حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2904

روسيا دولة عظمى صنعوا لها ثورةً لتكون عِبرةً كُبرى "لِمَن يَعتَبِر "

روسيا دولة عظمى صنعوا لها ثورةً لتكون عِبرةً كُبرى "لِمَن يَعتَبِر "

روسيا دولة عظمى صنعوا لها ثورةً لتكون عِبرةً كُبرى "لِمَن يَعتَبِر "

13-09-2022 11:36 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
على ما يبدو ان الثورة البلشفية التي كان نتيجتها قيام ما سُميَ بالإتحاد السوفياتي في العام ١٩١٧ من القرن الماضي كانت ثورة تم نسجها بعناية فائقة ليس من اجل مصلحة الشعوب التي انضوت تحت مظلة هذه الثورة التي حملت شعار الاشتراكية على اختلاف فلسفة كل الافكار التي حملها هذا الشعار الاشتراكي بغض النظر عن اصحاب هذا الفكر وهذه المبادئ والأهداف التي جعلت هذا الإتحاد أو جُعِلَ منها القوة العالمية الثانية بعد القوة الامركية.

كما هو معلوم وامر بديهي ان الانهيار بمعناه المتعلق بالدول يسبقه دوماً انهيار اقتصادي والذي يعني الفشل الكامل للدولة او الكيان ويجعلها غير قادرة على المقاومة او معالجة وادارة الامور باي حال من الأحوال لانه يكون قد فات الاوان ولم يبقى متسع من الوقت للتدارك وعندها تصبح مقولة " فاتهم القطار " تعبيراً حقيقياً عن حالة واقعية لا خيال فيها وليست مجرد كلمة تقال .

القراءة الواقعية او بالأصح واقع الحال الذي انبثق عنه الانهيار الحقيقي وانفراط عقد الاتحاد السوفياتي يشير بدرجة كبيرة الى أن مَن نَسَجَ خيوط الثورة البلشفية قد ابقى طرف الخيط في يده وبقي ممسكاً به الى اللحظة الحاسمة التي ربما كان قد وُقِّتَ لها ، وفي ساعة الصفر تم سحب طرف هذا الخيط وانهار كل شيء في لحظه ، ويا لها من ايام عصيبة القت بظلالها على ذلك الاتحاد الذي ضُرِبَ فيه درة تاجه وهو الهيئة والهيبة العسكرية وعلى رأسها جنرالات ذلك الجيش الذي كان يوصف قادة اركانه بانهم اصحاب عقيدة عسكرية غير مسبوقه على الاطلاق .

ربما كان ذلك الحدث الغير عادي لقوة هي القوة العالمية العظمى الثانية على هذه الارض هو اعلان رسمي ممن هم ممسكون بزمام الامور ولا يزالون الى هذه اللحظة التي نشهد احداثها الآن أن القوى العالمية العظمى هي صنيعة وفق ارادتهم وانهم هم رعاتها وقادرون على قلب موازينها وسلب ارادتها وان كل شيء رهن اشارتهم وان اختيار هذه القوة لهدمها انما هو ارعاب وارهاب وضحية كبرى لدولة أُريدَ لها ان تكون وفق ضوابطهم قوة عظمى .

واليوم ، وفي ظل تخلخل اقتصادي عالمي شامل واعوجاج واضح في السياسة العالمية والكيل بالف مكيال وانحياز فاضح لقوى غاشمة ظالمة على حساب قضايا عادلة وشعوب مظلومة ، حيث تم تعطيل مؤسسات وهيئات ومنظمات ومجالس دولية انشئت من اجل الحفاظ على الامن والسلم العالمي
وحيث انه لا دولة غير امريكا عظمى ، فلا الصين التي لا يعنيها ظلم ظالم ولا عدالة عادل وكل ما يعنيها هو دعمها الحقيقي من الدولة العالمية العميقه " الممسكة بزمام الامور " للحفاظ على صدارتها الاقتصادية العالمية وإبقاء شعبها في وضع اقتصادي مريح في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الصعبه ولا شيء غير ذلك ،
اوروبا قبل وبعد انفراط عقد اتحادها ليست ولم تكن بنظر الدولة العالمية العميقة عظمى ، ولم تجد نموذجاً أفضل من روسيا بل لم تصنع نموذجاً آخر بديلا لها وابقتها في قبضتها تستخدمها اداة تاديب لمن تساوره نفسه ، وها هي اليوم وكما نرى ويرى العالم اجمع فالرئيس فولوديمير زيلينسكي يهددها ويتوعدها وان الجيش الاوكراني يقف الان كما يَرِدُ في الأخبار على تخوم روسيا العظمى .

ومرة أُخرى فان الضحية لم تزل كبرى ، ولم تشفع لبوتين طاولته الكبرى ولا عضلاته المفتولة ولا صدره المكشوف ولا حتى اطلالته على الشاشة بكامل اناقته الغير منسجمة مع وضعه وموقفه العسكري المُريب ،
فها هو الان يُقَدَّمُ للعالم على انه نموذجاً ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
" وعبرةً لِمَن يَعتَبِر "
يوسف رجا الرفاعي








طباعة
  • المشاهدات: 2904
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-09-2022 11:36 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم