حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6699

(الدفاع المدني .. وأَنسَنَة الأَداء)

(الدفاع المدني .. وأَنسَنَة الأَداء)

(الدفاع المدني  ..  وأَنسَنَة الأَداء)

17-09-2022 04:04 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فهد خشمان الخالدي
وكأَنَّ كُلَّ واحدٍ منهم كانَ يبحث عن أَحدٍ مِن أَهله ..! لا يعنيه تعبٌ أَو يستسلم لنُعاسٍ ..! لا يأَبه للباسٍ إتسخ أَو حذاءٍ تمزَّق ..! لا أَهمية لديه لأَكلٍ أَو شربٍ أَو موعدٍ لا يقبل التأَجيل ..! فالمواطنة شعاره والولاء دَيدَنُه والالتزام نهجه ..! ذلك هو ضابط وفرد الدفاع المدني حين قام بواجبه لإنقاذ ما يمكن انقاذه ممن كانوا يقطنون عمارة اللويبدة عند انهيارها، رغم حساسية الموقف وصعوبة المكان ..! وهو ذات الأَداء الذي يحكمه في كل واجب آخر يُكلَّف به ..! إِنها باختصار روح (الإِنسانية) بكُل ما فيها مِن معنى .

مشاعر مِن الفرح يختلجها مشاعر مِن الحزن ..! مشاعر غَزَت قلب كُلِّ مَن شارك بحادثة العمارة مِن جنود الدفاع المدني ..! مشاعر لا يمكن لأَيٍّ منهم التحكم بها؛ فنحن لم نستطع ذلك حين كُنَّا نراقب المشهد مِن بعيد، فكيف يكون حال مَن كان في قلب هذا المشهد ..!؟ فلا يمكن لنا أَن نتصور فرحة ذلك الجندي الذي اِنتَشلَ الطفلة (ملاك) مِن تحت الأَنقاض، وكأَنها ابنة له أَو أُخت؛ ليطير بها إِلى سيارة الإسعاف بأسرع وقت ممكن، وليَزُفَ الفرحة كذلك إِلى أُمٍ كادَ قلبها أَن يتمزق انتظاراً لتلك اللحظة ..! وفي ذات الوقت، لا يمكن لنا أَن نتصور لحظات الحُزن التي نالت مِن قلوب هؤلاء الجنود حين حالَ القَدَر مِن أَن تُزَفَ البُشرى إِلى قلب تلك الأُم الثَكلى التي فقدت جميع أَبنائها، أَو إِلى قلوب الآخرين الذين فقدوا أَحباء لهم في ذات الحادثة ..! (عليهم رحمة الله جميعاً إِن شاء الله).

فَرحٌ وحُزنٌ وتَعبٌ وإرهاقٌ وقَلقٌ وتَرقبٌ وأَمَل ..! أَحاسيس تقلبت على قلوب هؤلاء الجنود، فأَيُّ إِنسانيةٍ هذه التي ارتسمت على قلوبهم قبل وجوههم ..! إِنسانية لا تنتظر صورة تُلتَقط لهم مِن هنا، أَو إِشادة ومديح يُكالُ لهم مِن هناك، مشاعر انسانية خالصة تربوا عليها في بيوت أَهليهم مِن قَبل، وبَلوَرها وهَذَبَها جهاز يحظى باحترام الجميع مِن بَعد.

بوركت هذه السواعد، وبوركت هذه الجباه، وبوركت تلك البُطون التي أَنجبت أُناساً تعشق الوطن والقائد والإِنسان، فالكتابة مهما طالت والقول مهما علا؛ سنبقى مُقصرين في ذِكرِ مزايا هذا الجهاز الرائع بكُلِّ ما فيه وبكُلِّ مَن فيه.
================
(فهد خشمان الخالدي)








طباعة
  • المشاهدات: 6699
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-09-2022 04:04 PM

سرايا

2 -
بوركت جهودهم المبذولة....

الله يعطيهم العافية
17-09-2022 07:55 PM

Muath

التبليغ عن إساءة
3 -
ابدعت كلام في غاية الروعه أجدت الوصف يا صديقي
17-09-2022 08:58 PM

ام صلاح العلي

التبليغ عن إساءة
4 -
ابدعت كلام في غاية الروعه أجدت الوصف يا صديقي
17-09-2022 08:58 PM

ام صلاح العلي

التبليغ عن إساءة
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم