20-08-2022 09:45 AM
سرايا - مع مطلع العام الدراسي من كل عام تعود إلى الواجهة القضية الجدلية التي تحدث عنها الأطباء كثيراً واشتكى منها أولياء الأمور مطالبين بحلول تخفف العبء عن كاهل أولادهم، ألا وهي «الحقيبة المدرسية الثقيلة».
الأطباء أوضحوا أنه يجب ألا يتخطى وزن الحقيبة المدرسية أكثر من 10 إلى 15% من وزن الطالب كي لا تتسبب بمشكلات صحية للطالب، وفي المقابل أوضح مديرو مدارس حكومية وخاصة أنهم قاموا باتخاذ إجراءات في هذا الخصوص تمثلت بإنشاء خزائن خاصة بكل صف ليقوم الطلبة بوضع الكتب فيها، وبذلك لا يضطرون لحمل أوزان ثقيلة ترهقهم، كما قامت بعض المدارس باللجوء للبدائل الإلكترونية في شرح المواد الدراسية وحل الواجبات.
وتفصيلاً، حذر أطباء من مخاطر ثقل الحقيبة المدرسية على جسم الطلبة وتأثيره على الكتف والعمود الفقري، ما يؤدي إلى تشوه في بنية الجسم، لافتين إلى أهمية ألا يواجه الطفل صعوبات عند رفع الحقيبة، كما أنه لا بد أن يتناسب حجم ووزن الحقيبة مع وزن الطالب وطوله، لأن الوزن الزائد يؤدي إلى اعوجاج في العمود الفقري، وضغوط كبيرة على الفقرات، كما أن خطورة هذه المشكلات الطبية أنها لا تظهر إلا بعد تقدم العمر، حيث يكون الطفل في هذه المرحلة غير قادر على التعبير عن المشكلة التي يعاني منها، مبينين أن الحقيبة المثالية يجب ألا يتخطى وزنها أكثر من 10 إلى 15% من وزن الطالب، ومطالبين إدارات المدارس بضرورة توجيه الطلبة إلى اختيار الكتب التي عليهم حملها وتحديد البرنامج والكتب المطلوبة لليوم التالي، إضافة إلى تأمين مساحات كافية لبناء خزائن ذات أدراج تتيح للطلاب وضع كتبهم داخل الصف.
ويقول الدكتور فراس حسبان استشاري جراحة العظام وتقويم العمود الفقري: إن الحقيبة المدرسية الثقيلة تتسبب بتغيرات جسدية سلبية وإصابات كتقوس ظهر الطفل نتيجة خلل في العمود الفقري أو جعل العضلات تعمل بشكل أكثر قوة ما يتسبب في إصابتها بالتوتر والإجهاد، مبيناً أن الحقيبة المثالية ينبغي أن تكون بحمالات محشوة كي لا تضغط على عصب الأكتاف وتتسبب في تنميل في اليدين وأن تكون ذات عجالات ليتمكن الطفل من جرها بدلاً من حملها، ناصحاً أولياء الأمور بضرورة توجيه أبنائهم إلى ضرورة حمل الحقيبة المدرسية على الكتفين حتى يتوزع الوزن تلقائياً على الجسم، لأن حملها على كتف واحدة يؤدي إلى تقوس الظهر.
وأضاف: إنه يجب على أولياء الأمور مع بداية كل عام دراسي عند شراء المستلزمات المدرسية لأبنائهم وتهيئتهم للدراسة أن يضعوا الناحية الصحية نصب أعينهم، إضافة إلى تعليم أولادهم كيفية حمل الحقيبة وعدم السماح لهم بحملها لمسافات طويلة واختيار الحقيبة المناسبة ومراقبة محتواها باستمرار، كما أنه في موازاة دور الأهل يبرز دور المدرسة في توجيه التلاميذ إلى اختيار الكتب التي عليهم حملها وتحديد البرنامج والكتب المطلوبة لليوم التالي، كما يتعين على إدارات المدارس تأمين مساحات كافية لبناء خزائن ذات أدراج تتيح للطلاب وضع كتبهم.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور يحيى رسلان، اختصاصي تقويم العمود الفقري: إن ثقل الحقيبة المدرسية يشكل خطورة على صحة الطلبة، لأنه من الممكن أن يؤدي إلى ميلان العمود الفقري ويؤثر سلباً على العضلات والأربطة، مبيناً أنه يفضل أن يكون للحقيبة عجلات تمكن الطفل من جرها عوضاً عن حملها على كتفه، كما يجب أن تحمل الحقيبة على كلا الكتفين وليس على كتف واحدة، وأن تكون ملاصقة بشكل جيد للظهر وألا يكون هناك مسافة بينها وبين الظهر وألا يكون ارتفاعها أكثر من ظهر الطفل بمعنى أن لا يصل ارتفاعها أكثر من الخصر، كما يجب ألا يأخذ الطالب كل الكتب إلى المدرسة يومياً وأن يضعها في خزانته في المدرسة ويكتفي فقط بالكتب التي سيدرسها في ذاك اليوم.
ومن جانبه، أكد الدكتور مايكل أنطوني استشاري جراحة العظام والعمود الفقري: أن حمل الحقيبة الثقيلة للطلبة يسبب آلاماً في الرقبة والكتف والظهر، ناصحاً أولياء الأمور بضرورة اختيار الحقيبة التي تتوافق مع أحجام أبنائهم وتشجيعهم على ممارسة التمارين الرياضية للظهر بعد رجوعهم من المدرسة.