13-08-2022 03:22 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
مائة على عمر الدولة الاردنية مرت وفي طياتها أحداث كثيرة عصفت بالدولة ، فتارة تلجم اسبابها وتارة تنال منها تلك الاحداث مما جعل ما ينفق اكثر مما يورد ، الامر الذي نال من مدماك الدولة وشكلها الهندسي فالاضطرابات والصراعات من كل حدب وصوب كانت هي الاكثر سمة واكثر طغياننا على المشهد الذي اصبح كل سنة ، فلم ينضب منبع اللجوء ومنبع الارهاب والتطرف ، مما جعل كل هذا يًشكل هاجساً وتوجساً للدولة ، خاصة أن الموارد والثروات لم ُيكتب لها الولادة لغاية الان .
مائة عام مرت من عمر الدولة وقد تخلفت بعض الجوانب عن الركب بالرغم أن ما تكتنفه الاردن من عقول بشرية ومواهب لا حدود لها وكان أحد الاركان الذي لو اسُتغل لكانت الدولة في أحسن حالاتها ، الا أن الظروف وما جثم على صدر الدولة من حكومات غير ابهة في كل ما يُعني الفرد والمُجتمع كان سبباً وراء كل ما تُعانية الدولة اليوم ، فلم يعد هناك ما يمكن أن يشابه حكومة وصفي او هزاع في الادارة والبراعة وضبط المال والبعد عن الانفاق غير المُبرر الذي افضى الى مديونية كبيرة .
مائة عام من عمر الدولة ومائة يوم تفصلنا عن مونديال قطر ، ولم نفكر أين نحن الان وما هو موقعنا في كل منحى من مناحي الحياة الاقليمة والدولية ، ولما تراجع كل شئ ، ؟؟ في حين كان الاردن مثالاً يحتذى ودولة يًقتدى بها في التعليم والعمل والابداع وفي الطب والهندسة ، بل في كل مجال ومسار ومنحى ، فلم يكن هناك أي اتجاه لتعظيم الانجازات جراء عوامل همشت كل شئ ، واعادت البوصلة إلى الوراء ، مما ادى الى ازدياد حجم البطالة ، وتعثر كثير من المشاريع التي هي احدى دعائم الدولة واقتصادها ورفاهية مواطنيها ، ورفد الخزينة بالمال والعملات الصعبة وتحسين الوضع الاقتصادي بشكل يضاهي الدول التي تعتبر مثالا للرقي والتقدم والحضارة .
مائة عام من عمر الدولة الاردنية ومائة يوم عن مونديال قطر ، ولم يكن هناك أي تفكير للاستفادة من الدروس والعبر التي نتجت عن كثير من التجارب والمعاضل العربية والعالمية ، فلم يكن هناك أي اتجاه لبناء ملاعب حسب المعايير العالمية لجذب الرياضة العالمية، ولم يكن هناك أي تفكير في منح الرياضة واختيار اللاعبين حسب معايير دولية ، من أجل أن يكونوا سفراء للاردن لتحقيق نتائج عالمية مشرفة ومبهرة ، ولم يكن هناك اي تفكير أو خطط من اجل السياحة الرياضية التي تجعل من الاردن قبلة للرياضة العالمية خاصة ان الطقس في الاردن ملائم لاجراء أية تظاهرت رياضية دولية أو اقليمية ، ولم يكن هناك أي نصيب من تنشيط السياحة لاي مجال رياضي او تخصيص جزء منه للملاعب الرياضية ، فلم يكن لاي تنشيط انعكاس على حجم السايحة التي ينشدها كل اردني لما لها من تحريك للعجلة الاقتصادية والتنموية ، بل ذهب الحجم الاكبر للانفاق إلى غير التنشيط مما جعله وبالاً، ولم يكن له آثراً إيجابياً على أي منحى يتعلق بالسياحة .
مائة عام ومائة يوم ولا زلنا في دوامة لم يعد لنا نعرف إلى أين نتجه ، فضاعت بوصلة المضي قدما لما تم بناءه قبل مائة عام في ظل موارد ضعيفة ، ولم يبقى سوى مائة يوم على المونديال ، فهل يكون هناك وقفة نمحص فيها كل ما سيكون غداً في مائة يوم نسابق فيها الزمن ونتحدى من سبقونا ، وما هو الضابط لهذا وما هي المعايير التي نتبعها ،؟؟ حتى يكون هناك موقعا لنا بين الامم خاصة أن الاردن دولة عمرها مائة عام .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-08-2022 03:22 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |