حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2424

لنقلب المعادلة ونكون نحن المؤثرين

لنقلب المعادلة ونكون نحن المؤثرين

لنقلب المعادلة ونكون نحن المؤثرين

31-08-2022 02:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علاء عواد
أصبح بإمكان أي شخص على سطح الكرة الأرضية اليوم (حرفياً) أن يصبح “مشهوراً” أو “مؤثراً” المهم هو أن الكثير اليوم ممن يعملون في الفضاء الرقمي يعملون دون أن يعلموا ماهية مايقومون به، أو لسبب ما لايعرفون التوصيف أوالتعريف الدقيق لمسماهم المهني.

لقب مؤثر هو لقب كبير جدا، لأن الشخص المؤثر هو الشخص الذي يساهم من خلال أفعاله أو أقواله أو تصرفاته بتغييرات كبيرة وجذرية في حياة الأفراد أو المجتمع ككل سواء سلبا أو إيجابا ويمكن إسقاط هذه الكلمة على مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي أصحاب آلاف وملايين المتابعين والذين يؤثرون فعلا من خلال حساباتهم وما ينشرونه عليها، على غيرهم من المتابعين.

مررنا بأكثر من حادثة كانت مؤثرة علينا بكل المقاييس من من يدعون أنهم مؤثرين على مواقع التواصل الإجتماعي لنكتشف بعد ذلك كذبهم وخداعهم وأن هدفهم الأساسي كان هو الشهرة بمعنى جمع أكبر عدد من المتابعين لهم لكن حادثة أمس كان لها صدا كبير لإنها تعلقت بحياة إنسان وأنتشار خبر وفاته عبر صفحته الرسمية فكانت تلك الانطلاقة لما حدث .
نعي ذلك الشاب والطلب من المتابعين الدعوة له بالرحمة، فالجميع تفاعل مع الخبر فهناك من تفاجأ ودعا وتساؤلات كثيرة، فازداد عدد متابعي ذلك الشاب بنسبة تقريبية حوالي 400 الف متابع، لهنا لم يكن الخبر مؤكدا ولم تبقى تلك الضجة فقط على مواقع التواصل الاجتماعي بل تعدتها الى سفارتنا في الدولة المتواجد فيها ذلك الشاب، فكانت المخاطبات بين البلدين لمعرفة مدى دقة الخبر خصوصا أن عائلة ذلك الشاب لا تعلم شيئا عنه، لنتفاجأ جميعا بظهوره بفيديو وإعلانه أنه على قيد الحياة ،وأن صفحته تم إختراقها وأنه لا يعلم شيئا حول ماحدث .
لنقل له بداية الحمدلله على السلامة ولنقل له سواء أكنت مدان أم لا بماحدث وهذا ماستثبته الأيام فبكل تأكيد لم تكن أنت المخطأ، فنحن من صنعناك ونحن من سمحنا لك بالتحكم بنا وبمشاعرنا ،نحن من قمنا بمتابعتك حتى بعد الاعلان عن وفاتك، وزادت أعداد المتابعين لديك ولا أعلم سبب تلك المتابعة بوجود خبر تلك الوفاة.

ما الفائدة ياترى أم إننا نستهدف دائما الأشخاص الذين يجبروننا على أن يكونوا مؤثرين علينا .
من المسؤول عن التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي؟
مانراه على تلك المواقع ولا أعمم من بث مباشر لعدد مما يقال عنهم مؤثرين محزن ومؤسف، فنحن نرى كمية السخف والتفاهة فيما يبث والغريب بالأمر الأعداد الكبيرة المتابعة لذالك المؤثر أو تلك المؤثرة.

مواضيع نراها لا ترقى للمتابعة بل لا ترقى للسمع لا ترقى للمشاهدة، ترانا نضيع ساعات وساعات من أوقاتنا ونحن نمسك صندوقا حديديا ننظر من خلاله على مايقولون عنه العالم والذي أصبح قرية صغيرة إبتعدنا فيه عن القراءة، عن الثقافة ،عن الحوار العائلي، عن اجتماعياتنا، أهلنا أحبابنا وإستعضنا عنهم بهؤلاء مدعي المعرفة.
تنظر لمواضيعهم لتكتشف أنها بلا اهداف بلا قواعد بلا قوانين، وكل ذلك وأبناؤنا ايضا يتابعون ويتعلمون فتكون تلك التغذية الراجعة لهم بهذه الكمية من السخف.
وأعود وأكرر لا أعمم لكنني أتحدث عن النسبة الكبيرة المؤثرة في هذه الأيام .
في الكثير من الأوقات بكل صدق أتمنى أن أرمي هذا الهاتف وأقوم بإغلاق مواقع التواصل كافة لكنني لا أنكر تلك السيطرة الكاملة على حياتنا لكننا نستطيع السيطرة بأقل القليل وهو عدم متابعة هؤلاء عدم خلقهم .وجعلهم مهمين ومؤثرين. نحن من نصنعهم وليسو هم، نحن من نتحمل مسؤولية ماحدث أمس وغيره وليسوا هم، نحن من وجب علينا أن نكون واعيين لمن يدخل بيوتنا ويتحكم بأطفالنا بعقولهم وحياتهم ومستقبلهم .

فمن يقوم بتنصيب "نجوم تفاهة" في حرب معلنة ضد كل ما هو مفيد وهادف في مواقع التواصل الاجتماعي فترى النتيجة أن شبانا من دولة عربية سألهم أحد الصحافيين عن لاعبي كرة القدم وعن نجوم التفاهة فأجابوا بإستفاضة حتى مل الصحافي وبعدها سألهم عن الخلفاء الراشدين فلم يعرفوا فيهم واحدا.

إذن نحتاج لأن ننفض الغبار عن عقولنا وعقول اطفالنا نحتاج أن يكون ذلك الوعي فينا بمتابعة من يستحق وترك من لا يستحق إذا كانوا يدعون ويقولون عن أنفسهم مؤثرين لنقلب المعادلة ونكون نحن المؤثرين برفضنا وعدم قبولهم.








طباعة
  • المشاهدات: 2424
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
31-08-2022 02:08 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم