29-08-2022 08:56 AM
سرايا - شدد مسؤول في البيت الأبيض على أن مرور سفينتين حربيتين أميركيتين الأحد بالمياه الدولية في مضيق تايوان "يتسق للغاية" مع سياسة "الصين الواحدة"، التي تؤيدها واشنطن، ويهدف إلى تأكيد حرية المرور بين المحيطين الهندي والهادي.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، لشبكة "سي.إن.إن" التلفزيونية عن مرور سفن حربية أميركية في المضيق لأول مرة منذ زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان هذا الشهر، مما أثار غضب الصين: "كان هذا (المرور) مخططاً منذ وقت طويل مضى"، وفق رويترز.
كما أضاف أن مرور السفينتين "يتسق تماماً مع سياسة الصين الواحدة التي ننتهجها، ويتفق للغاية مع رغبتنا في ضمان أننا يمكننا مواصلة العمل نحو مرور حر ومفتوح بين المحيطين الهندي والهادي.
"منطقة حرة ومفتوحة"
تأتي تلك التصريحات بعدما عبرت سفينتان حربيتان أميركيتان مضيق تايوان، في وقت سابق الأحد، بحسب ما أعلنت البحرية الأميركية، في أول خطوة من نوعها منذ أن أجرت الصين مناورات عسكرية غير مسبوقة في محيط الجزيرة.
وأفادت البحرية في بيان أن عبور السفينتين "يثبت التزام الولايات المتحدة من أجل منطقة حرة ومفتوحة في المحيطين الهندي والهادئ"، بحسب فرانس برس.
"عبور روتيني"
كما أوضح الأسطول السابع الأميركي أن السفينتين "يو إس إس أنتيتام" و"يو إس إس تشانسيلورسفيل" اللتين تحملان صواريخ موجهة، وهما من طراز "تيكونديروغا"، أجرتا عبوراً "روتينياً" في "المياه حيث تطبق حرية الملاحة والتحليق وفقاً للمعايير الدولية".
كذلك أشار إلى أن السفينتين سلكتا "ممراً في مضيق تايوان خارج المياه الإقليمية لأي دولة ساحلية"، مضيفاً أن الجيش الأميركي له الحق في "ممارسة نشاطه حيثما يسمح القانون الدولي بذلك".
مستعدة للرد
في المقابل أكد الجيش الصيني في بيان مقتضب الأحد أن قواته تراقب السفن البحرية الأميركية التي تبحر عبر مضيق تايوان.
وشدد على أن قواته مستعدة للرد على أي استفزازات في المنطقة، وفق رويترز.
التوتر بلغ ذروته
يذكر أن التوتر كان بلغ ذروته بين واشنطن وبكين مطلع أغسطس الحالي في مضيق تايوان، بعد زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايبيه، ما أثار رد فعل غاضباً من الصين التي نظمت على الإثر أكبر تمارين عسكرية لها في محيط الجزيرة.
في حين أعلنت واشنطن في 12 أغسطس عزمها على تعزيز العلاقات التجارية مع تايوان، مؤكدة حقها في التحرك بحرية جواً وبحراً في المضيق، الذي يفصل الجزيرة عن الصين، رداً على سلوك بكين "الاستفزازي".
"حملة ضغط مكثفة"
وقال كورت كامبل، منسق البيت الأبيض لقضايا آسيا والمحيط الهادئ ومستشار الرئيس جو بايدن، في ذلك اليوم إن بكين استغلت زيارة بيلوسي "لشن حملة ضغط مكثفة على تايوان لمحاولة تغيير الوضع الراهن وتعريض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وفي المنطقة الأوسع للخطر".
كما أعلن حينها أن القوات الأميركية ستؤكد حقها في استخدام المجال الجوي والبحري الدولي بين الصين وتايوان، بما "يشمل عمليات عبور جوية وبحرية عادية عبر مضيق تايوان في الأسابيع المقبلة".
أهم مصدر للأسلحة
فيما عمدت حكومة تايوان التي تطالب بالاستقلال كلياً عن الصين وترك سكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة تحديد مصيرهم، إلى تعزيز دفاعاتها وزيادة الدعم المادي للقطاع الأمني الدفاعي.
بالتزامن، لا يزال دعم واشنطن للجزيرة، التي تخلت عن العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع تايبيه لصالح بكين عام 1979، مستمرا، وهي تعد أهم مصدر للأسلحة إلى تايوان.
جزء لا يتجزأ
يذكر أن بكين تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتتوعد باستعادتها ولو بالقوة إذا لزم الأمر.
بينما يعد مضيق تايوان مصدراً دائماً للتوتر العسكري منذ فرار حكومة جمهورية الصين المهزومة وقتها إلى تايوان عام 1949 بعد أن خسرت حرباً أهلية مع الشيوعيين، الذين أسسوا جمهورية الصين الشعبية.