف.
واختبأ رشدي لسنوات عديدة. وقُتل هيتوشي إيجاراشي المترجم الياباني للرواية عام 1991.
وتراجعت الحكومة الإيرانية فيما بعد عن هذه الفتوى وعاش رشدي بشكل علني نسبيا في السنوات الأخيرة.
ورصدت منظمات إيرانية، بعضها تابع للحكومة، مكافأة بملايين الدولارات لقتل رشدي. وقال خليفة الخميني آية الله علي خامنئي، في أواخر عام 2017، إن الفتوى ما زالت سارية.
وتبرعت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية ووسائل إعلام أخرى بأموال في ذلك العام لزيادة المكافأة بأكثر من 600 ألف دولار. ووصفت فارس رشدي في تقريرها عن هجوم الجمعة بأنه مرتد "أهان النبي".
واضطر رشدي الملحد والمولود في الهند لأبوين مسلمين غير ممارسين للشعائر الدينية إلى التواري بعدما رصدت جائزة مالية لمن يقتله، ولا تزال سارية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في بيان إنه يشعر بالفزع لأن رشدي "تعرض للطعن في أثناء ممارسته حقا يجب ألا نتوقف عن الدفاع عنه".
وقال موقع تشوتاكوا على الإنترنت إن رشدي كان موجودا في المؤسسة للمشاركة في نقاش حول دور الولايات المتحدة باعتبارها ملجأ للكتاب والفنانين في المنفى و"موطنا لحرية التعبير الإبداعي".
قال شاهد العيان الذي كان من بين الحضور إنه لم تكن هناك عمليات تفتيش أمنية واضحة في المكان مع قيام الموظفين فقط بمراجعة تذاكر الناس للدخول.
وقال أنور رحماني، وهو كاتب جزائري وناشط حقوقي كان أيضا من بين الحضور "أحسست وكأننا كنا في حاجة إلى مزيد من الحماية هناك لأن سلمان رشدي ليس كاتبا عاديا ... إنه كاتب صدرت ضده فتوى".
ورفضت مؤسسة تشوتاكوا التعليق عندما سُئلت عن الإجراءات الأمنية.
وأصبح رشدي مواطنا أميركيا في 2016 ويعيش في مدينة نيويورك.
وكان رشدي منتقدا شرسا للدين بوجه عام كما كان ينتقد القمع والعنف في مسقط رأسه الهند، بما في ذلك في ظل الحكومة الهندوسية القومية برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي عضو حزب بهاراتيا جاناتا.
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك حتى الآن على طلب للتعليق.