29-08-2022 09:30 AM
بقلم : د. زيد ابو جسار
قال تعالى ({وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)التقوى من احسان المحسن لفسه ,الذي ان لم يرى الله تعالى ,فانه موقن بروئية الله تعالى له ,حيث الحياء من الله تعالى ,ان يقع في ما حرم الله تعالى ,لصالح الانسان من كل الجوانب ,فالتقوى من الاحسان ,والاحسان من اليقين بمراقبة الله تعالى ,حيث تتحقق حسن العبادة وصدقها ............
ومن احسان الانسان لنفسه ,ان يلازم الاستغفار والتوبة ,فالله تعال من اسمائه الغفور ,فحقيقة الاستغفار انه من منبع اليقين بالله والايمان به تعالى , ومن مخافة الانسان ادراكا باليوم الاخر,وخوف المؤمن من منبع حب الله تعالى ...............
درجة المتقي تتجاوز كل درجات سلم الاسباب ,التي ترقيه لاجابة مسبب الاسباب ,كون المتقي قد توصل لاعلى درجات اليقين بالإيمان ,لنجاح الانسان بكل اختبارات الله تعالى له ,ولعلم الله به قبل ان يخلقه ,المتقين هم المحسنون ,الذين تساوو مع درجات الانبياء ,الذين ماذكر الله تعالى اجر انبيائه ورسله الا وقال تعالى (﴿ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ في الدنيا والاخرة ...............
في قصة مريم عليها السلام وهي في المحراب ,كان يأتيها رزقها بغير حساب ,ياتيها من مسبب الاسباب ,وبغير حساب مواسم ومواقيت نزول الفاكهة,ورزق زكريا عليه السلام ,من الولد ,كان بغير الاسباب (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿37﴾ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴿38﴾ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿39﴾ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴿40﴾).....
وكذلك في قصة سيدنا ابراهيم ,عندما قذف في النار ,ابطل الله تعالى ,اسباب الحرق من النار ,فجعلها الله تعالى على غير ما خلقت عليه ,اذ جعلها الله تعالى بردا وسلاما ,فمفهوم الاسباب مفهوم واسع وهي حسب ارادة الخالق ,وقد تخالف ما خلقت عليه ,وكذلك كما في قصة نبي الله تعالى يونس عليه السلام .............
في واقعنا الامثلة عديدة ,في الاخذ بالاسباب ,وتفاوت النتيجة بين من تجانسوا باخذ الاسباب ,لان الاسباب يسرها الله لكل انسان ,ولكن النتيجة بيد مسبب ومالك الاسباب (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ................
طريق التقوى يسرها الله تعالى ,لمن ايقن الايمان بالله ومراقبته واخلص العمل لوجه الله تعالى,(تحب لله وتكره لله وتعطي وتمنع لله) ,وذاق منه حلاوة الايمان ,فكان جل خوفه ان يزيغ قلبه عن درجة ايمانه ,بعدما نالها بالصبر على اختبارات الله تعالى ,الايمان بالله في صفاء القلوب من كل انواع الشر ,مليئة بحب الخير والرحمة ,لا تعرف الحقد والحسد وكل اغلال الانقس ....
د. زيد ابو جسار
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-08-2022 09:30 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |