حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4276

يا عبد الحقً حَقَّك علينا ..

يا عبد الحقً حَقَّك علينا ..

يا عبد الحقً حَقَّك علينا ..

24-08-2022 12:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور ناصر نايف البزور

قبلَ خمسِ سنوات كتبتُ ونشرتُ خاطرةً قصيرةً حولَ العالِم الجليل ناصر الدين الأسد، رحمه االله، والذي لم تربطني به يوماً أيُّ علاقةٍ سوى محبّتي وتقديري الشديدين للرجل ولعلمه ولنبوغه في العربية... وكان عنوان تلكم الخاطرة "يا ناصر الدين حَقّك علينا" وهذه العبارة هي مطلعُ أهزوجةٍ شعبيةٍ حورانيةٍ نُغنّيها في دبكات الجوفية للتعبير عن واجب الفزعة والنخوة والحمية في نُصرة أهل الحقّ أينما كانوا...
مناسبة هذا الحديث هو ما سمعته وقرأته في اليومين الماضيين بعدَ أن تواصل معي أحدُ الأصدقاء وقال لي: "صحيح اللي اسمعته عن صاحبك يا دكتور ناصر؟؟؟؟" وهو يعني عطوفة الأستاذ الدكتور فواز العبد الحقّ، رئيس الجامعة الهاشمية... وهو يُشير بالتحديد إلى ما تداولته بعضُ مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية حولَ "مَظلمة أحد الشباب" بشأن تقدُّمِه بطلبِ ابتعاث للجامعة الهاشمية للدراسة في الخارج وحرمان الجامعة ورئيسها الأستاذ الدكتور فوّاز عبد الحقّ لهذا الشاب "من ذلك الحقّ"، على حدّ زعم ذلك الطالب وتلك المواقع... بل وقالَ الشاب أنّ جامعة أوهايو الأمريكية قد قامت بتعيينه فيها وذلك بهدف شيطنة الجامعة الهاشمية والإساءة لرئيسها الفاضل والمتميّز أ.د. فواز العبد الحقّ، وتمجيد قدرات ذلك الشاب وبطولاته من خلال نشر خبر استقطاب جامعة أمريكية له وبالتالي تُصبح الجامعة الهاشمية مُجرمة وفاسدة لأنّها فرّطت بمثل هذا العالِم العظيم الذي تبحث أمريكا عن أمثاله وتقوم بتعيينه في جامعاتها... بل وأضافَ الشاب بأنّ رئيس الجامعة قد قام بتعيين ابنه صهيب العبد الحقّ للتدريس في الجامعة ليزيد من شراسة الهجمة الإعلامية على عطوفة أ.د. فواز العبد الحقّ... ومِثل هذا الكلام قد ينطلي على القارئ البسيط والقارئ الذي لا يعرف شيئاً عن مثل هذه المواضيع الأكاديمية... ولذلك فقد كان لا بُد لي مِن وضع النقاط على الحروف وباختصارٍ شديد بقدرِ المستطاع (فالمقامُ يقتضي إطالة المقال) للردّ على صديقي السائل وعلى هذا الشاب وعلى كلّ إنسانٍ مُغرِضٍ لا يرقبُ في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمّة؛ وبعدَ الاستعانة بالله أقول:
أوّلاً: صاحبي الأستاذ الدكتور فواز العبد الحقّ هو صديقي وأخي وأساليب الحبيب القريب... وأنا أعتّز وأفتخر بأخوّته كما أعتزُّ وأفتخر بأخوّة أعزّ أشقّائي ويزيد؛ واللهُ على ما أقولُ شهيد... ومع ذلك فأنا لا أقولُ إلّا الحقّ بإذن الله بعيداً عن أيّ علاقة شخصية تربطني بأيِّ أحَد؛ وهذا يعرفه جميعُ المُنصِفين مِمّن تعاملتُ معهم طوال خمسة عقود... لذلك فشهادتي في صاحبي وأخي العبد الحقّ هي شهادة حقّ صادقة بإذن الحَقّ؛ وهي ليست شهادة ًمجروحةً ولا مخدوشةً ولا ممسوسةً لأنّني واللهِ لا أخشى في قولِ الحقِّ لومَة لائِم...
ثانياً: فصاحبي أ.د. فواز العبد الحقّ فوقَ جميع الشُبهات شاءَ مَن شاءَ وأبى مَن أبى؛ ومثلُ هذه الترهات والإشاعات والمناكفات والافتراءات لا تعيبُ صاحبي أبا محمّد ولا حتّى تنتقِصُ مِن شسعِ نَعله الذي كان يمشي به في سهول النعيمة الطاهرة يومَ كان طفلاً قبلَ ستّة عقود في بدايات رحلة كفاحه ودراسته ومُروراً بجميع مراحلها التي تكلّلت بالنجاحات تلو النجاحات والإنجازات تلو الإنجازات والإبداعات تلو الإبداعات التي تُرفَعُ لها القُبّعات وتنحني لها الهامات وتصغُرُ أمامها كِبار القامات حتّى غدا صاحبي وصاحبُ كلّ أهلِ الخيرِ وأهلِ الحقّ وأهلِ الإبداع طوداً راسخاً وعَلَماً شامخاً؛ فهو علمٌ على رأسه نارُ...
ثالثاً: فصاحبي أ.د. فواز العبد الحقّ هو أيقونة للشرف والشرفاء... وهو أيقونة للحقّ وأهل الحقّ... وهو أيقونة في الولاء والانتماء لتراب هذا الوطن ولسيّد هذا الوطن... وهو أيقونة في التميّز والإنجاز... وهو أيقونة للنزاهة والموضوعية... وهو أيقونة لنقاء السريرة والصفاء والوفاء... وهو أيقونة للحكمة والاستقامة... وهو أيقونة لسعة الأفق وبُعد النظر ورجاحة العقل... وهو أيقونة لطالب العِلم المُثابر الحاذق... وهو أيقونة للأستاذ الجامعي اللامع... وهو أيقونة للباحث المُبدِع... وهو أيقونة للإداري الرائع... وهو أيقونة للقيادي البارع... فما يضرّ البحرَ أمسى زاخراً أن رماهُ طفلٌ بِحَجَر... وكما نقولُ في لغتنا العاميّة الجميلة: يا جبل ما يهزّك ريح...
رابعاً: فقد أصبحَ هذا الأمرُ يُشبه عمليات الابتزاز المُمَنهَج... فإذا رسبَ الطالب في مقرّر تقدّم بشكوى إلى إدارة الجامعة يدّعي فيها أنه قد تعرّض للظلم... وإذا تقدّم طالبٌ للابتعاث ولم يحصل على البعثة شكا الظلمَ والاضطهاد... وهذه الشكاوى الكيدية المقيتة والرخيصة معروفةٌ دوافعها ومفضوحةٌ أساليبها وذرائعها...
خامساً: الخبر مُضحكٌ-مُبكٍ... فهو يتلاعب بالألفاظ ويقول: "جامعة أوهايو تعلن عن تعيين..." أيُّ إعلانٍ... وأيُّ تعيينٍ هذا... وكأنّ جامعة أوهايو ليس فيها سوى شاغر واحد لمساعد البحث والتدريس هذا... وهذا طبعاً استخفافٌ بعقولِ الشعب الأردني... فجميع الطلبة العرب في الجامعات الأمريكية يحصلون على تمويل TA-ship، الطالب العادي والطالب الضعيف منهم... وهناك أنواعٌ كثيرةٌ من هذا الدعم المادي من خلال ال TA-ship: الكاملة والنصفية والربعية... وذلك بحسب مقدار التمويل... والذي يكون عن طريق الجامعة أو بعض الجنسيات والداعمين أو عن طريق الدكتور نفسه الذي يقوم بالإشراف على الطالب... فهذا الشخص لم يحصل على تعيين كمدرّس أو كأستاذٍ أو كزميلٍ في جامعة أوهايو لنقولَ: لقد خَسِره الوطن؛ بل حصلَ على تمويلٍ لطالب مُحتاج ليعمل كمساعد بحث وتدريس؛ وهذا يحصلُ عليه جميعُ طلبة الدراسات العليا في مرحلة الدكتوراة تقريباً...
سادساً: كفانا دراما تركية وهندية وكفانا نظريات مؤامرة وبطولات دنكشوتية هزلية... فكما نعلمُ فإنَّ مِن حقّ أيّ جامعة الإعلان عن أيّ فرصة ابتعاث ومن ثمّ إلغائها أو تأجيلها أو تجميدها لأسباب أكاديمية أو ماديّة أو إدارية كثيرة ودون الحاجة لتبريرِ أسباب الإلغاء... فنحنُ قبلَ أكثر مِن خمس سنوات قمنا في جامعة آل البيت بالإعلان عن فُرص الابتعاث في تخصص اللغويات... وكان عددُ المُتقدّمين حوالي الثلاثين مِن حملة الماجستير... وكنتُ عضواً رئيساً في اللجنة... وقد اجتاز الامتحان شخصٌ واحد فقط... وقد قمنا برفع اسمه للرئاسة ولكنّ الرئيس أ.د. ضياء عرفة قامَ بإلغاء الابتعاث في ذلك العام... ولم يعترض أحد... وقد قُمنا بعدَ ذلك بعامٍ بالإعلان مِن جديد... وقد تقدّم ثلاثون مُرشّحاً؛ نجحَ منهم ثلاثة... وقمنا بالتنسيب بأسمائهم فتمّ ابتعاثهم وعادوا إلينا قبل عامٍ تقريباً بشهادات رائعة من جامعات بريطانية راقية... ويوم إجراء المقابلات، كان أحد المُتقدّمين عاجزاٌ عن الإجابة عن أيّ سؤال طرحتُه عليه... وعندما أيقنَ أنّه راسبٌ لا محالة، ذهبَ وشكاني للرئاسة بتهمة العنصرية والطائفية مع أنّني لا أعرفه أبداً ولم أكن أعرفُ أحداّ من الذين تمّ ابتعاثهم...ً
سابعاً: أنا شخصياً تقدّمت بطلب ابتعاث لجامعة آل البيت قبل ثلاثة عشر عاماً يومَ كنتُ في السنة الأخيرة من دراستي في مرحلة الدكتوراة؛ وكان أ.د. فواز العبد الحقّ عميداً لكلية الآداب في جامعة آل البيت... ومع ذلك فلم تمنحني الجامعة فرصة الابتعاث مع أنًني كنتُ الأجدر بها بجميع المقاييس... وقد زادَ احترامي وتقديري للدكتور العبد الحقّ ولم أشكّّك لحظةً بنزاهته وحياديّته؛ فموضوع استبعادي كان بقرارٍ من الرئيس وبتوصيةٍٍ مِن رئيسٍ آخر...
ثامناً: وللعلم، فصاحبي الأستاذ الدكتور العبد الحقّ هو نصيرُ الابتعاث والمُبتعَثين... فقد ابتعثَ المئات في جامعة الطفيلة وجامعة اليرموك والجامعة الهاشمية... بل وهو صاحب الفضلِ في ابتعاث نصف الهيئة التدريسة لدينا في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة آل البيت... وهو نصيرُ جميعِ الأساتذة المظلومين في ترقياتهم... فكم مِن أستاذٍ جامعيٍ كانت قد تعطّلت ترقيته في جامعته وضاعت في طيّ النسيان وأدراج المسؤول التعبان... فلمّا تولّى العبد الحقّ منصبه نائباً للرئيس في الطفيلة وبعدها نائباً للرئيس في اليرموك ومن ثمّ رئيساً في الهاشمية يَسّرَ جميع أمور زملائه خلال فترة نيابته وفترة رئاسته فحصلوا على ترقياتهم جميعاً في بضعة شهور بعد أن بلغَ بهم اليأسُ كُلَّ مبلغ؛ حتّى أنَّ بعضهم كان قد فكَّرَ بالاستقالة والهجرة...
تاسعاً: أمّا بالنسبة لمحاولة الزجّ بنجل صاحبي أ.د. فواز العبد تلحقّ، الأستاذ صهيب العبد الحقّ، بهدف ترويح شبهة الفساد في "تعيينه" في الجامعة دون وجود إعلان فهذا مَحض جنون وهراء وهيلمة وجهل... فصُهيب يحمل درجة الماجستير من جامعة اليرموك؛ وهو طالب وأستاذ متميّز... وقد تمّ تكليفه، وليس تعيينه، بتدريس مقرّر دراسي واحد بواقع ثلاث ساعات في اللغة الإنجليزية في الفصل الصيفي بأجرً مقطوع يبلغ إثنا عشر ديناراً للساعة الواحدة... وهذا عُرفٌ أكاديمي يعرفه جميع أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات الأردنية... فعندما يقوم رئيس القسم بوضع الجدول الدراسي وينتهي الطلبة من التسجيل، يحصل في الكثير من الأحيان عجز في عدد الأساتذة نتيجة قسمة الشُعب أو ازدياد التسجيل في بعض المواد؛ فيضطر رئيس القسم للبحث عن بعض المُدرّسين من خارج الجامعة من حملة الماجستير... وهذا يكون قبل أيّام من بداية الدوام... وليس من المعقول انتظار الإعلان والتقديم والفرز... ولذلك يحاول رئيس القسم شخصياً أو عن طريق زملائه في القسم التواصل مع بعض الأشخاص المؤهلين ممّن يثقون بعلمهم وأمانتهم وحُسن سلوكهم (وهذا جميعه متوفّر في الأستاذ صهيب)؛ فيحضرون إلى الجامعة ويقوم رئيس القسم برفع تنسيب القسم للرئاسة بهذا الشأن ليُصادق عليه الرئيس للسير بالإجراءات الإدارية والمالية والأكاديمية... وقد فعلنا ذلك في قسمنا في جامعة آل البيت عشرات المرّات...
عاشراً: وفي الختام أقول لأخي وصاحبي وأستاذي أ.د. فواز العبد الحقّ: يا أبا مُحمّد، والله لقد عابوا على خير خلق الله مُحمَّد، عليه أفضل الصلاة والسلام، وقالوا عنه: شاعرٌ وساحرٌ وكاذبٌ ومجنونٌ... فما زاده ذلك إلّا مَنُعَةً وتأييداٌ ونُصراً من عند الله... يا أبا مُحمُّد، وفُّقَكَ الله... أيّدَكَ الله... حفِظَكَ الله... نَصَرَكَ الله... وزادكَ الله عِلماً وحِلماً... يا أبا مُحمَّد، لا سادَ شانئوك... ولا فرِحَ حاسدوك... وخابَ وخسِرَ باغضوك











طباعة
  • المشاهدات: 4276
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-08-2022 12:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم