22-08-2022 10:09 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
تجيء الذكرى الـ 53 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، لتذكرنا بمطامع الاحتلال، واستمرار العدوان الصهيوني، ولتشرح نزعة الهدم، والعبث بالمقدسات لدى الاحتلال.
ففي 21 آب، من عام 1969م، أقدم مستوطن صهيوني أسترالي الجنسية، يدعى "دينس مايكل"، وجاء إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بذريعة السياحة، على إشعال النار في الجامع القبلي في المسجد الأقصى، وشب حريق ضخم التهمت نيرانه كامل محتويات الجناح بما في ذلك المنبر التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة اللامعة.
هذه الجريمة المدبرة من قبل الصهيوني، دينس روهن (1941 - 1995) نتج عنها غضب تفجر أنحاء العالم الإسلامي، وفي اليوم التالي لاندلاع الحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في ساحة المسجد الأقصى الخارجية وعمت مظاهرات في أرجاء القدس احتجاجاً على هذا الحريق، وكان من تداعياته عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في العاصمة المغربية الرباط.
وقام الاحتلال، آنذاك بقطع المياه عن كل المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك في اليوم نفسه الذي اندلع فيه الحريق، وتعمَّدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال، بالقدس التأخير حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق.
هذه الرواية التاريخية، تعبر عن "صلف" المحتل، وتطرف عقليته، لذا، فالمهمة كبيرة ونحن بأكناف المسجد الأقصى، للحفاظ عليه، وتعزيز أدوارنا التاريخية الموصولة في صون الأقصى.
إذ تذكرنا هذه الحادثة، على ما سببته من غضبٍ عربيٍ وإسلاميٍ، بجهود الأردن في الإعمارات الهاشمية الموصولة، والجهود في ترميم وإعمار المسجد الأقصى، وخاصة ما تسبب به الحريق، إذ أمر جلالة الملك عبدالله الثاني بإعادة بناء منبر صلاح الدين الأيوبي، على نفس الشكل والتصميم، الذي كان عندما صنعت النسخة الأولى منه منه العام 1168 ميلادي على يد الحرفيين المهرة من دمشق وحلب.
إنّ جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، أثمرت عن إعادة منبر صلاح الدين إلى مكانه الطبيعي في الأقصى المبارك بعد أن عاد له ألقه الذي كان عليه، قبل أن تمتد اليد الآثمة إليه.
وعلى مدار أكثر من مئة عامٍ كان للإعمارات الهاشمية والمشاريع الملكية في صون المسجد الأقصى، وقد كانت آخر هذه المشاريع تغيير سجاد المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة على نفقة جلالة الملك عبدالله الثاني.
وعلى المستوى السياسي، فإن الجهود الملكية الموصولة، والتصدي للمشاريع التي من تريد تغيير هوية الأقصى، تواصلت فجلالة الملك عبدالله الثاني، وفي لحظةٍ سياسيةٍ كانت فيها مشاريع صفقة القرن، ومشاريع الحذف والتحوير قائمة، وقف وتصدى لأيّ محاولةٍ عبثية، إذ أعلن جلالة الملك بأنّ "القدس خط أحمر"، بالإضافة إلى تأكيد جلالة الملك بأنّ القدس مفتاح السلام والاستقرار، وذلك خلال تسلم جلالته جائزة الطريق إلى السلام في نيويورك.
لطالما كانت القدس، وستبقى في وجدان ملوك بني هاشم، هي الحاضرة، وستبقى "الوصاية" هي من تصون "الأقصى" وستتواصل مشاريع الإعمار، حتى تحقيق العدالة، بإذن الله.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-08-2022 10:09 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |