01-09-2022 12:46 PM
بقلم : عوّاد إبراهيم حجازين
بالأمس القريبِ حَطّتِ الأقدارُ ركائِبَها وخَطَفَت صديقي العزيز شيخَ الفيزيائيّين ، تاركًا في قلبي ووجداني غصّة لم أعتدْ عليها من قبلُ ، لازمني الاكتئابُ طيلة مكوثه في المَشفى ، أنشدتُ الله في كلّ صلاةٍ الشّفاءَ العاجل لزميلنا ، لكنه القدر !
كنت أظنّ أنّ الفراق قطيعةٌ ما بعدها لقاء ، ولكنْ عندما رَحلَ ، وجدتُ الموتَ أشدّ قسْوَة ؛ فانقطع الأملُ والرّجاءُ ، وأنّ أصعبَ ما أجده بعد رحيله ، هو حَبْسُ دموعي ، كان القريبُ منّي يوميًّا ، ومازال طيفُه يَستفزُّني ، يتحدّث بهدوءٍ وثقة ، وتحْضُرني ابتسامتُه اللّطيفة .
استقبلني مرتين : الأولى في مدرسة الأمير حسن والثّانية في مدرسة البطريركيّة اللاتينيّة ، وكان الصّديقُ الوفيّ ، أرشدني في مواقفَ احتجته فيها ، عرفته كريمًا ، ودودًا ، مُتواضعًا ، لطيفَ المَعْشر ، ويحمل مزيجًا ، من السّلوك والخبرة والرّوح الشّبابيّة . . .
كلّ ما في الأرض من فلسفةٍ
لا تُعزّي فاقدًا عَمّن فَقَد
افتقدَك أبناءُ جِلْدتِك ، وأحَبّتْك بتيرُ ، وكما هو حال الكرك وأبنائِها ، عرفوك مُربيًّا مُخلصًا ، أنرْتَ طريقَ العلم في الميادين التّربويّة وللأجيال المتعاقبة .
سَأُبْقِي ذِكْراك خالدةً في ردهات المجالس ، مادام قلبي ينبِض ، وقلمي يَخُطّ ، وحنجرتي تصدح بِصَدَاقتِك العطرة .
أعي جيدًا ، ولكن هَيْهاتَ أن تعود ، وأنت الآنَ ضيفُ الله .
عوّاد إبراهيم حجازين
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-09-2022 12:46 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |