31-08-2022 08:37 AM
سرايا - صرح وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، أن العلاقات الاردنية الفلسطينية ضاربة جذورها في عمق التاريخ، وهي علاقة مصير مشترك وحضارة واحدة عمدت بدماء الشهداء، مؤكدا ان القضية الفلسطينية تتصدر اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني والدولة الاردنية.
وقال الشبول في تصريحات صحفية، إن "الاحتلال الاسرائيلي وحده يتحمل مسؤولية ازمة الازدحام على جسر الملك حسين".
اما بالنسبة لقضية مطار «تمناع»، قال الشبول، إن الاردن اعترض على اقامة المطار منذ عام 2013 لتأثيره على حركة الملاحة الجوية في المنطقة، ولاعتبارات فنية وقانونية.
وفيما يلي نص اللقاء:
ما هو موقفكم من مطار تمناع؟ وسفر الفلسطينيين عبره؟
هذا المطار منذ التفكير في بنائه عام 2013، تقدمنا باعتراض لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) وسلطات الاحتلال، لأنه يمس ويؤثر على حركة الملاحة الجوية في المنطقة، وقلنا ان خليج العقبة ضيق وبناء مطار في هذه المنطقة الضيقة سيمس بحرية الملاحة وبمطار الملك حسين في العقبة.
والأردن سجل اعتراضا على المطار في «إيكاو» في عام 2013، وذلك قبل إنجاز العمل فيه، وأبلغ المنظمة رفضه التام لإقامة المطار لاعتبارات فنية وقانونية متعددة مرتبطة بسلامة الملاحة، وأن تشغيل المطار يعتبر خرقا لقواعد الطيران المدني الدولي، وخاصة اتفاقية شيكاغو للطيران المدني لعام 1944 وملاحقها.
لكنهم واصلوا العمل به وانهوا البناء عام 2018، ومنظمة الطيران الدولية وضعت هذا المطار على قائمة مطارات المنطقة رغم مخالفته لكل القوانين الدولية ولشروط السلامة والملاحة في المنطقة، فاعترضنا على ذلك، وقامت المنظمة برفعه وازالته من القائمة، علما ان الأردن حذر من أن تشغيله قبل تصويب المخالفات القائمة فيه يهدد سلامة الملاحة الجوية.
كما قدمت المملكة العديد من الاعتراضات على المطار قبل وبعد تشغيله، وأسهمت هذه الاعتراضات في اتخاذ المجلس التنفيذي لمنظمة «إيكاو» قراره عام 2019 بإلغاء مطار تمناع، من خطة الملاحة الجوية للمطارات الدولية المعلنة أمام وجهات الطيران الدولي ضمن ما يسمى بـ «خطة الملاحة الجوية لمنطقة أوروبا وشمال الأطلسي».
ومنذ الاعتراض الأردني على هذا المطار، والتحذير من المخالفات الفنية العديدة فيه، ما يجعل من تشغيله تهديدا لسلامة الملاحة الجوية، قامت منظمة الطيران الدولية بإزالته من قائمة المطارات في المنطقة، لذلك منذ عام 2019 وحتى اليوم لم تقلع من ذلك المطار رحلة دولية واحدة.
وقدمت سلطة الطيران المدني الأردنية سلسلة اعتراضات والأسباب الفنية والتقنية والمهنية والمخاطر من تشغيل هذا المطار، من اهمها تماس مناطق الملاحة الجوية، وعدم تحقق الحد الأدنى للمسافات الفاصلة بين الطائرات في طور الإقلاع والهبوط والاقتراب من كلا المطارين، فضلاً عن عدم التزام الاحتلال بمعايير اختيار مواقع المطارات بحسب متطلبات منظمة الطيران المدني الدولي.
كما ان قرار «إيكاو» رفع المطار من قائمة مطارات المنطقة، أدى إلى إيقاف شركات الطيران الأجنبية تشغيل الرحلات الدولية إلى هذا المطار في عام 2019 في ضوء المخاطر المتصلة بسلامة الملاحة الجوية.
ونعلم أن شركات طيران "إسرائيلية" هي الوحيدة التي تستخدم المطار بشكل محدود لبعض الرحلات، وإسرائيل اليوم تقوم بتشغيل المطار في رحلات داخلية مخالفة للقانون من خلال شركات "إسرائيلية" خاصة.
سبب أزمة الازدحام في جسر الملك حسين وسفر الفلسطينيين عبر «تمناع»؟
صدرت خلال الأسبوعين الماضيين الكثير من التصريحات حول هذا المطار والازدحام في جسر الملك حسين وترويج الاحتلال للمطار وغيرها من المواقف هنا وهناك.
الأردن منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، انتهج سياسة «الجسور المفتوحة» مع الضفة ولم ولن يغيرها، ونعمل حاليا على اتخاذ الاجراءات لتوسعة منطقة الجسر لتسهيل حركة العبور للركاب والشحن.. موقفنا من أهلنا في فلسطين ثابت، ولم ولن يتغير بتقلب السياسات والمواقف الإسرائيلية.. وقبل وبعد أوسلو سياستنا سند وظهير لأشقائنا الفلسطينيين.
وما جرى في هذا الصيف من ازدحام على الجسر كان استثناء بسبب عامين من الحجر والاغلاق بسبب جائحة (كورونا)، ومع رفع الإجراءات وحظر السفر، زادت اعداد المسافرين بشكل كبير، فكان أول عمل لنا بناء مجمعين جديدين لاستيعاب الاعداد الكبيرة.
في المقابل، الإسرائيليون كلما وصل العدد الى 4 الاف مسافر يغلقون الجسر، فحدث الازدحام وتكدس عدد المسافرين الراغبين في العبور، فطلبنا من جانب الاحتلال زيادة ساعات الدوام لكنه رفض ولم يستجب، فقمنا بعملية التنظيم، وطالبنا المسافرين بالتسجيل المسبق وفق ما يستوعب جانب الاحتلال بحيث لا يحدث الازدحام لانه يحتاج الى مجرد عملية تنظيم عبر المنصة.
لماذا تم الربط بين الجسر ومطار «تمناع»؟
هذا ربط جائر بين جسر الملك حسين وقضية مطار «تمناع»، وهي محاولة لإحراج الطرفين، بينما سبب الازدحام معروف.. وهو الطرف الإسرائيلي، ومن يتحمل مسؤولية الازدحام والتأخير هو الاحتلال الاسرائيلي.
وما سمعناه من رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ونظيره الفلسطيني الدكتور محمد اشتية كان واضحا ومهما، وهو ان العلاقات الفلسطينية الأردنية تاريخية راسخة، وهي من أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني.
كيف ترى العلاقات الفلسطينية الأردنية؟
سأعود قليلاً الى الخلف، الى «قمة النقب»، حينها ذهب جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الى مدينة رام الله معا، وهي رسالة واضحة للعالم وللمحيط وللداخل.. رسالة قوية تعبر عن عمق هذه العلاقة، وان القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والمركزية بالنسبة للأردن وقيادته.
في كل جولات جلالة الملك الاقليمية والدولية، وحتى في ظل الضغوط والتحديات الدولية والإقليمية كانت القضية الفلسطينية دائما تتصدر أولويات البحث مع الجميع في العالم، أنه لا يمكن للمنطقة ان تعيش بأمن وسلام دون حل عادل للقضية الفلسطينية وقيام دولة مستقلة وعاصمتها القدس.. هذه القضية هي أقدم واعدل وأقدس قضية في التاريخ، ومستويات الظلم فيها بلغت درجات غير مسبوقة في أي قضية أخرى.
كذلك مساندة السلطة الوطنية الفلسطينية في إحياء وتهيئة الأجواء لأفق سياسي وإعادة المفاوضات وفق قرارات الأمم المتحدة ووفق مبادرة السلام العربية، ولا يمكن مواصلة الوضع الحالي، حيث المس بأمن وأمان المواطنين في ظل انسداد للأفق السياسي، هذا أخطر وضع على المنطقة والإسرائيليين ايضاً.
الاحتلال يراهن على تراجع وضع القضية الفلسطينية، ما تعقيبكم؟.
رهان خاطئ، القضية الفلسطينية حية وهذا الشعب لن يتراجع عن التمسك بحقوقه، والأمة رغم كل الصعوبات وما تمر به من حروب ومشاكل، مواقفها لن تتغير من القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب الأولى، وجزء كبير من الامة الإسلامية يرى فيها كذلك.
كيف يتم معالجة والتعامل مع القضايا المتعلقة بالمقدسيين؟.
القدس مدينة محتلة وفق القانون الدولي، وعلاقتنا بالمقدسيين متميزة وذات عمق وبعد استراتيجي، نحن نعتبر القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، ونسهل على المقدسيين معاملاتهم المختلفة، وأي تغيير في الوضع القائم في القدس والمقدسات مرفوض من قبلنا.
كما نرفض الإجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال في القدس الشرقية المحتلة من تغيير ديمغرافي وجغرافي عبر الاستيطان، ونرفض الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك وما يسمونه بالتقسيم الزماني والمكاني في المسجد.
سياستنا وموقفنا من انتهاكات الاحتلال واضحة، وعبر جلالة الملك عنها بوضوح، وكذلك رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الأوقاف، بأن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته مسجد للمسلمين وحدهم، لا يجوز الصلاة او التعبد فيه لغير المسلمين.. فكل متر في داخل المسجد الأقصى المبارك يعني لنا الكثير، وجزء من عقيدتنا، والرعاية الهاشمية والاوقاف الإسلامية هي التي تدير المسجد حصريا، وغير مقبول أي تدخل في الأوقاف الإسلامية وعملها الكبير في الأقصى من موظفين ومسؤولين وحراس وسدنة، ولجنة الاعمار الهاشمي في المسجد، مسؤولية اردنية وفق اتفاق مع السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس.
رأيكم في نمو التبادل التجاري الأردني -الفلسطيني؟.
لقد عبر الدكتور اشتية، بوضوح عن أهمية رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين، وانهاء تبعية الاقتصاد الفلسطيني لاقتصاد الاحتلال، وربطه بالعمق العربي وخاصة مع الأردن، وهذا توافق ومفهوم مشترك أردني- فلسطيني لزيادة حجم التبادل التجاري وربط الاقتصاد الفلسطيني بعمقه العربي.
مهم جدا بالنسبة لنا ان ينمو الاقتصاد الفلسطيني ويزدهر لان ذلك يلعب دورا في تعزيز صمود الفلسطينيين في أراضيهم ويوفر لهم مقومات الاستقرار والعيش الكريم. ولكن في المحصلة، هناك إمكانات وقدرات اقتصادية واحتياجات ومصالح تحكم هذه السياسات الاقتصادية التي هي ايضا محكومة بسياسة العرض والطلب، والحمد لله الوضع مبشر ويتطور نحو الأهداف المرجوة، والنشاط الاقتصادي يعمل وفق أولويات الطرفين الفلسطيني والأردني.
كيف تقيم التعاون الإعلامي الأردني- الفلسطيني؟
العلاقات الإعلامية الأردنية الفلسطينية وطيدة وقديمة، وهنا اذكر عندما تأسس التلفزيون الفلسطيني مع قيام السلطة الفلسطينية في غزة واريحا.. في البدايات تحدث الاخوة في الإذاعة والتلفزيون انه لا يوجد لدينا أرشيف، فزودناهم بالاف الساعات مما يحتاجون من الأرشيف الأردني وفق القضايا التي حددوها.
نحن ندرك أهمية ودور الإعلام في قضيتنا الأولى - القضية الفلسطينية - وكل ما يخدم الخطاب الإعلامي الفلسطيني نقوم به، ونحن مستعدون دائماً للتعاون مع اشقائنا الفلسطينيين.
الرأي