15-09-2022 09:25 PM
سرايا - زرت الدكتور عهاد السعايدة لشأن شخصي لم يكتفِ بقضاء الأمر الذي جئت من أجله بل وساعدني لأبعد من ذلك حيث وصلني خبر أنتظره منذ أيام وكأنه بشارة، هذا يعيدنا إلى فال السعايدة.
عند قومي العبابيد يذهب الناس بعد التوكل على الله إلى بيت من بيوت السعايدة لأخذ قلم حبر أو قطعة خبز.. لا يحتاج صباحك أكثر من قهوة وفيروز ووجه أحدهم.
هكذا كانوا على الدوام وجوه خير، ورفقة طيبة، لا يختلف المرء معهم ولا عليهم.
بالمناسبة في القرى يهرب الناس صباحاََ لتجنب المرور من أمام بيت ما خوفاََ من رؤية صاحبه بسبب فاله المشؤوم.. ولسان حالهم يقول: ول ول فالك سچن، عوذه.
فالدروب هناك تقاس بالناس وليس بالمسافة.. تطول المسافة أو تقصر ويومك والعناء أيضاََ والحظوظ.
الصباح مهم لديهم فهو عنوان يحدد شكل اليوم ومستوى التوسم. والسعايدة كانوا دائماََ عنوان صباحات الخير.
ثم إني دائم الاهتمام بالإدارة الأردنية والتي تشهد صعود للفئات الآتية من البعيد على حساب النادي إياه.
حيث في بلدنا المناصب بكافة أشكالها ودرجاتها كانت حكراََ على طبقة ما، فلا يمكن أن يأتي شخص إلا عبر الوراثة والولائم وكرتات التوصية من هنا وهناك.. كلها تحت بند؛ الولاء قبل الكفاءة.
الإدارة الأردنية التي صنعت إدارات دول كثيرة ذات زمان وعزيمة، وأجد نفسي معجباََ بأي مسؤول أردني يعرف البلد ويعرف ما يفعل وعلى هذا يدير الأمور من موقعه، من حبه للناس وإيمانه بالدولة كمؤسسات وشعب حر مقابل الديجتال وعهاد قدوة في ذلك كله.
ومن أفضل من الآتين من التهميش والمعاناة حيث صورة البلد الحقيقية.
هم يعرفون البلد أكثر من غيرهم ويعرفون موجعات الدهر ويعرفون الناس فقد جاؤوا من حيث تلك الموجعات.
تحية كبيرة للدكتور عهاد وهو لا يتبدل حتى لو تبدلت الأيام، تحية له ونحن على مستوى القبيلة نعيش معاناة ظاهرة المسؤول العبادي الذي يتحول فجأة ويجور على أبناء قبيلته بذرائع النزاهة ونبذ الجهوية والعشائرية والمناطقية حد الظلم.. رغم أنه جاء عبر تلك التوازنات بشكل ما.
ثم يعود إلينا ونقول: لا بأس! مش مشكلة!
بل ألف بأس ومشكلة
وقومي يعرفون ذلك جيداََ.