بقلم : حنين معلا الزيود
الرُّهَاب هُو الخوْف الاجْتماعيُّ أو الفوبْيَا الاجْتماعيَّة وَهِي حَالَة مَرَضيَّة تَحْتاج إِلى رِعاية أُسرِية وطبِّيَّة . وهُو الخوْف مِن تَعرِيض النَّفْس إِلى تقْييمات مِن الآخرين وَلفَت انْتباهمهم، فَهنَا الشَّخْص يُقرِّر أن يَلتَزِم الصَّمْتُ وَعدَم الخوْض مع المجْتمع إِنَّ كان قريبًا أو غريبًا .

وَتصبِح الفجْوة كَبِيرَة جِدًّا إِلى أن يَتَجنَّب الجلسات الاجْتماعيَّة والْخَوْف مِن الاحْتكاك بِالْأشْخاص وتبْدأ الأفْكار السَّلْبيَّة تَأخُذ الجانب الأكْبر مِن التَّفْكير وتبْدأ تِتسْأل بِنفْسك هل سَأصبِح محطَّ سُخْرِية أو لََا أَملِك اَلثقَة الكافية فِي نَفسِي لِكيْ أَقِف أمامهم أو سينْظرون لِي بِأنَّني مَجنُون ؛ فالْخَجل ، الخوْف ، القلق اَلشدِيد، التَّوَتُّر المرَضيُّ، الهلع ، كِلاهمَا يُؤدِّي إِلى اَلعُزلة مِن المواجهة وليْستْ فقط على الحيَاة الاجْتماعيَّة بل بِمقابلات العمل وأثْنَاء عَقْد الاجْتماعات والنَّدوات .

يَبدَأ الاضْطراب مُبَكرا فِي سِنِّ الطُّفولة أو سِنِّ المراهقة، فَهِي تُؤثِّر بِصورة سَلبِية على حَياتِهم الشَّخْصيَّة والْعمليَّة، فالنَّقْد لََا يُنَاسِب الصِّغَار ولَا الكبَار فَهُو مُؤْذ لِكليْهمَا فَهُو التَّهَجُّم عَليهِم بِالْكلام الجارح والسَّيِّئ فيؤدِّي بِهم إِلى شَخصِية تُعَانِي مِن الرُّهَاب الاجْتماعيِّ فيفضِّل اَلعُزلة عن الاخْتلاط بِالْمجْتمع كَكُل .

فاجْتناب العلاقات الاجْتماعيَّة ستزيد مِن اَلعُزلة بِكلِّ تَأكِيد ويزيد مَعهَا حُبَّ اَلعُزلة وَتصبِح عَادَة لِاجْتناب الاخْتلاط، وستجْعلك بِارْتياح نَفسِي لِوَقت قصير وَلكِن كُلمَا فَسحَت المجَال لِلْقلق والتَّفْكير الزَّائد ستكْبر الفجْوة بِأن تَتَخطَّى حَاجِز الخوْف أَمَام النَّاس، فَستُصاب بِأمْرَاض جَسَديَّة نَتِيجَة ردِّ الفعْل مِن الخوْف والْقَلق بِأمْرَاض عَصَبيَّة شَدِيدَة مِثْل خَفَقان القلْب أو جَفَاف اَلفَم أو اِحمِرار الوجْه أو ألم فِي الرَّأْس اَلشدِيد أو اِرتِعاش الجسْم بِأكْمَله .


فِي بَعْض الأحْيان نَلتَقِي بِشخْصيَّات عَدِيدَة مِنهَا الخجولة أو الكتومة فيجيب عليْنَا أن نَتَعامَل مَعهُم بِكلِّ دِقَّة يَجِب عليْنَا اِنتِقاء الكلَام مَعهُم فَمِن اَلممْكِن أَنهُم يُعانون مِن الرُّهَاب الاجْتماعيِّ ونحْن لََا نَعلَم وأن نَكُون جُزْءًا مِن العلَاج وليْس مِن المشْكلة نفْسهَا، الأمْر لَيْس بِالسَّهْل وَلكِن يَجِب أن تَكسِر حَاجِز الخوْف وَطلَب المساعدة لَيْس عيْبًا فالْأساس فِي طريقتيْنِ لِلْعلَاج بِالذَّهاب لِمخْتصٍّ أو لِطبيب نَفسِي ولتأكد مِن تَشخِيص العلَاج، والتَّحدُّث مع شَخْص مُقرَّب أو تَحدَّث مع شَخْص مُتَحدث نَفسِي لِأن يُسَاعدَك.

الأمْر لَيْس بِالْحاسم بل اَلحَل بَيْن يديْك فلَا تَستسْلِم أَطلُب المساعدة كثيرًا لِأن تَجِد اَلحَل المناسب لَك، طَوْر مِن نَفسِك لِتعزِّز ثِقَتك بِنفْسك، يَجِب عليْك مُحَاولَة اَلخُروج مِن البيئة اَلتِي جعلتْك مريضًا، يَجِب عليْك أن تعيش حَيَاة مُسْتقِرَّة بِشَكل تَتَراجَع فِيه عن اَلعُزلة والانْطواء لِتعامل مع المجْتمع بِكلِّ ثِقة وَحيوِية وَنَشاط فأنْتَ مِن تَصنَع نَفسَك فَكُن أَنْت قُدوَة نَفسُك.