حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3843

إشكالية الخوف من غول التوجيهي في ظل ارتفاع مُعدلات النجاح

إشكالية الخوف من غول التوجيهي في ظل ارتفاع مُعدلات النجاح

 إشكالية الخوف من غول التوجيهي في ظل ارتفاع مُعدلات النجاح

18-08-2022 09:12 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
التوجيهي او الثانوية العام شعور بالقلق والتوتر لا يفارقهم، فيما يجافي النوم عيونهم، كثيرة هي الهواجس السلبية التي تتملكهم، وترقب وانتظارطوال السنة سواء كان من قبل ذويهم ،أو طلبة الثانوية العامة وذووهم وحتى إعلان نتائج "التوجيهي".
كل عام وبفارغ الصبر، يترقب الطلبة ظهور النتائج من قبل وزارة التربية والتعليم، بالرغم من سعي الطلبة باشغال وقتهم بأي شيء، إلا أن المحاولات تبوء بالفشل؛ فالأعصاب متوترة وحالة القلق تسيطر على المشهد كما أن الأيام التي تسبق النتائج تمر بتثاقل وبطء شديدين، كما لو كانوا يحملون الجبال. فيما دقات القلب تتسارع كلما ذكر أمامهم أي شخص أن الموعد مع النتيجة اقترب، ويصرّون على تحدي الخوف ومصارعة الوقت، محاولاين الخروج من التفكير بهذا الغول هرباً من الحصول على نتيجة لا ترضيهم.وان فترة الامتحانات وهي الفترة العصيبة ، والتي لا تضاهي صعوبة انتظار نتيجة جهد وتعب فصل دراسي بل سنوات مرت من العمر ، كون كل طالب توجيهي يرى ان النتيجة نقطة فاصلة في حياته ومسيرته .
ويرى بعض الاخصائيون ان القلق المرافق للطلبة قبل ظهور النتائج، ما هي الا حالة مؤقتة سرعان ما تختفي بظهور النتيجة، وهي شعور طبيعي في مثل هذه المواقف، خاصة ان ذلك ينضوي تحت نوع من انواع القلق ، وان السعي إلى إشغال الوقت بأنشطة مفيدة كممارسة الرياضة والتحدث مع الأصدقاء، سُتسهم في تخفيف ضغط الانتظار على الطلبة أنفسهم وأسرهم.
فيما يلعب الأهل دوراً كبيراً في زيادة القلق من النتيجة، خاصة أن كثرة الضغط على الأبناء وإشعارهم بفداحة الإخفاق في حال لم يحققوا المعدل المرجو، يسبب حالة من التوتر الشديد تؤدي إلى تأثير سلبي في نفسية الأبناء. فضلا عن ما يعانية بعض المعلمون من تتأثر بحالة القلق التي تتملك الطلبة الذين لا ينفكون من مهاتفة معلميهم رغبة في الشعور بالأمان والحصول على النصح للحد من التوتر الذي يسيط عليهم .
نعم ان غول الثانوية العامة يجعل كثير من الطلبة يترقب بشدة هذه النتيجة بالرغم من ارتفاع المُعدلات وهذا الترقب يُشكل بيئة خصبة لإشاعات ظهور النتائج قبل موعدها المحدد، مما يزيد من جرعة التوتر ويدفع الطلبة للمسارعة إلى تفقد المواقع الإلكترونية، وقد يدفع بعض الطلبة الى الاتجاه الى الاضرار بنفسه او اقتراف الانتحار رغم تشديد وزارة التربية والتعليم على عدم إمكانية الحصول على النتائج قبل أوانها، كما يفعل كثير من الطلبة الذين لا يمنعون أنفسهم من التفتيش في الإنترنت في أي وقت كلما سمعوا أن النتائج قد أعلنت.
وان المُعالجة الناجعة لحالة القلق العامة التي تسيطر على الطلبة وذويهم لا بد من تغيير المفاهيم الاجتماعية الخاطئة حول هذا الامتحان، وإعادة النظر بالهيكلة الإدارية لنظام التوجيهي، مما يوفر نفسية مريحة ونتائج إيجابية ، وان تتبدد حالة القلق التي تتولد عند الأهل بسبب التنافس على المعدلات بين الجيران أو الأقارب مما أدى إلى تحولها لظاهرة مجُتمعية.
وان ما يمكن الاتجاه اليه أن تعي وزارة التعليم العالي والجامعات مسألة التنافس هذه وان لا تأخذ بعين الاعتبار معدلات الطلبة ، بل من المهم ان يتم النظر إلى قدرات الطالب الاستيعابية أو ميوله واتجاهاته فلكل منهم طاقة وقدرة جسدية وعقلية، قد تظهر نتائجها من خلال امتحانات تنافسية للفوز بمقعد جامعي قد يتميز ويبدع فيه عند دراسته والانخراط فيه .











طباعة
  • المشاهدات: 3843
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-08-2022 09:12 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم