حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3962

المُخدرات ما بين الابتعاد والعود

المُخدرات ما بين الابتعاد والعود

المُخدرات ما بين الابتعاد والعود

17-08-2022 12:38 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
لا أحد ينكر كم هو حجم الاضرار الذي تنتجه المُخدرات إن كان تعاطياً أو ادمانناً أو ترويجاً سواء كان ذلك على الناحية المادية أو المعنوية أو النفسية ، أو ما يتعلق بالقيم الاجتماعية التي ينضوي تحتها افراد المُجتمع متمثلة بالعادات والتقاليد والعرف ، كيف لا والمُجتمع الاردني مُجتمع يغلب على طابعه العشائرية والاحتكام الى الموروث الاجتماعي ويعتبر أي مخالفة للعرف والعادة محط استنكار من أفراد المُجتمع وليست المخدرات وتعاطيها بعيدة عن ما يُنظم المجتمع من قيم ، فهي أفة الافات التي تعتبر منقصة لأي شخص قد يتعاطى أو يُدمن على المُخدرات .
ولم يألو الامن العام ، مُمثلة بادارة المُخدرات أي جهد ، في مُحاربة هذه الافة ولاحقة تجارها او مروجيها او متعاطيها ،والمنافحة بكل ما اوتي من قوة للجم هذا المارد الذي اخذ يفتك بالشباب ومصادر دخله ، الامر الذي قد يُشكل ظاهرة لا يمكن ان يتوقف عندها بدون ان يكون هناك اي خطط من أجل وئدها وابادتها وتقديم تجارها ومروجيها ومُتعاطيها للعدالة حتى يكون كل منهم عبرة لمن لم يعتبر ، ولم يتوقف عند هذا الحد من المكافحة أو قتال أي من الذي قد يحاولوا تهريبها أو الاتجار بها ، وما قدم ابناء الوطن من ارواح بريئة جراء هذا التعاطي معها ، وذهبوا شهداء من أجل الذود عن سلامة وأمن المُجتمع حتى يحيى الاخرين بسلامة وكرامة مثالا حياً وبطولات لا يمكن تقديرها ، بل تعداه إلى الاخذ بيد الذين تم التغرير بهم واصبحوا مُتعاطين للمُخدرات بانواعها ، او مدمين عليها من خلال علاجهم بكافة السُبل من خلال مراكز تابعة للامن العام وبدون أي مقابل ، هدفهم في ذلك أن يصبح كل متعاطي أو مدمن فرد مُنتج نافع مشارك في عملية البناء والتحديث والتنمية بدلا من الضياع ،والنزول للهاوية .
ان الهدف الاسمى والهام اليوم ان يكون هناك مُلاحقة مستمرة لكل مروج ومُغرر لمن كانوا ضحايا لهم وليس لهذه الافة التي تعاطوها أو ادمنوا عليها ، خاصة ان مراكز العلاج للمُدمنين تبذل جهوداً مضنية ومتابعة حثيثة لا مثيل لها وغير مسبوقة في هذا المضمار ، وان ما قمنا به من مشاركات مجانية في تدريب وتوطين المدمنين الذين يخضعون للعلاج هي شهادات حية على أن الذين يصنعون مُستقبل هولاء كل يوم لهم دور لا يمكن انكاره ، وأن الاصابع لا بد أن تٌشير لهم بشكل استثنائي وبكل فخر، لسباقهم الزمن مع هولاء من أجل الوصول بهم إلى افراد نافعين ومُنتجين ، يتم ادماجهم في المُجتمع والاسرة بشكل طبيعي كما كانوا عليه ذات يوم قبل تعاطيهم وادمانهم .
نعم اليوم نحن أمام معُضلة تجفيف المنابع التي تعج بالمُخدرات بكافة اشكالها ، والقبض على كل مُغرر أو بائع أو تاجر والزج به خلف القضبان حتى لا يكون سبباً في ضياع أخرين قد ينتظرهم ، وأن بعض الاشخاص الذين يتم علاجهم أن أكثر ما يُقلقهم ويضج مضاجعهم بعد التعافي هم اولئك الزمرة القذرة التي لا بد من مراقبة هواتفها ،وملُاحقتهم والابلاغ عنهم اينما كانوا ، والذين يقوموا بالضغط على هولاء المُتعافين من تلك الافة .








طباعة
  • المشاهدات: 3962
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-08-2022 12:38 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم