19-09-2022 12:12 PM
بقلم : علاء عواد
في رسالة شوق مؤثرة من الأردني حامد عليان لابنتيه (سهيلة وجنى) اللتان قضتا بحادثة إنهيار عمارة اللويبدة، كتب حامد عليان عبر صفحته في موقع الفيسبوك "الله يرحمكم يا بابا والله اشتقتلكم".
وفقد عليان ابنتيه وزوجته في حادثة إنهيار عمارة بالعاصمة عمّان ( اللويبدة).
ليس حامد فقط من فقد من أحبابه في هذه الحادثة الأليمة فهناك عبير التي فقدت أبنائها الثلاث ولا ننسى رستم الذي فجع بولده الشاب وأشرف العقرباوي، الذي فقد طفلته قمر، ذات العام ونصف، بعدما أحزنت برحيلها الأردنيين
الموت أيضاً طال سكان بيت مستقل سقطت عليه العمارة المنهارة بشكل أفقي، تعود الجثة الأولى للسيدة أم محمد (ستينية) ونجلها إبراهيم (أربعيني)، ومن الوفيات الطالبة راما التي كانت في ضيافة جدتها، وامرأة وابنتها.
لن أتحدث قانونياً أو حكومياً بل سأتحدث قلبياً إنسانياً وتحديداً من فقد أقرب الناس إليه من فقد روحه وحياته
لا أتخيل حجم المأساة وحجم المعاناة فيمن فقد عزيزاً وقريباً منه هل يعقل أن يتحمل ذلك القلب بفقدان عزيز ،
وصف كاتب القرن العشرين سي إس لويس الحزن حدادا على وفاة زوجته، بأنه "حاجز غير مرئي بينه وبين العالم".
بالنسبة لمعظم الناس، يزول هذا الحاجز بمرور الوقت، لكن بالنسبة للبعض، يستمر ألم موت شخص عزيز لسنوات.
الجميع سيتعرَّض لهذه الأزمة، أو ربما قد تعرَّض لها خلال وقت ما سابق من حياته، أزمة أن تمتد يد الموت لتأخذ شخصاً مُقرَّبا منك أو عزيزا عليك، قد يكون هذا الشخص هو الجد أو الجدة خلال مرحلة مُبكرة من عمرنا، أو الأب أو الأم لاحقاً حينما نصبح أكبر سِنًّا. هذه أزمة لا تتعلَّق بفئة مُحددة، كلنا سيفقد شخصاً يحبه في مرحلة ما من حياتنا، وغالبا ما يُصيبنا ذلك الشعور أننا لا نستطيع المُضي قُدما في حياتنا.
هنا تحديداً نحمد الله على نعمة الإسلام ولولا إيماننا الكبير ومعرفتنا بقدرة الله عز وجل وبوجود الجنة والنار وبأننا في النهاية
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
{كلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ}
صدق اللّٰه العظيم
الصبر أجره عظيم، وثوابه عند الله مفتوح، { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، وأن الصبر هو حبس النفس على ما تكره، وأن الصبر المأجور عليه صاحبه هو الذي يكون عند الصدمة الأولى، لأن مصير الإنسان أن يصبر في النهاية، وإلا فعليه أن يضرب رأسه في الجدار حتى يتكسر ذلك الرأس الذي لا يرضى بقضاء الله تعالى وقدره، فإن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدًا ابتلاه ، فمن رضي فله الرضا وأمر الله نافذ ، ومن سخط فعليه السخط وأمر الله نافذ ، وأحسب أن هذا هو الذي دفعك للسؤال.
ماسمعناه ورأيناه خلال فاجعة عمارة اللويبدة يجعلنا نتقرب أكثر وأكثر من الله عز وجل صحيح إننا حزنا لا بل وفجعنا لكنني كلي ثقة أننا أقتربنا من أحبابنا أكثر قد تكون هذه من حسنات ماحدث على الرغم من سواد ما رأيناه لكن أجزم أننا تقربنا بشكل كبير من أهلنا من أحبابنا عبرة ماحدث يوصلنا إلى الإيمان الكبير برب العالمين وأخذ العبرة من كل حرف سمعناه من تلك الأم المكلومة أو ذلك الأب المفجوع
رزقنا الله وإياكم الصبر والرضا والتسليم لقضاء الله وقدره، وجمعنا وإياكم وجميع أحبابنا في دار كرامته.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-09-2022 12:12 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |