15-09-2022 12:36 PM
بقلم : علاء عواد
لا يزال الشارع الأردني يعيش أياما عصيبة بعد إنهيار عمارة سكنية وسط العاصمة عمان في منطقة اللويبدة، والتي راح ضحيتها حتى اللحظة 10 أشخاص والعدد مؤهل للإزدياد للإسف, وإخراج عدد من المصابين من تحت الأنقاض وسط معلومات رسمية تشير إلى وجود المزيد من الوفيات والمصابين.
مسؤول في حكومتنا يقول إن سبب إنهيار المبنى هو أنه قديم ومتهالك، ويتم العمل على تقييم وضع المباني المجاورة، بالمقابل تحدثت أنباء عن وجود أعمال صيانة داخل ذلك المبنى قبل إنهياره ولم تتخذ الإجراءات المناسبة خلال تلك الاعمال.
لنترك كل ذلك على جنب لأننا شهدنا الكثير من الحوادث ,وللأسف كان ما ينتج عن هذه الحوادث هو تشكيل اللجان وتشكيل اللجان وتشكيل اللجان ولا يهم ماينتج عن هذه اللجان ,ولا يتم الوصول إلى الحلول الواجب إتباعها لتجنب هكذا حوادث ,لنترك أيضا هذا الملف لأننا نعلم انه سيتم تشكيل لجان ولن نتوصل بالنهاية لأي حل , نعود الى ملفنا الاصلي.....
ونقول : عظم الله أجرك ياوطني
رحم الله المتوفيين ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين وأن يتم إخراج جميع المصابين من تحت أنقاض ذلك المبنى ,مامررنا به منذ يومين لا يحتمل أي كلمة الإ واحدة ألا وهي : مأساة بكل معنى الكلمة ,مصيبة بكل المقاييس, لم نعهد هكذا حوادث لكننا للأسف أصبحنا كل فترة زمنية نمر بحادث في مجتمع عهدناه هادئا, أمس رأينا لوحة متكاملة من نشامى الأمن العام من رجال الدفاع المدني حملوا على أكتافهم مهمة ليست بالهينة منذ أمس وهم يعملون على قدم وساق يحفرون الصخر بمعدات بسيطة.
رأيناهم فوق طمم تلك البناية يحاولون بكل جهد الوصول إلى أي خيط من روح متواجدة تحت تلك الأنقاض.
من هم ابطال الوطن ؟
من هم نشامى الوطن ؟
من هم عقال الراس في هذا الوطن ؟
هم كبار هذا البلد
الامن العام الدفاع المدني عمال الوطن
ماكان واقعا على الأرض أن العديد من نشامى الأمن العام والدفاع المدني لم يغادروا أماكنهم في موقع العمارة المنهارة في اللويبدة للأن هم مصرون على أن يكونوا هناك بأجسادهم وارواحهم ,هم يرون في تلك الطفلة تحت الأنقاض إبنتهم وتلك السيدة أختهم وذلك الشاب أخاهم .
كان ينتابنا اليأس مما نمر به لكنني أجزم وعلى الرغم من صعوبة ماحدث وكارثية مارأيناه إلا أن جهود شبابنا ووجودهم أعادة لنا الأمل بكل تفاصيله اعاد لنا الروح والحياة من جديد.
كل شاب منكم يانشامى الأمن يعمل لأن ضميره حي ,ينتظر لقمة عيشه حاله حال الكثير لكنه يتفانى في عمله بدون إنتظار المزيد ماديا او حتى الشكر .
ترفع لكم القبعات إحتراما وتقديرا أنتم احق بتلك الرواتب العالية,أنتم أحق بتلك الإمتيازات ,أنتم احق بتلك الراحة المزمنة لذلك المسؤول.
لم أتمالك دموعي لرؤيتي ملاك تلك الطفلة وهي بين يدي رجال الدفاع المدني يخرجونها من تحت الانقاض يتسارعون بحضنها وإمساكها كأنها قطعة ثمينة ,يجزعون من الخوف عليها ,علمت بكل صدق أنني لا أخاف على أبنائي في هذا الوطن ,أعلم ان ولدي سيكون بخير بوجود هؤلاء هنا فقط وصلت لخاطرة أقولها لولدي عندما يأتي لهذه الحياة وتحديدا لهذا الوطن لاقول له:
لا تجزع لا تخاف ياولدي بكل أمانة فأنا افكر بك ليلا نهارا اخاف عليك مما يمكن أن تراها في وطنك من معاناة او خوف او قلق ,وأنت تبني مستقبلك كنت افكر بأن أوصيك أن تهاجر ياولدي لأننا تعبنا وهرمنا ولا أريد لك أن تشعر بماشعرنا به لكنني الأن أقول لك :
بوجود رجال هم الرجال, بوجود قوة بهؤلاء الرجال ,بوجود تلك الرتب الأخلاقية العالية, فأنت بأمان ياولدي إذهب وسافر أينما أردت لكنك لن تجد بقوة أساسنا هنا من رجال هم سور عظيم لنا في هذا الوطن .
لا يهمني أي وزير أو نائب او مسؤول فأنا امام مسؤول يفوق ذلك المسمى الفعلي أنا أمام مسؤول نشمي بعرقه وتعبه وكده .
أنا أمام خطوط سمراء على وجه مغبر من تعب الأيام.
تلك الخطوط من ذهب وذلك الوجه من ضوء غير خفي يحمينا من تلك الأيام العصيبة .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-09-2022 12:36 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |