حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3475

ذاكرة السمكة ونظام الفزعات

ذاكرة السمكة ونظام الفزعات

ذاكرة السمكة ونظام الفزعات

18-09-2022 11:30 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علاء عواد
حوادث مفجعة مر بها وطننا الحبيب ابتداءً من حادثة غرق نحو 20 طفلاً بالقرب من البحر الميت قبل عدة أعوام، مروراً بحادثة نقص الأوكسجين في مستشفى السلط الحكومي، وإنتهاء بحادثة صهريج الغاز الذي انفجر في العقبة، وقبله حادثة الصوامع وصولاً إلى حادثة بناية اللويبدة.
في كل مرة تضج مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الحوادث نرى السخط والنقم على مايجري من استهتار وإهمال ولا مبالاة في ظل غياب المساءلة القانونية.
أصبحت أتابع بكل جدية ما يحصل في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من متابعتي للحوادث نفسها مارأيته جازماً لا يتعدى مرحلة وقتية تنتهي بعدها وكأن شيئاً لم يكن
فهل نحن شعب فزعات ؟
ننتخي وقت وقوع الحوادث فقط.
فتقع تلك الحوادث وما نلبث أن نرى مواقع التواصل الاجتماعي تضج بها كأننا في حرب استباقية سواء بنقل الخبر أو بالتعليق عليه نرى التذمر والسخط من حكوماتنا وحتى من أنفسنا ، نجلس خلف تلك الشاشات ونبدأ بالفزعة المفترضة ، نرى التعليقات المدرجة والبث المباشر، كل فرد منا يضع رأيه وفرضيته الواجب اتباعها وكأننا نعيش في - المدينة الفاضلة - نريد فقط أن نفزع ونحل كل مشاكلنا بناءً على هذه المشكلة وبعد مرور هذه الفاجعة أو تلك الحادثة بكل مافيها من مآسي نعود لقواعدنا كما كنا قبلها وكأن شيئاً لم يكن وهنا أعود أنا لقواعدي حالي كحال الجميع لأضع تساؤلاتي في مكانها .. هل نحن شعب فزعات فقط أم ظروفنا هي التي أوصلتنا إلى مانحن عليه ؟
هل كثرت تشكيل اللجان من قبل الحكومة سبب في سخطنا ومن ثم نسياننا حالنا حال تلك الحكومات التي تشكل اللجان وتوضع في الأدراج ؟
هل وصلنا لمرحلة أننا أصبحنا نعاني من ما يسمى بذاكرة السمكة التي لا تدوم لأكثر من ثلاث ثوان؟
أجزم أن مانمر به الأن بكل المقاييس ناجم عن نسياننا لما يحدث من منا يذكر حادثة البحر الميت لكي لا أبالغ قد نذكرها في سياق حديث عابر ونترحم على من قضو بها.
21 شهيداً في حادثة البحر الميت 7 شهداء في حادثة إنفجار صوامع العقبة 7 شهداء في حادثة مستشفى السلط الجديد 13 شهيداً في حادثة صهريج غاز ميناء العقبة 13 شهيداً في حادثة عمارة اللويبدة ..

كلها ناتجة عن الإهمال واللامبالاة وغياب المساءلة.. فماذا بعد ..؟!

لا أضع اللوم فقط على حكوماتنا بل نحن نتحمل جزءًا من المسؤولية بنسياننا بفزعتنا الوقتية باندماجنا بالتيار الوقتي للحادثة ومن بعدها ننسى ماحدث ونعود لحياتنا وكأن شيئاً لم يكن قد يتسأل بعض قرائي ماهي الحلول ؟
ماذا يمكن أن نفعل ؟
ما بأيدينا في هذه الحوادث ؟


هنا أرد قولاً واحداً بأيدينا الكثير، بأيدنا أن لا ننسى، بأيدنا أن لا نفزع الفزعة الوقتية، بأيدنا أن نتابع خلف حكوماتنا لو بأقل القليل وهو الحرف والقلم أي أن نكتب ونتابع ونحاور ،أن لا ننسى أن نطالب بحقوقنا بحقوق أصحاب الحوادث ،أجزم الأن أن حادثة اللويبدة ستمر مرور الكرام ولن نعلم بعدها ما حصل في تلك العائلة التي فقدت منزلها وبقيت في الشارع أجزم أننا لن نعلم ماحل في تلك الأم المكلومة بفقدناها أطفالها الثلاث لأننا فقط قلنا الله يرحمهم ولم نتابعها بعد ذلك ,نضع اللوم دائماً على حكوماتنا لكننا نتحمل جزءًا من هذا اللوم.
وأخيراً وليس آخراً ،، أقول الأردن بخير والحمد لله ليس بجهد حكومات التنفيعات والفزعات بل بجهد أهله الذين يتصفون بالنخوة والعزيمة الصادقة لكننا نحتاج أن نعيد بوصلتنا لوضعها الأصلي من جديد.











طباعة
  • المشاهدات: 3475
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-09-2022 11:30 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم