24-09-2022 12:08 PM
بقلم : احمد ابو غريقانه الاحيوات
الصورة الأولى:
ذهبتُ يوماً لأداء واجب العزاء في إحدى محافظات المملكة، وبعد أن عزَّينا جلستُ ومن رافقني فسمعتُ شخصين يتحدثان وكان بيني وبينهم للصدفة كرسياً فارغاً ، رأيتهما من ذوي القيافة والهندام وتفوح من جهتهما رائحة عطر فاخرة ويبدو عليهما الثراء وعدم الحاجة أبداً ، وهالني منهما ما سمعت:
الأول: يا زلمة مِتنا هو مطول العشا..؟ كان لازم أكلت لي سندويشه مشان أصبِّر حالي.!!
أجاب الثاني: تدري إنه لو عزينا هون بالأول وبعدين رحنا على عزاء ابو فلان كان أحسن، الليله عشا المرحوم عندهم مناسف لأنه البارح كانوا مسويين كبسه عن روح المرحوم.
الصورة الثانية:
مرضَ والدُ أحدهم فحاول إبنه أن يُرتبَ له تدخلاً سريعاً للعلاج في مستشفى خاص بكلفةٍ حوالي 1500 دينار بدلاً من الإنتظار على دور المستشفى المشمول بالتأمين الحكومي والذي يحتاج مواعيد ومراجعاتٍ طويلة.
حاول الإبنُ تأمين كُلفة علاج ولم يستطع، وشاءَ اللهُ أن يموتَ الوالدُ، فصنعَ إبنهُ في ليلةِ موتهِ الثالثةِ طعاماً “صدقةً عن روح والده” بكلفة لا تقل عن 2000 دينار، “اللهُ أعلم كيف دبرهن.”
فعلَ ذلك كله تحت ضغوطات المُجتمع الفاسدة وخوفاً من حديث الناس الذي لا ينتهي، وحتى لا يذُمُه الناسُ بقولهم “إخس عليه ما قدر يسوي عشا عن روح أبوه لما مات” ..!!.
أمَّا الطعام فأكلهُ قومٌ كثيرون من الذين لم يرهُم عند حاجته للمال لعلاج والده، بينما كان هو من يخدمهم ويُضيفهم في تلك الليلة من العزاء.
للأسف..
نفاقٌ إجتماعيٌ وأولوياتٌ مُبعثرةٌ يقيادة الشيطان !!