10-09-2022 03:48 PM
بقلم : علي الشريف
سواليف التطوير الاداري في الاردن هي تماما مثل سواليف جدتي التي كانت تحكيها لنا عن الغولة ونص نصيص وابو رجل مسلوخة حتى نخاف وننام فلا نحنا خفنا ولا نمنا ولا هي استمرت بالكلام .
الجميع يتحدث عن التطوير ومحاربة الفساد وتغيير الوجوه متناسين ان اسباب البلاء تحت مش فوق والقصة كلها وما فيها لحم اضحية والكل يريد ان يكون شريكا في الهبش منها .
سنعطي مثلا ولنفترض ان رئيس الحكومة ناجح جدا وقيادي واداري لكن الفريق الوزاري فاشل كيف سيكون التطوير والعمل المؤسسي .
ولنفترض من غير شر ان رئيس مجلس النواب ناجح جدا لكن الحقيقة تقول ان المجلس من الاف الى الياء فاشل حد النخاع الشوكي فكيف سيتطور الاداء او العمل المؤسسي .
نخرج قليلا لنتحدث على سبيل المثال في الرياضة تجد رئيس نادي مثابر وناجح جدا ولديه قدرات ابداعية وعقل منفتح على الدنيا باسرها .
و لكن الادارة التي معه عبارة عن مجموعة من الكراسي تجلس فوق الكراسي فكيف سيتم التطوير هو حتما سيغادر او سيستعين بالجن ليحقق التطوير المطلوب هذا ان امتلك الصبر .
لا يمكن لأي قائد النجاح مهما كان ملهما في اي مؤسسة ان لم يمتلك قدرة التغيير بين افراد مؤسسته باستبعاد الفاشل والمحافظة على الناجح ودعمه وهنا علينا بالديكتاتورية بالقرار والتمسك به لو غادرت الموقع برمته .
المصيبة ان البعض لا يستطيع ان يدرك معنى التطوير والتغيير ذاك لان تفكيره قال له ان التطوير لا يتوافق مع قدراته العقلية التي بنيت على المصلحة الخاصة وبالتالي سيلغي وجوده .
جميعنا نريد ونطالب ان نرى وطنا مثاليا واداء راقي في كل مؤسسات الدولة العامة والخاصة وفي نفس الوقت نهاجم الناجح ونقف مع الفاشل لا لشيء الا ان العيون لا زالت ضيقة لا تبصر ابعد من انوفها بل نمارس كل صنوف التشويش والاتهام بحق اي ناجح لان الفاشل لا يمكن ان يقبل ناجحا يثبت فشله .
طيب ما علينا من كل السواليف الفارطة لكن ان يلتقي شخص ما مع رئيس الوزراء على سبيل المثال لا الحصر بالاسم الرابع فتراه يضرب بسيفه ويا ارض انهدي ما عليكي قدي فيمشي بالأرض مرحا مثل البطريق وعلى غير هدى.
اما من فرط الهبل ان تسمعه يعطي رايا بقضية راي عام ويدعي انه يسعى الى حلها وبانه سيحلها مع الجهات العليا وحدود امكانياته انه لا يستطيع الادلاء بتصريح صحفي. وهنا علينا ان نتوقف قليلا ونسال اليس بمثل هذه الامور يساء لرجالات الدولة ومؤسساتها .
خلاصة ..اذا اردنا ان نطور العمل الاداري في كل منظومه وجهة اي كانت فعلينا ان نفتح عيوننا لنرى اكثر وان نقتل الفاسد الصغير الذي في قلوبنا قبل ان يخرج ويصبح وحشا ..
فنحن اصل الفساد وحماته ورعاته وداعميه ومؤنسين وحدته والقائمين عليه والبارين به والمدافعين عنه ونحن حضنه الدافيء ورمش عينه وفزعته رغم علمنا الاكيد بانه فساد
غير ذلك كل ما نسمعه هو مثل سواليف جدتي وجدتي ربنا يرحمها ماتت زمان.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-09-2022 03:48 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |