21-08-2022 11:20 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
تُثبت الاحداث المتسارعة التي يعيشها العالم بِرُمَّته وعلى كل المستويات ، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أن استهلال نجوم الإعلام على شاشات التلفزة بجملةٍ يقولونها للنخب السياسية التي يستضيفونها وهي " كما يعلم الجميع " أن هذه الجملة ليست بمحلها على الاطلاق مع كامل الاحترام والاعتراف لهؤلاء الإعلاميين بقدراتهم المهنية الإعلامية العاليه والاحترافية المتميزه .
لا يقتصر الامر على المستوى الإعلامي الرسمي أو الخاص في هذا الامر بل اصبح حديثاً نمطياً في اي مجلس كان ، إن على مستوى مجالس العائلات أو الأصدقاء او مجالس السَمَر ، فإن تحدث احدهم تجد الجميع بلسان واحد يقولون كلنا يعرف وكلنا يعلم .
لا يوجد حدث واحد حصل منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن كان يعلم نتائجه او يَدَّعي علمه به أحد ، وما من احد يجرؤ على الإدعاء بهذا ابدا ،
وليس المقصود الاحداث السياسية او العسكرية فقط انما على المستوى الاقتصادى والاجتماعي ايضاً ،
فنحن نتابع ونقرأ لأصحاب الفكر الاقتصادي الذين لهم كتابات وآراء منهجية علمية مبنية على مبادئ ومعطيات قابلة للقياس ، لا اعتقد ان أحدهم يستطيع ان يخرج على الناس ليقول هذا ما توقعت حدوثه او هذا ما قادتني إليه تحليلاتي ونظرتي المنهجية ، لان الواقع المعاش والأرقام التي تتحدث عن نفسها بانت وظهرت بما لم يخطر على بال ، فهي بعيدة كل البعد عن المنهجية والواقعية والعقلانية وليست خاضعة لاي معيار ولا هي قابلة ايضاً للقياس .
لم يُخبِرنا احد انه كان يعلم ان ايران لن تكتفي بأن تكون حصتها ارض الرافدين فقط مكافئة لها على انضمامها وامتثالها لمطالب الحلف المنضوية تحته ،
لم يكن احد يعلم ولم يخبرنا احد انه سَيُبعَث في امة العرب " قيس " ويمن من جديد ،
ولم يكن احد يعلم ان اوروبا بكاملها ستُجبَر على الوقوف على رِجلٍ واحدة وهي تُدفَع الى شفير الهاوية في حربٍ فُرِضت على الكبير فيها والصغير
( واعني دول اوروبا ) بارادة مسلوبة ومنزوعة منهم جميعا وهم امام هذا المشهد كأسنان المشط
" كلهم سواء " .
ربما كان لثعلب السياسة لا أقول الامريكية فقط ، بل العالمية واكثر السياسيين حملاً للالقاب السياسية بعمومها " هنري كيسنجر" حين صال وجال في وقت ومرحلة من مراحل حياته الزاخرة دور في رسم بعض ما تعرضت له منطقة الشرق الاوسط بالعموم ، او ربما أُعطيَ له التفويض بان يكون المصدر الوحيد الذي يُدلي ببعض معلومات أُريد وقُصِدَ بها اثبات ان ما يُخَطَط له هو حاصلٌ لا محاله ، وهذا واقعٌ ثبت على ارض العراق تحديدا ، وهذا عهدٌ مضى وانقضى ،
ولا اعتقد ان ما يعيشه العالم الان شرقيه وغربيه ومنذ عقدين ونصف قد ثبت تَوَقُع احدٍ مهما كانت عبقريته ورؤيته على حدثٍ من احداثه وواقعٍ معاش على ارض هذا الكوكب حتى ولو كان التوقع من كيسنجر نفسه .
نعم ، عَلِمَ الجميع بعد ان عاش الجميع بواقعٍ فُرضَ على الجميع دون علمٍ مسبقٍ من الجميع ، ولن يعلَمَ الجميع ما يُخَطَطُ للجميع بما فيهم المُتَحاربين والمُسالمين إلا بعد ان يكون قد نُفِّذَ على الجميع ما أراده المخططين ليتأكد الجميع ان لا احد يعلَمُ شيئا ، لا ظنَّاً ولا شَكَّاً ولا تنبؤاً ، وهذا باليقين ،
ولن آتي بمثال واحد للدلالة على أن ما يعيشه العالم الان ليس كما يعلم الجميع ولم يكن مُتَوَقَعاً بل سأذكر الاستثناء لأن الاستثناء هو الأبسط واقول أن ما كان يعلمه الجميع أمرٌ لا خلاف عليه ، وهو إختلال الموازين في كل شيء ، وان الحق بلا قوة تحميه يضيع ، وانه لا عدالة على هذه الارض ، وان المدينة الفاضلة هي مجرد وهم ،،،،، ومحضُ سراب .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-08-2022 11:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |