13-09-2022 09:35 AM
بقلم : حاتم القرعان
في مقالة سابقة تحدّثت من خلالها ماذا قدمت حكومة الخصاونة لهذا الوطن ، كان الأمر صعباً على بعض الوزراء والمسؤولين ، لأنها تحدّثت بواقعيّة وإختصاراً للحقيقة ، فلا نستطيع الرّهان على الوقت الآن ، سيّما أن عجلة التّغيير أصبحت تطرق الأبواب ، والأوراق مفتوحة بحبرها ما كتبَت ، دائماً يكون الوطن الطّرف الأقوى ، فبعدها يراجع المسؤول نفسه ماذا قدّمت للوطن ، وهل أخفقت بمعاملتي مع الشّعب ، وهل سرقت ، وهل ظلمت ، هذه هي النّهايات ، على الجّميع مراجعة حساباته ، فيرفض نفسه أو يتقبّل . هو ذلك ما فعلت ذراعه ، فالعلاقة بين الأشخاص والوطن " حُبّاً " إن حدثت خيانة سهلاً أن تتبدّل !
أشرت سالفاً ، أن بعض الوزارات الأردنيّة تضرب إنموذجاً في الرّيادة ، والنّجاح ، والتّميّز ، فمن يتعامل مع قضايا الوطن بحكمة وإتزان ، ويولي المسؤوليات لأصحاب الخبرة ، ويعمل بنظام الفريق الواحد ، ويقدّم ما يخدم الوطن وأهله ، يستحق أن يُذكر ، وأن يكون وجه كِتاب ، حقيقة ، لا يمكن أن تكون كلّ الوزارات والوزراء بنفس المجهودات من تصرفات وإنجازات وتقديم وبذل ، وسعي لإنجاح ملف وزارتها ، نشهد وزيراً يركب سيارة بمئات الآلاف ، ووزير يسمح بالفساد داخل وزارته ، وترهلات إداريّة ومحسوبيات ، وتعيينات على هواجس المعارف ، وتنفيعات على حساب المال العام ، أو تسليم مناصب لقضاء دينٍ ماديّ ما ، وهذا حصل حقيقة ونتابعه ونكتب عنه ، بالرغم من سعينا دائماً لإظهار هذا الوطن بأبهى صوره ، فيحتاج الوطن لإزالة " الورم " وتقلعه من تُرابه !
أحد الوزراء ، إتصل معاتباً لماذا تكتب ذلك ، من خوفه على منصبه ، بل أبدى إنزعاجه من ذلك ، ووزيراً آخر لا تعجبه فكرة تسليط الضوء على الحكومة ، فبعث رسالة منزعجاً ،
حين نكتب لا نضع السّم بالكأس ، لكننا نكشف عن مواقع الخلل ، ويبقى الفرق بين إثنين ، من يسعى لأجل الوطن ، ومن يسعى ليأكل حقوق الوطن ، هذا برزخاً بينهما لا يختلطان ، فلم نكتب عن قيمة رواتبكم ولا عن إتفاقيتاتكم مع عدو ، ولا عن سياراتكم وأموالكم ، نحن نكتب عن الوطن ، وعن من يهدّدون الوطن بفسادهم وتخاذلهم تجاهه ، نكتب عن المسؤول في الموقع الخاطئ … وننصح ما أمكن ، ولكن !
أن تستفز مقالة تذكر مساوئ الحكومات ، أحد الوزراء هذا دليل وشهادة منه ، أن شيئاً مستفزا يحصل ، أو هنالك صمت على ظلم ، وبداية النّهايات ، فتحسسوا مواقعكم جيداً ،وأنتم تقيمون أنفسكم تستحقّون أو لا تستحقّون .
ليسأل الوزير نفسه ؟
بداية ، هل يعرف معنى كلمة " وزير " بعيداً عن كونها منصب!
ماذا قدّم بوزارته للوطن!
هل تعدّى على الشّعب الاردني !
هل إحترم مكانته وتعامل بمنطق مع الأمر !
هل إحترم الوطن ، أم إعتبر نفسه أكبر من الوطن!
هل يمتلك مؤيدين ، أم أعداء في هذا الوطن !
جملة من التّساؤلات ، تضع بإجاباتها الوزير أمام خيارين ، إما أن يتقبّل نفسه ويحترمها ويقدّرها ويكتفي ويجتهد لآخر لحظاته في تسلّمه ، أم يعتبر نفسه المقصود في أي إنتقاد وينتقص من قيمة نفسه بنفسه ، ويعتبر ذاته سبب الفساد الحاصل .
بحال الطّبيعة ، نكتب عن كلّ ما يحدث ، بل نعطي الأحداث والتّغييرات الإيجابيّة جزءاً أكبر ، ونبحث عن الفكرة والإضاءة ، بنفق من الظّلام ، ولم نستخدم المقالات بغير أهدافها الخادمة بالبناء وتشكيل الفكرة والحقائق ، بجعبتنا ونعرف الكثير من الإساءات والسّموم والتّخبّطات ، ليس وقتها ، فالوطن بحاجة برأَ الجّراح لا نكئِها .
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.
بقلم : حاتم القرعان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-09-2022 09:35 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |