05-09-2022 05:49 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
لم تكن المُشاركة الاردنية في قوات حفظ السلام الدولية والتي بدأت مطلع التسعينيات وهي مصدر فخر واعتزاز للأردن، وهذه المُشاركة هي انعكاس لما يعيشه الأردن من أمن واستقرار وليد صدفة بل جاءت جراء ما تميزت به الاحترافية والمهنية العالية التي يتميز بها افراد الامن الاردني على امتداد مساحات العالم،من خلال ما قدموه من جهود اٌشير لها بالبنان في مناطق الصراع حوال العالم ، والتي تمثلت بالتدريب ، وتمكين النساء والاطفال بعد انتها الصراعات من العودة لأخذ دورهم في مُجتمعاتهم ، فضلاً عن تدريب قوات الشرطة في مجالات شتى أسهمت في ضبط الأمن والاستقرار.
وقد ترددت المرأة الاردنية في الامن العام في بداية الامر بالمُشاركة في قوات حفظ السلام الدولية في مناطق شتى ، من باب أن البُعد عن الاهل والاسرة قد يُشكل ضغط نفسي عليهم أو عليها خاصة انها ستعمل في بيئة تختلف عما الفته . فضلاً عن القيم الاجتماعية ومنظومتها التي كانت تُعتبر أحدى الحواجز التي تحول بينها وبين مُشاركتها تلك .الا انها اليوم أصبحت تسعى وبكل ما اوتيت من قوة ومن سلاح مُتمثل في القيادة واللغة والمهارات العالية من المشاركة وبفعالية في هذه القوات الُمتمثلة بالشرطة الدولية ، لما تجلبه من خبرات كبيرة وتزايد في الاحترافية والاداء الدولي ، فضلا عن تحسين المستوى المعيشي والرفاهية وابراز صورة ناصعة عن الوطن وما فيه من خبرات كبيرة تشتمل على كل ما يتطلبة العمل في الشرطة الدولية ومناطق الصراع ،وصناعة السلام وبسط الامن والاستقرار . وما جاء في فحوى قرار (1325) الذي صدر عام 2000 ، يؤكد على أن مُشاركة المرأة في قوات حفظ السلام وهي حاجة مُلحة، وينادي بزيادة أعداد النساء في حفظ السلام.
وتقوم الشرطة النسائية بواجبات الشرطة الاعتيادية، وغير الاعتيادية وتواجدها في محطات الشرطة المُختلفة والمهمات الاستشارية والتي يتم الاعتماد على خبراتهن في الإصلاح والتأهيل في مجال الشرطة المُجتمعية وتقديم خدمات فريدة كالمداهمة والاعتقالات والقبض على المُجرمين هي واجبات جديدة اظهرت فيها الشرطة النسائية قدرتها على تنفيذ واجبات متميزة ونوعية ، وميزتها عن غيرها من أفراد الشرطة الدولية من دول أخرى جراء ما تتميز به من العطف ومستويات الانسانية الاستثنائية ، والدعم النفسي والمعنوي الغير محدود .
وان مُشاركة الشرطة النسائية في مناطق النزاع كالكونغو، وقبرص، وجنوب السودان، وفيجي .هي مهمات كبيرة ساهمت وآثرت في تمكين المرأة في الشرطة النسائية ،والذي هو عنصر هام من عناصر التمكين وهو الأساس لتستطيع المرأة أن تؤدي واجباتها كتمكين الجانب اللغوي والمتعلق باجتياز فحوصات اللغة الإنجليزية والفرنسية للشرطة النسائية ، واختبارات مهارات الرماية والقيادة والتدريب ، فضلا عن أن المرأة ستكون بعيدة عن وطنها وزوجها والأهل ،ولا بد من تقوية جانبها النفسي لتستطيع أداء مهامها وواجباتها. بكل قوة وحرفية ومهنية عالية .
وتعتبر المشاركة الفاعلة في قوات حفظ السلام والشرطة الدولية من العناصر الهامة والتي تزيد من الثقة بالنفس لدى المُشاركات ، وتكشف مواطن القوة والضعف لديها، واكتسبت خبرات جديدة نتيجة التعامل مع ضباط دوليين والتي تجعل الشرطة النسائية المشاركة في الشرطة الدولية في مسار الدول المُتقدمة من حيث الحرفية ومستوى الانضباط في قوات حفظ السلام. خاصة ان مهامها متنوعة وتشمل المساعدة في التصدي للعنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس ومنع تكراره، وهو جهد أساسي لمساعدة دول النزاع والصراع على تحقيق السلام الدائم. كما أن عمل الشرطة النسائية في الشرطة الدولية يلهم الفتيات الصغيرات بتحقيق أحلامهن.
وان التحديات التي تواجه المراة المُشاركة في قوات السلام الدولية كالعمل لساعات متأخرة والتحدي بالسفر والابتعاد عن الأهل ،قد تعتبر التحديات التي يتم مواجهتها بالدعم النفسي والفني من قيادة الأمن العام وهذا ما سينعكس ايجاباً على مُشاركة الشرطة النسائية الاردنية في مهام قوات حفظ السلام في شتى بقاع الارض مما يجعل هذه المُشاركة مثلاً يحتذى لكافة الشرطة النسائية في العالم أجمع، وستكون مُشاركة الشرطة النسائية الاردنية مُستقبلا الاكثر والاكبر عدداً واثباتا لما هي عليه صفات وميزات المشاركة النسائية الاردنية في حفظ وصون الامن والاستقرار ،والحفاظ على حياة وحرية النساء المُعنفات واللواتي تعرضن للمُعاناة والتشريد ويتطلعن إلى اعادة الذاكرة لتكون كل منهن جزء هام في تكوين واستدامة التنمية في مُجتمعاتهن .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-09-2022 05:49 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |