08-09-2022 12:45 PM
بقلم : علاء عواد
إلكم اللحم وإلنا العظم، هكذا كان آباؤنا يخاطبون أساتذتنا في المدارس، بغية الحفاظ على مستوى الطلاب، وبعفوية يضعون هيبة للمعلم داخل الفصل وخارجه.
تجد هذه العبارة يرددها كل أب بدون استثناء وفي كل زيارة للمدرسة، وهي التي صنعت الأبناء، وأوجدت الدور الحقيقي للمدرسة والبيت في تكامل كبير لا يرتب له ولا يحدد له مجلسا للآباء أو الأمهات.
كنا نعود للمنازل ونشكو المعلمين ونبكي أمام آبائنا وأمهاتنا، لكنهم لا يصغون لنا ويجد الواحد منا الرد الموحد: «تستاهل عشان تبطل لعب وتحط راسك في دروسك»، والبعض يوضح لابنه انزعاجه مما حدث ويرافقه في اليوم التالي إلى المدرسة، وتجد الطالب يشق صفوف الطلاب بكل تفاخر وتباهٍ ويوضح أن والده سيلقن المعلم درسا لن ينساه، لكن خيبة الأمل تصيبه عندما يستدعى لغرفة المعلمين وينصت لوالده الذي يردد على مسامعهم اجلدوه الكم اللحم ولنا العظم.
قبل أيام، حضرت اجتماعا في إحدى المدارس وكان عدد الآباء الحاضرين أقل بكثير من عدد المعلمين، غاب المدير وحضر المرشد والمعلمون تناوبوا الحديث وسرد كلمات خطابية لعرض منجزات المدرسة، البعض غالبه النعاس وتمنى أن تتوقف هذه الخطب الجوفاء، ليكتب اسمه في سجل الحضور ويغادر قبل أن يسأل عن مستوى ابنه، والبعض الآخر حريص على السؤال والمتابعة.
تعجبت من ولي أمر طالب أمسك بالميكروفون وتوقعت أنه سيقدم مقترحات أو أفكارا تخدم مسيرة أبنائنا الطلاب، لكن مطالبته انحصرت في طلب استخدام الوسائل الحديثة وإرسال سجل ابنه عبر البريد الإلكتروني.
كلنا نعترف بالتقصير تجاه أبنائنا في متابعتهم في المدارس بحكم مشاغلنا المتعددة التي نعلق عليها قصورنا، ونلوم المدارس مع أنه قبلها يجب أن نلوم أنفسنا ونحاسبها؛ لأننا جزء أساسي من العملية التعليمية والتربوية. بالمقابل تربويون يقولون أن العقوبة البدنية تُسقط الاحترام بين الطالب ومعلمه، وتٌفقد المعلم دوره في توصيل رسالته العلمية، وينعكس ذلك بشكل سلبي على مستقبل الأبناء، لمعارضته أهداف العملية التربوية والتعليمية.وأن وسائل التربية الحديثة أنسب الحلول لرفع كفاءة الطلبة، مع مراعاة ألا يكون موقف ولي الأمر سلبياً تجاه إدارة المدرسة ومعلميها، ولا يكتفي بما يرويه الابن له، وخاصة أن ثقة أولياء الأمور بالمعلمين، تسهم في توصيل الرسالة السامية التي يؤدونها.
هناك أساليب أخرى يلجأ إليها المربي الناجح من خلال كسب التلميذ وتشجيعه وتطويعه لفهم المادة، باتباع العديد من الطرق الناجحة للاستيعاب والفهم بالطريقة المثلى، وعكس ذلك إستخدام الأمور الأخرى فنبحث عما يعانيه المربي من مشكلات وعقد داخل بيته أو علاقاته الاجتماعية لأنها تؤثر بشكل بالغ في تصرفاته مع التلاميذ بالمدرسة أو مع أعضاء الهيئة التعليمية .
لو حدث أن معلما نهر طالبا، لوجدت والده منذ الصباح الباكر يقف على أعتاب المدرسة في انتظار المعلم والمدير، وقد يصل به إلى التهجم اللفظي أو الجسدي والحوادث كثر في هذا الميدان ووصلت حد القتل والسبب هو سلب حقوق ذلك المعلم دون وجود ضوابط.
إذن هل الوقت تغير؟ أم تغير الآباء؟ أم أن الإدارة الحديثة أفسدت دور المعلم وولي الأمر واقتصر ذلك في فعاليات يوم المعلم الذي يكرم فيه حبرا على ورق؟ وهل أغفل حق المعلم : قُــمْ لـلمعلّمِ وَفِّـهِ الـتبجيلا.. كـادَ الـمعلّمُ أن يـكونَ رسولا..!!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-09-2022 12:45 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |