12-09-2022 11:45 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
مع رحيل الملكة إليزابيث الثانية، وهي الملكة الدستورية للمملكة المتحدة، وأربع عشر دولة أخرى، من مجموع خمسة وثلاثين دولةٍ من دول الكومونولث، نلاحظ أنّ إرثاً عميقاً جمعها مع دول العالم، وبينها الأردن.
والعلاقة بين العائلتين الحاكمتين، في مملكتنا الأردنية، وفي بريطانيا، هي علاقة تتميز بعراقتها، وامتداها إلى أكثر من مئة عامٍ، وتسرد العديد من الوثائق التاريخية، جانباً من هذه العلاقة، خاصة وأنّ العائلتين، يمتلكان إرثاً عميق المفردات، ولهما باع طويل في الحُكم، يمتد لمئات السنين.
فهنالك العديد من المراسلات بين الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، ووالد الملكة إليزابيث، الملك جورج السادس، خاصة رسالة أرسها الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، إلى الملك جورج عام 1939م، أشار فيها إلى وقوف الأردن في الحرب العالمية الثانية، إلى جانب بريطانيا، وهذا ما يشرح البعد السياسي في العلاقة.
ولكن، تشير بعض الوثائق، إلى علاقةٍ جمعت العائلتين، بينها تقديم الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، هديةً للملكة إليزابيث الثانية، حين كانت أميرةً، إذ نشرت العديد من الصحف العربية، في تشرين الأول، عام 1947م، خبر هدية الملك المؤسس إلى الملكة إليزابيث، وكانت آنذاك ولية عهد بريطانيا، وذلك بمناسبة زفافها.
والهدية عبارة عن خمسة فناجين شرقية، محلاة بالجواهر.. وأرسلت هذه الهدية، مع بهجت طبارة، وكان حينها مرافقاً للملك المؤسس، وقد وصل لندن في الخامس عشر من تشرين الثاني، وقدم الهدية إلى الملكة إليزابيث في قصر باكينغهام.
إنّ هذه الملامح في العلاقة بين العائلتين، بقيت مستمرةً، نتيجة العراقة،ومن ملامحا ايضا، زيارة الملكة إليزابيث إلى الأردن في أذار عام 1984م، وهي زيارةً كانت هامة وحملت بعداً سياسياً، آنذاك، إذ اطلعت الملكة إليزابيث على الأوضاع الأردنية بعد احتلال الضفة الغربية، ومن بين المناطق التي زارتها الملكة إليزابيث وادي الأردن، وحينها أشارت إلى أنها استلمت الحُكم في نفس العام الذي استلم فيه الحكم الملك الحسين، وذلك عام 1952م.
ولقد جمعت الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، والملكة إليزابيث العديد من اللقاءات، حيث ربطتهما علاقة يعبر عنها تعزيتها بوفاته، وامتدادها مع جلالة الملك عبدالله الثاني، ولقائه بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، بالملكة إليزابيث في نهاية شهر شباط عام 2019م، في قصر باكينهام.
كما أنّ الملك تشارلز الثالث، زار الأردن، في تشرين الثاني من العام الماضي، بما يعبر عن العلاقة الممتدة بين العائلتين الحاكمتين، والأدوار التي لعبتها الملكة الراحلة إليزابيث في العديد من القضايا الإنسانية حول العالم، والصلات الممتدة، بينها وبين ملوكنا الهاشميين، تؤكد على محورية علاقات المؤسسة الملكية في وطننا، وما تملتكه من علاقاتٍ كرستها على الدوام لخدمة الأردن، وإنسانه.
برحيل الملكة إليزابيث خسرت بريطانيا، ملكةً ملهمة، وكان لها علاقة مع الأردن وملوكه، ما تزال ترويها وثائق زيارتها إليها، ولقاءاتها مع ملوك بني هاشم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-09-2022 11:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |