14-09-2022 09:50 AM
بقلم : حاتم القرعان
هذا عنوان يناسب الصّورة التي إنتشرت على مواقع التّواصل الإجتماعيّ ، إثر حادثة إنهيار عمارة اللويبدة ، ظهر في الصّورة عدداً من مسؤولين ووزراء الحكومة الأردنيّة ، يتطلّعون من على شرفة منزل آخر على أنقاض العمارة المنهدمة أمامهم ، في الصّورة ذاتها تجد الإختلاف بين حياة المسؤول الذي يُطلُّ على الوطن أنه ساحة خراب ومعارك ، وصورة الألم في عينه مؤقّته ، وإهتماماته أكبر بكثير من هذا الوطن الي يحتضر ويلتقط أنفاسه الأخيرة ، وبين حياة المواطن الأردنيّ البسيط تحت ركام العجز والألم ، بلا مقدرة ولا حركة !
تحت هذه الحجارة أطفال ونساء ورجال منهم من فارق الحياة ، وقصص كثيرة لا تُحكى ، منهم من ينتظر أن يلتقط أنفاسه ، بين تراكمات من فقدان الأمل والظفر بالعيش مجدّداً ، ذنبهم ، أنهم فقراء ، وجدران عمارتهم مهترئة ، فلا سمع صوتهم فوق البناء ولا سمع صوتهم تحته ، نسأل الله الشهادة لمن فارقنا منهم ، والشفاء العاجل للجرحى .
هذه الحادثة المؤلمة وغيرها ، ندفع بها أعداداً من الأرواح والخسائر ، وعجلة الفقد بها مستمرّة ، يدفع الوطن الثّمن والحكومة تنظر من على الشُّرفة !
لماذا التّركيز وراء تصرّف الحكومات ، بمثل هذه الحادثة وغيرها ، لأنّ الحكومات تأتي لبناء الوطن وترميمه ، وحمايته وتحقيق غاياته ، لأنّنا ينتابنا الشعور بالأفضل عندما تتسلّم حكومة جديدة ، فكيف ننظر إليها عندما صار الخراب حلقة عاديّة ، والموت كرنفالاً شعبيّاً ، لم نرى بيوم مثل هذا الهوان ، يموت النّاس بالأعداد جملة ، وتجري الحكومات تحقيقاتها فتكون النتيجة " إخلاء مسؤوليّة " أو إستغناء عن موظّف وتنتهي القضيّة .
نقابة المهندسين كانت قد حذرت العام الماضي أمانة عمّان من خطر المباني القديمة والآيلة للسقوط ، لكنّنا اليوم نرى الحكومة يرافقها نتائج التّهاون والتّقصير ، فنودّع الرّاحلين من أبناء الوطن المنكسر والنّازف دماً ، من أمام شُرفة الإستطلاع هذه .
بعض وزراء الحكومة يتعاملون مع الوطن ، وكأنه تحت إمرتهم وحاشيتهم ، بل أصبحت قرارتهم بالسّماح للتزوير والفساد رسميّاً ، وها نحن نعقّب على الأمر ولا شيء يعنيهم ، سوى ترفهم وقصورهم وحساباتهم في البنوك ، ويريدون أن ينشغل الشّعب بويلاته ليفعلوا ما يرضي ضمائرهم المنويّة على الإستعلاء والتّكبّر وأخذ المكاسب جزافاً .
كان الأولى للحكومة أن تكون أقرب للشارع الأردنيّ ومعرفة أهله ، لا الوصول بعد الدّمار والكوارث ، فالوطن بحاجة حكومات تحترم الشّعب وتخاف أذيته ، لا أخذ الصّور وتسجيل الحضور المتأخر ، فإن فسد الملح من يُصلح الملح !
مختصر الصّورة " حكومة من على شرفة الأمان ، ووطن تحت الأنقاض "
وبجعبتي الكثير للقادم .
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.
بقلم : حاتم القرعان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-09-2022 09:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |