حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4345

البُعد الإقتصادي الاردني كبُعد جيوسياسي لاستقطاب الارهاب العابر للحدود

البُعد الإقتصادي الاردني كبُعد جيوسياسي لاستقطاب الارهاب العابر للحدود

البُعد الإقتصادي الاردني كبُعد جيوسياسي لاستقطاب الارهاب العابر للحدود

01-09-2022 12:30 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
لم تقتصر عوامل إستقطاب الارهاب في الاردن على عوامل مُعينة، أذ تبين ان العوامل الاقتصادية تُعتبر عامل إستقطاب من جهة، ومن ناحية أخرى عوامل تحدى للاردن، فقلة الموارد التي تؤدي الى إضعاف الإنتاج وتجعل الدولة الاردنية تضطر إلى عمليات الإستيراد من دول أجنبية عدة، خاصةً أن الدفع يتم من خلال العملات الصعبة، مما يُرهق كاهل الدولة وذلك جراء إرتفاع عمليات الشحن وارتفاع الضرائب التي يتم إضافتها على تلك السلع مما يجعل عدم القدرة على الشراء عامل ضاغط على السلوك الشرائي للمواطن حيث يُصبح الكثير من ذوي الدخل المُتدني في حيرة من أمرهم جراء عدم قدرتهم على شراء الحاجيات الهامة التي تُعتبر عنصر هام في عملية البقاء على الحياة.
إن كل هذه العوامل تجعل الأسرة الاردنية والتي تُعاني من عدم توافر المبالغ اللازمة الى الشراء، تضطر الى زج أبنائها الى العمل في أي عمل قد يُدر عليهم دخلا، وقد يتركوا مقاعد الدراسة سعيا لطلب الرزق والإيفاء بالإحتياجات الأسرية، وهذا قد يجعلهم محط إهتمام وعامل إستقطاب سهل لبعض الجماعات المُتطرفة التي تسعى إلى تجنيد الشباب وإتاحة المجال امامهم للسفر خارج الاردن بحجة العمل والخروج من الضائقة المالية جراء عدم توافر فرص عمل مُناسبة، ومن ثم إلتحاقهم بالجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تسهل لهم عمليات السفv من باب ان الفرص التي لديها هي أكثر نجاحاً للشباب، وتصبح الأسرة فيما بعد أمام خيارات صعبة جراء الوضع الإقتصادي وإلتحاق أبنائهما بتلك الجماعات والسعي إلى إعادته الى حضن الاسرة، فيما يُلاقي ذلك كثير من الإجراءات المُعقدة التي تُعاني منها الأسرة، جراء سعيهم لاتمام المُعاملات بين عدة دوائر حكومية ومحاكم تزيد وضع الأسرة تعقيداً إقتصادياً مما كانت عليه.
ولم يقتصر على الفقر الناتج عن عدم القدرة على الإيفاء بالإحتياجات الهامة واللازمة للمنزل والأبناء والأسرة، بل فقد لعب الفقر السياسي دوراً هاماً في إستقطاب كثير من الشباب التائق إلى المُشاركة السياسية والتمثيل السياسي في الاردن في عدد من مفاصل الدولة أي كان شكلها وأهميتها للإتحاق بالتنظيمات الإرهابية التي تمكنت من إستقطابه جراء تهميشه وعدم منحه فرصة كافية للتعبير والمُشاركة السياسية، فقد تم تهميش فئة الشباب وبشكل مُستمر، وعلى مدى سنوات طويلة، وبالرغم إن الشباب نادى مرات عديدة لأتاحة المجال وفتح الباب أمامه من أجل أن يكون له موطئ قدم في الساحة والميدان السياسي الا إن بعض الجهات والفئات الأخرى التي لا زالت تُشكل ثقلا كبيراً وتجثم على صدر الدولة السياسي تُشكل تحدي كبير لهولاء الشباب، وما يجري من تهميش عند تشكيل الوزارات او المجالس البرلمانية والمجالس البلدية واللامكزية هو دليل اضح على هذا التهميش. ووصف الملك عبدالله الثاني الجائحة حيث قال: "هذه الجائحة أثرت بشكل كبير في النظم الغذائية التي تعتمد عليها.
وإن أزمة كورونا جاءت لتزيد أعداد البطالة جراء إغلاق كثير من المصالح الإقتصادية وتعطل الأعمال وتضاءل فرص العمل، جراء الحظر الذي كان يفرض لحماية المُجتمع من تفشي الوباء، مما جعل الوضع الإقتصادي يسوء أكثر مما كان عليه سابقا وقد يكون هذا الوباء عاملاً دافعاً للشباب الباحث عن العمل للتعاطف مع التنظيمات الإرهابية التي تسعى لتجنيده عبر الإنترنت ومن ثم قد يحاول الإلتحاق بها.
وزادت البطالة بين صفوف الشباب خاصة خرجي الجامعات والتي وصلت إلى حوالي 24% والتي نتجت عن عدم موائمة مُخرجات التعليم مع ما يتطلبه السوق من جهة والتي نتجت عن عدم موائمة الأجور مُقابل العمل وحجمه من جهة أخرى، فقد أصبح هناك حاجة إلى إيجاد حلول من أجل إتاحة المجال أمام هذا العدد الهائل من الأرقام التي ترتفع كل يوم، فأصبحت البطالة كبيئة وارض خصبة لإستقطاب هولاء الشباب من قبل التنظيمات الإرهابية التي وجدت من البطالة والفقر أكبر وتر يتم العزف عليه حتى يكون هناك قدرة لهم على جلب هولاء الذين يبحثون عن العمل، من خلال حثهم على المُشاركة في القتال من أجل القضاء على اولئك الذين يتحكمون في مصيرهم ومصير مُستقبلهم الذي سيكون أفضل حالاً ان التحقوا وإنضموا إلى صفوف إخوتهم في ساحات القتال، والمُساهمة بمُقارعة الأعداء او من خلال المُشاركة في حث الأخرين وتشجيعهم على الإلتحاق والتجنيد في صفوف التنظيمات الإرهابية، وبيان فوائدها وما هي الإنعكاسات التي سوف تكون عليه او سيجنيها إن التحق بهذه التنظيمات من خلال وسائل التواصل الإجتماعي او من خلال الإنترنت، او من خلال إنتاج الأفلام بشكل إحترافي وغير مسبوق بحيث تحتوي على العناصر المؤثرة التي تحتوي على التشجيع والتعاطف مع تلك التنظيمات وبثها على كثير من وسائل البث المُباشر الرقمية والإلكترونية.








طباعة
  • المشاهدات: 4345
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
01-09-2022 12:30 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم