بقلم : علي الشريف
بالأمس اتخذ اتحاد كرة القدم قرارا بتهبيط نادي منشية بني حسن الى الدرجة الثالثة ذاك لان النادي لم يستطيع تسجيل لاعبيه نتيجة الديون المترتبه عليه من قضايا وشكاوي اللاعبين .
قبل منشية بني حسن هبط فريق ذات راس الى الدرجة الثانية لنفس الاسباب علما ان فريق ذات راس هو الفريق الوحيد عبر تاريخ الاردن الذي نقل كاس الاردن الى الجنوب .
ومنشية بني حسن كان في دوري المحترفين ووصل ترتيبه الرابع قبل ان يتدحرج ليصل للدرجة الثالثة وربما يؤدي الامر الى تصفية النادي نهائيا اذا استمر هذا الوضع .
ما حدث مع كلا الناديين سيحدث عاجلا ام اجلا مع غيرهم ونحن نسمع كل يوم بقضايا لاعبين ومدربين وشكاوي اداريين وموظفين وصرنا نسمع عن منع القيد .
راينا ذلك في الرمثا الذي انقذه جمهوره مؤقتا وراينا ذلك في الفيصلي والحسين الذي كاد ان يصل الى ما وصل اليه ذات راس لولا ان بعث الله له رجلا حمله من الباب للمحراب ورأيناه في الجزيرة .
طيب هذه الاندية تعتبر مؤسسات شبابية تابعة لوزارة الشباب وهي المسؤول المباشر عنها وبالتالي هي لها مدخولات مالية من الوزارة سنويا ويدخل صناديقها مبالغ مالية من قيمة رعاية التلفزيون والشركات الراعية للدوري اضافة الى الريع الجماهيري واشتراكات الهيئة العامة وما يأتيها من تبرعات .
كما ان هناك اندية لها استثمارات وترعاها شركات بمئات الالوف سنويا وفي المحصلة تجد صناديقها مديونة بمبالغ ضخمة جدا وللتبسيط مثلا احد الاندية دخل صندوقه على سبيل المثال مبلغ 700 الف في عامين وخلال العامين لم يتم دفع رواتب لاعبين ولا مدربين ولا موظفين ولا حتى فواتير الكهرباء .
ووصل الامر الى عدم دفع اجور الشقق التي يسكنها المحترفون والمدربون فاين ذهبت الاموال التي دخلت الصندوق وكيف طارت المديونية لتقترب من المليون او تزيد اذا ما علمنا ان الدوري توقف في فترة الكورونا فلم تصرف الاندية ثمن كاس ماء واحد .
ما علينا ولكن لنسال كيف يتم التعامل قانونيا مع هذا الهدر المالي ولماذا لا تقوم هيئة مكافحة الفساد بالكشف الفجائي عن الواقع المالي وتخضع كافة الاندية للتحقيق حول المديونية وتحقق بكيف دخلت الاموال واين ذهبت اذا كان احد لم يتقاضى راتبه او اجره على امتداد سنوات.
ثانيا :اين دور الوزارة في ذلك وكيف يتم لفلفة الامور والتغطية عليها من قبل بعض الموظفين الذين يحسبون على ادارات الاندية ولماذا لم تحقق الوزارة بذلك وتحيل الملفات المالية الى هيئة مكافحة الفساد .
النكتة المضحكة ان الوزارة تنتظر شكوى من الاندية وفي حال الشكوى يتم لفلفة الموضوع من المديرات المعنيه ..وهيئة مكافحة الفساد تنتظر شكوى من الوزارة والمصيبة الادارات تنتظر قرار من الهيئة العامة والهيئة العامة صنيعة الادارات تأتي لتبصم فقط وتنتخب وتمضي فاين الحل؟
لهون وخلينا نحكي الصح اذا كان صاحب الجلالة قد قال جهارا نهارا اضربوا الفساد في جذوره حتى انه قال لتكن البداية في الديوان الملكي لماذا لم لا يتم ذلك مع الاندية هل ادارة نادي مثلا نفوذها اكثر من سيدنا او ان النادي اكبر من الديوان الملكي .
وهل محاربة الفساد في بلادنا باتت تخشي ان تدخل الى مقر نادي وهي المخولة بمحاسبة الفاسدين واسترداد الاموال (على فكرة دققوا في الديون ستجدون ان هناك ديون سجلت وهي مخالفه لقرارات رئاسة الوزراء ) يعني حتى الاستقواء اصبح على رئاسة الوزراء ايضا وعلى القانون والنظام .
بالمختصر اذا كنا نخشى ان نحاسب ادارة نادي عصفت بمقدرات ناديها فكيف سنحارب فسادا اكبر وكيف سنصل الى بلد نظيف من الفساد وكيف سنحمي اجيال الشباب من خوض غمار الفساد اذا ما علمنا ان الاندية معنية اولا واخرا بالشباب .
المطلوب الان من هيئة مكافحة الفساد ان تجبر الاندية على تحويل كل شيء فيه شبهة فساد مالي او اداري الى الهيئة لتتعامل معه فلا احد اقوى من الدولة واعتبار اخفاء أي شيء جريمة يعاقب عليها القانون وتندرج تحت الفساد.
وكلام الملك اوامر يجب ان تنفذ والقوانين قوانين يجب ان لا يعبث بها ..وكما ذكرنا لا احد اقوى من الدولة ولا احد فوق القانون ولا احد ايضا ماشي على خط واحد مع دولته .
..صدقوني في بعض الاندية الفساد عم وطم سواء كان مالي او اداري ويذهب ضحيته اشخاص وشباب ولاعبين وبيوت كانت تعيش من الاندية فلتبدا هيئة مكافحة الفساد وكل الشعب معها.(ضاعت الاندية فاين انتم عن هذا الضياع )