حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2800

سقطت الابنية والجسور ولم تسقط الاقنعة

سقطت الابنية والجسور ولم تسقط الاقنعة

سقطت الابنية والجسور ولم تسقط الاقنعة

21-09-2022 12:57 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
كل يوم نصحو على كارثة ، وكل مساء نولول على فجيعة ، أصبحنا لا نتمكن من غرف دموعنا التي تطايرت مع كل كارثة ومع كل انهيار ومع كل دمار ورحيل لارواح بريئة لم يكن لها ذنباً لها سوى انها تبحث عن الحياة في زوايا الماضي الذي أصبح أفضل مكان للعيش مما نحن فيه اليوم .
لا ادري أين المشكلة ؟؟، ولا أدري أين الحل في وقت أصبح الحل فيه كما البحث عن إبرة في كومة قش والمُشكلة، ليست ما تكنه الارواح البريئة ، أو في جسور سرعان ما تنهار ، ولا في عمر المباني،ولا في رداءة الاحبال أو الراوافع أو في قلة أجهزة التنفس ، لكن المُشكلة في بؤس السلوكيات البالية التي عشعش فيها الزمن الرديئ ومن يملكها ويستثمرها، والمُشكلة في ان كثرة موظفي أمانة عمان وموظفي موانئ العقبة أكثر من عدد المباني في اللويبده ، أو في أسرة مُستشفيات الاردن .
ان النظرية العبقرية في الارضاء لكل مُتسلط ومُتنفذ أمر هام من خلال التعيينات الفاشلة التي التهمت كل موارد الدولة، وان التفريط بهيبة القانون والدولة مُقابل إرضاء جمع من اللصوص أمرلا ضير فيها لدى كل مُعتد أثيم ،ويعتبر استمرار للتنمية والاستثمار في الفساد ، وان أجمل ما تسمعه حينما يكون هناك انهيار أو دمار أو كارثة ، والفجيعة الاكبر وأنت تقرأ على شاشات الفضائيات الاردنية تصريحات فارغي الافواه وعديمي الضمير، بان مؤسساتهم البالية والمُنهارة ، لا علاقة ولا مسؤولية عليهم جراء ما حصل ، وان ما ذهب من ارواح بريئة يحدث في أي مكان في هذا العالم الواسع ، وهذا ما تسمعه وتراه حتى قبل إزالة الركام والأنقاض، أو دفن الابرياء أو انتهاء التحقيق. انها هي قمة في السلبية والتسرع من مؤسسات عريقة مضى على وجودها سنين طويلة ، الا انها ومن حملها الذي لا" يُحمل" جراء الترهل وكثرة الموظفين الغارقين في هواتفهم لم تعد قادرة على أي أداء قد يكون نقطة تٌحسب لهم .
هكذا تمر الكوارث والفواجع في الاردن ، وهكذا تذهب الارواح البريئة في أخبار البحث عن أي ناجين تحت الأنقاض أو تحت الجسور أو في المُستشفىات ، أو في أي مكان جراء غياب الاجراءات التي تتعلق بسلامة الافراد اينما كانونا ، وتمر بصورة عابرة بين زحمة بقية الأخبار عن متابعات كبار المسؤولين الذين يهرعوا كالعادة إلى أماكن الاحداث ليس من أجل الاطمئنان بل من أجل مُشاهدة الكوارث التي هي نتاج تعنتهم وتهميشهم وفسادهم وعدم أهتمامهم باي حادثة او فاجعة، ولم يعد نرى أي من المسؤولين يهرعوا، ويعملوا قبل وقوع أي حادث مفجع ، حتى يستبقوا أي نتائج قد تنال من الارواح والاموال ويتفادوا نتائج كارثية، وقد أصبح كل مسؤول مُجرد شاهد زور على ما قدمت ادارته من انجازات عنكبوتية لم تُسمن ولا تُغني من جوع.

انها الفاجعة يا سادة ، ولو كان كل مسؤول يطل من "علٍ "، وُيتابع كل ما في ادارته من أعمال لما كان هناك حوادث مُفجعة يُراق فيها الدم الاردني مجانا وبدون ادنى مُقابل .
إلى متى سيبقى المشهد مهزوز والعمل مهزلة ، ويصبح كل شي لا يرتفع عن الترحم على أرواحنا الطاهرة
ومتى سنرى ونحس بان ثورة بيضاء إداريا ستطيح بكل من كان سبباً في القتل والدمار والترهل ونهب كل شي فينا وتسقط الأقنعة قبل الأبنية.؟؟











طباعة
  • المشاهدات: 2800
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
21-09-2022 12:57 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم