13-09-2022 04:21 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
لم تكن الحوادث المرورية وليدة لحظة في الاردن ، بل كانت وما تزال مُعضلة تؤرق كل الاسرة والمجتمع والقائمين على العملية المرورية ، ولم تكن الحوادث المرورية اليوم تخطف مئات الأرواح على الطرق بل خطفت مئات الارواح وستبقى ، وأصبحت الشوارع تشهد يوميا على إراقة دماء الأبرياء، وقد يرتقي الفعل هذا الى الارهاب المروري الذي لم تشهده دولا كثيرة في العالم ، وهذا مفاده ان لا رادع أو مانع سيوقف هذا السيل ، ولن يلجم هذا المارد مهما كانت النقاط المرورية ، ومها تم من اجراء يتعلق بالحجز او العقاب الاني ، والسبب الأول يعود إلى ضعف القانون المروري وعدم ردعه لكل من يفكر في ازهاق ارواح الابرياء جراء القيادة بطيش واهمال ، غير أبه بقانون أو تعليمات منطلقا من أن أي حادث أو قضية ستحل بفنجان قهوة ، فضلاً عن السرعة والاستهتار وضعف الرقابة المرورية ، جراء جثوم القيم الاجتماعية على مفاصل كثيرة في الحياة الاردنية ، وأن تكرر كثير من الحوادث، وخاصة القاتلة منها التي تقع بسبب استهتار السائق وعدم المبالاة بحياة المواطنين، والاستمرار بارتكاب المُخالفات ذاتها لن تكون النقاط المرورية هي الحل ، خاصة ان تطبيقها لن يكون بحزم وجزم وعدم تهاون ، بعيداً عن أي تجذابات أو تأثير ، وان هذا التعديل على نظام النقاط المرورية، وحجز وسحب الرخص للسائقين الذين يتجاوز أي منهم (16) نقطة في العام الواحد لن يكون هو الحل الناجع والناجح في ظل التدخلات في عمليات الحجز من قبل المتنفذين واصحاب الجاه والسلطة .
ان هذه الاشكالية لن يتم حلها الا بقانون عصري يكون همه وهدفه لجم كل طيش واهمال وسرعة وكل مرتكب حادث متهور يتسبب في الوفيات أو العاهات ،أو الخسائر أي كان نوعها وحجمها ، ويكون العقاب مؤلما قاسياً ، سواء من الناحية المادية أو من الناحية المعنوية ، وتكون هذه العقوبة سببا في لجم أي سائق قد يفكر في مُخالفة قانون المرور ولو بابسط قواعده ، وعندها سيكون هناك مرور هادئ خالي من الحوادث ومن الطيش والاهمال .
ان العودة لتطبيق نظام النقاط بعد عشرات السنين لن يكون رادعاً خاصة في ظل الفزعة ، التي كلما هب ريح قاسي علينا هبت لها رجال القوم، وان سكنت عاد كل منهم إلى حيث اتى ، وان هذا النظام لن يكون حلاً لاشكالية مر عليها سنين طويلة وما زالت بدون أي حلول بالرغم ان عشرات القيادات الامنية والمرورية مرت عليها وعاشت كل ما فيها من مأسي ولن يكن في جعبتها أي حلول لهذه المُعضلة .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-09-2022 04:21 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |