19-09-2022 01:03 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
عجاف تلك هي الايام والسنين التي مررت فينا فيها ، وقحط ما كان من قبل .أصاب كل شي فينا ، حتى زرعنا وارضنا ، وكل ما مر ، حتى الشتاء أصبح صيف ، وما من أمة أصبح صيفها شتاء وشتائها صيف الا فيها من اقفر دارها وكان سبباً في جفاف ضرعها .
أي جميلة تلك الايام وانت فيها فينا ، نال الزمن منا فلا دواء ولا علاج ، والسقم سيد المشهد ، والجوع والعوز والفقر اطبق على كل ناحية فينا ، والبطالة حدث ولا حرج ، خريجون بلا مُستقبل ، وباحثون عن فرصة عمل يقتاتون منها أصبحت أمنية وحلم كل شاب اردني صارع وصبر سنين طويلة حتى يكون له دور في المُجتمع ومنتج وعامل بناء وليس عامل هدم .
أي أيام تتكلم عنها وفيها الالم وغابت الاحلام إلى غير رجعة ، فواجع وكوارث ، وارواح بريئة كل يوم تغادر الارض إلى الارض وباطنها ، فمنها من سئم الحياة واراق دمه خوفاً من المسؤولية والالتزام ، وخوفا من مُستقبل مظلم لا ضوء في نفقه ، وأرواح بريئة عثرت في طرق لا تصلح لاي شي ، فغادرت إلى عليين وارواح انهدمت عليها منازلها ، من تلاشي الرقابة والمُلاحظة ، ومن انعدام الرؤية التي اخذت تصدعون رؤسنا فيها صباح مساء وكل شي مُعتم مُدلهم لا أمل في شعاع يُنير طريقنا صباح ذات يوم .
لم يعد هناك أي أيام تتسم بالجمال ، فهل بعد ان ذهبت ارواح بريئة في مُستشفى السلط ، جراء عدم الاهتمام والمتابعة ، والاستهتار بارواح البشر ، وأي جمالية تتكلم عنها ولم تأتي بعد ، وقد ذهبت ارواح في العقبة جراء عدم مسؤولية ما يسمى بالمسؤولين وترهلهم ، ولم يهتز لها ضمير أي ان كان لديهم ضمير يعمل تحت مظلتكم ، وأي جمال لن ياتي وقد غادرت ارواح بريئة في اللويبده جراء تعنت وتسلط المسؤولين ان كانوا موجودين ، ولم يٌحاسب أي مسؤول جراء فعلة المُنتنة ، وجراء ما نتج عنها من ارواح برئية ، بل تمه منحه مناصب جزاء بما فعل ونال .
ان اسوأ الايام ما كنت قد جلبت فيها كل عناء وشقاء لشعب كافح وكدح سنين طويلة ، ولم يجني منها سوى شوك الحياة ، والفقر والجوع ، وغلاء الاسعار، وعدم وجود فرص وظيفية ، فيما زادت البطالة وانتجت كثير من الظواهر سواء كانت جرمية او لا اجتماعية اولا اقتصادية ، فاصبح المواطن يئن تحت وطأة القروض والديون ، والامراض بكافة اشكالها ، حتى اصبح الشعب الاردني اكثر شعب يعاني من الامراض النفسية فيما اصبحت الجريمة سمة يومية كل طالع شمس ومغبها ، فلم يعد يمر يوم الا وتزهق فيه الارواح جراء كثير من الاسباب الاقتصادية والاجتماعية والمالية ، ولم يتحرك لك ساكننا وفريقك الوزاري الذي يمتطي سيارت اللاند كروز ويتفيأ الظلال ، ولا يأبه بأي موطن قد اصبه وهن او سقم ، أو نالت منه الحياة جراء ما نلتم منه وجثمتم على صدره حتى اصبح لا يطيق الحياة التي لم يعد فيها أي بصيص أمل .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-09-2022 01:03 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |