27-08-2022 10:49 AM
بقلم : أمين فهد القضاة
الكتابة عندي فرض كفاية، اذا كتب غيري وأجاد في قضية أو موضوع، فلا أجد كتابتي إلا تكرارا، فعزوفي عن الكتابة ليس موقفا بل إيمانا بأن ليس لدي ما أضيفه في قضية محسومة وصريحة، فالكتابة ليست إثبات موقف، وإنما إضافة قيميّة أو معرفية.
ما تقدم يمثل لديَّ قناعة وموقف في جميع القضايا والموضوعات، باستثناء قضية واحدة هي الفلسطينية، لاعتقادي الجازم بأن الكتابة فيها وفيما يخصها هو اوكسجين الحياة في نفوسنا، وهو السبيل لإبقاء جذوة النضال مستعرة فلا تخبو أو تضعف حتى يتحقق المراد وتتحرر الأرض من البحر إلى النهر.
ولا أكتم سرا أيضا ان قلت: أن ما دفعني للكتابة غير ما تقدم، هو طريقة تناول قضية مطار رامون في الإعلام باعتبارها مسألة تضر بالمصلحة الأردنية. كذلك بعض التبريرات لاستخدام المطار سواء في المقابلات التلفزيونية أو السجالات التي تحدث على مواقع التواصل الاجتماعي.
والمسألة بعيدا عن التسليع والتسطيح هي مسألة نضال ومبدأ، فالقرش الذي يذهب إلى جيب حكومة المحتل يعود لنا لاحقا على شكل صاروخ يهدم بيتا، أو رصاصة تقتل شابا وتغتال حلما، عدا عن كونها اعتراف بسيادة محتل لأرض عربية فلسطينية.
نعم، هكذا أرى القضية، وهكذا يجب أن ينظر لها، وليس على أساس الإضرار بشركات النقل والسياحة، أو على أساس إيجاد حل بديل لمعاناة المسافرين الفلسطينين عبر الجسور وشرايين الحياة بين الحبيبتين فلسطين والأردن.
وفي ظني أن المتتبع لمشكلة الجسر مؤخرا يجد دور الكيان واضحا جليا في التضييق على المسافرين الفلسطينين، وذلك من خلال عدم السماح بدخول إلا أربعة آلاف مسافر فلسطيني أو خمسة آلاف في أفضل الأيام، وذلك في خطوة استباقية هدفها زيادة المعاناة، عدا عن اطلاق اتهامات سافرة تتهم الأردن في التسبب في تأخير المسافرين، وذلك كله يُقرأ في سياق التخطيط المدروس مسبقا ليكون مطار رامون هو الحل الأمثل، وليكون البديل الأكثر يسرا للفلسطينين في الوقت الحالي.
مخطئ في ظني أن الحرب انتهت، نعم تغير شكلها لكنها لم تنتهِ، وسياسة الكيان المحتل في المنطقة تفضي إلى نتيجة مفادها أن ما يحققه الاقتصاد والاعتمادية والقدرة على خنق الفلسطينين لا تحققه الحروب الكبيرة، ولا أدل على كلامي من ضعف رد مسؤولي السلطة في الطلب من الشعب الفلسطيني بعدم استخدام مطار رامون، والاكتفاء بالنصح عبر تصريح أطلقته وزارة النقل الفلسطينية.
على أن ثقتي بوعي الشعب الفلسطيني كبيرة، وايماني بتشبثه بالأرض عظيم، وهذا لا يعني أبدا أن تعاملاته مع المحتل في العمل أو التعاملات الحياتية معرة كما نقرأ في سجالات بعض السابحين في بحور مواقع التواصل الاجتماعي، فوسم الشعب الفلسطيني بالمطبع هو اختلال في البصر والبصيرة، فتهمة التطبيع مع المحتل لا تنطبق، ولا تندرج تحت أي معيار، فهو شعب تحت احتلال، ولا يملك إرادته الحقيقة حتى يذهب إلى التعامل مع العدو طوعا.
ويبقى أملي في أن يظل هذا التعامل في حدوده الدنيا، واختيار السفر عبر مطار عمان حتى لو كان هذا الخيار شاقا، لأنه جزء أصيل من نضال الفلسطيني على أرضه. ولعل خيالي يمتد أكثر من أملي، فاتصور أني أمسك بكتفَي الفلسطيني الذي أحب وأهزهما وأقول " أنا وأنت نعشق هذه الأرض"
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-08-2022 10:49 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |