-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,4 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3483

الجامعة الأردنية والخلق الوعر

الجامعة الأردنية والخلق الوعر

الجامعة الأردنية والخلق الوعر

18-08-2022 05:52 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أمية العبادي
في معجزة بناء الأردن الآتي من النحت في الصخر ثمّة مؤسسات بُنيت بذات الحفر وبقلوب وأزاميل عنيدة، بناها الحلم الأردني لبلد وأمة والعناد والخلق الوعر، مثل قوم هناك في البعيد تمتلئ أيديهم بالشوك -مثل يد أبيك يا نذير عبيدات- اجتمعوا ذات زمان لبناء مدرسة لأولادهم... فكان أن بنيت غالبية المدارس في البلدات والقرى والأطراف المنسية من الناس، بنيت بالغضب والتحدي من حجارة وحلم وأمل.
مثل رسوم جامعة جُمعت من زبدة وجبن وكعوب وكدّ أرملة ودعاء كثير.
ومثل عريس التحق بجنودنا في اللطرون فعاد شهيدًا.
هكذا نحن... وهكذا هو العناد الأردني الذي صنع الإعجاز، الإعجاز الذي بنى الأردن.
في بلدي ثمة مؤسسات بنيت بالمعنى والدموع والوجدان على رأسها: الجامعة الأردنية، الجيش الأردني والمدينة الطبية.
هذه المؤسسات هي الثروة الوطنية الأساسية في الأردن.. هي عظم البلد، تشكلت على أساس القيم الأردنية والخلق الوعر والحلم الذي في البال.
كنّا صغاراً عندما عرفنا الأردنية، فعرفنا صغاراً الحب وأدركنا معانيه الصافية، وكبرنا وكبر فينا وبنا الحلم-حلم كل أردني- أن ندرس في الجامعة الأردنية؛ الأردنية التي نلتفت إليها من نافذة السيارة عند مرورنا بابها وقبابها ببريق عيون كأن مَوعدًا سيجمعنا وكأنها تنادينا.
كبرنا أيضًا وعرفنا بلداناََ كثيرة بنت الإدارة والمعرفة الأردنية إدارات دولها، وبنت مؤسسات بلدان كثيرة وصنعت قيادات وزعامات وشخصيات.
الأردنية من أنتجت العقل الأردني والإدارة والثقافة والمعرفة والتنوير والدولة...
صنعت الحكمة والقرار والسيادة وكفتنا عناء وكلفة وفاء -أو عدم وفاء- العقول والتجارب المستوردة وكفتنا أيضًا أيدلوجياتهم ومشاريعهم.
هذا المستحيل كله لا يمكن تحقيقه لولا أن ثمة مشروعاََ كان يحمله رجالاََ بإخلاص ووطنية وروح قتالية منذ الإصرار الأردني أن تحوّل المساعدة البريطانية المخصصة للجيش آنذاك لبناء الجامعة الأردنية، فكان.
وعلى هذا يقاس نجاح وحتى وطنية أي إدارة للجامعة الأردنية بمقدار ما تحرص على هذا المشروع وتطوره وبمقدار ما ترى الأردنية مؤسسة الدولة الأولى وواجهة البلد وعنوان الشعب والأمة وأم ليس فقط الجامعات بل أم المؤسسات جميعها، وبمقدار ما تحرص على أن مهمة الجامعة تتعدى أسوارها وقبابها.
الأردنية ليست جامعة فحسب ولا يجب أن تكون كذلك، الأردنية مشروع الدولة والبلد الأعظم وعلى عاتق إداراتها ترجمة هذا المشروع الذي يقع على عاتقه مهمة بناء الأمة.
الأردنية تقود المعركة الكبرى في مهمة تحرير العقول من الظلام والجهل وبقايا الاستعمار والتطبيع الأكاديمي والثقافي والفكري وتصنع القيادات والنخب وترفد الأحزاب والنقابات والمجتمع بخيرة المهارات والعقول الوطنية.
للأردنية مكانة في وجدان الأردنيين ولربّما لا ينافسها سوى الجيش العربي فكلاهما قوات مسلحة؛ وكلٌّ على ثغرة من ثَغْر الوطن.

وفي هذا نبارك للجامعة الأردنية إنجازها العظيم دخولها تصنيف شنغهاي العالمي بوافر التهنئات والتقدير والامتنان لإدارتها وإداراتها السابقة والعاملين فيها وأساتذتها وطلبتها وكل من مرّ بها حريصًا أن يبقى السراج مضيئاََ.
وأن تبقى المشروع والحلم الكبير.

أمية العبادي








طباعة
  • المشاهدات: 3483
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-08-2022 05:52 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم