حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2459

رحلة الموت

رحلة الموت

رحلة الموت

28-09-2022 02:59 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علاء عواد
لا يكادُ يمرُ يومُ تخلو فيه بحارُ الشرقِ من قوارب صغيرة ومتهالكة تحملُ مئاتِ المهاجرين سرا وتحت جنحِ الظلامِ .

"إننا نموت على نحو بطيء وقاسٍ هنا؛ فإمّا نموت في البحر بسرعةٍ ونرتاح، وإما ننجو لنبدأ حياةً حقيقيةً في مكانٍ جديد". كلماتُ الوداعِ الأخيرة التي قالها أحدُ ضحايا قاربِ الموتِ الأخير لأصدقائه في شمال لبنان.

حصيلةُ ضحايا غرقِ المركبِ الذي كان يقلُ مهاجرين انطلقوا من لبنان، قُبالةَ السواحلُ السوريةِ الخميس الماضي، ترتفعُ إلى مئةِ قتيلٍ مع انتشالِ جثةٍ جديدةٍ كما أفادت وسائلُ إعلامٍ سوريةٍ رسمية.وحصيلةُ غرقِ المركبِ هذا التي تُعدُ بين الأعلى في منطقةِ شرق المتوسط، ارتفعت تباعا منذ العثورِ على أولِ الجثثِ، الخميس، فيما نجا 20 شخصا فقط من أصلِ 150 راكبا.

"إنّهم يسرقون رغيفك، ثمّ يعطونك منه كسرةً، ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم، يا لوقاحتهم!" غسان كنفاني.
إنّه رهانٌ بحجمِ الحياةِ كلّها، وبحجمِ الموتِ أيضاً، فما الذي يدفع أيّ إنسانٍ إلى اقتحامِ مغامرةِ الحياةِ والموت تلك عن سابقِ إصرارٍٍ وقصد؟ وما الذي جعلَ بلادنا خزاناً لليائسين والمقهورين والحالمين والمغامرين؟


معاناةٌ بلا حدود، وكوراثُ إنسانيةٌ مستمرةّ، ويزداد ضحاياها يوماً بعد يوم، هذه هي نهايةُ رحلةِ الباحثين عن مستقبلٍ أفضل على الشاطئ الآخر، لكنهم غرقوا مع أحلامهم، وابتلعتهم مياهُ البحرِ في الفصلِ الأخير من الحكايات الأليمة.
هؤلاء المهاجرون يعيشون أوضاعا مأساويةً دفعت بهم لتلك الهجرةُ ولمغادرةِ أوطانهم وركوبِ المخاطر، ومنها الأوضاعُ الاقتصاديةُ باعتبارها من أهمِ الدوافعِ المسببةِ الهجراتِ الداخليةِ والخارجية وأكثرُها تأثيرا في الأفرادِ، وتتمثلُ في تدني المستوى الاقتصادي للأفراد، الأمر الذي يحدُ من طموحهم وأمانيهم في عيشةٍ كريمةٍ. غرد "مشروع وطن الانسان" على حسابه على "تويتر" حول "المهاجرين" في قوارب الموت: "الهجرةُ التي تحولت الى قواربِ موتٍ تُشكلُ وجها خطيرا لحربٍ جمرها تحت الرماد. مدنُ الشمالِ خصوصا طرابلس ومحيطها بحاجةٍ الى حلولٍ طارئةٍ لانتشالها قبل فواتِ الأوان. رحمَ اللهُ من يُستشهدُ في سبيلِ حياةٍ كريمةٍ وأعانَ الناجينَ على تحملِ المآسي".

ستظلُ الشعوبُ المغلوبُ على أمرها تكافحُ لتحصلَ على عيشةٍ كريمةٍ، وستواصلُ هذا الكفاح إلى أن يُعيينها الله على درءِ الفساد. وجلّ ما أتمنّاه هو أن يحمي الله كلّ راكبٍ في قواربِ الموت إلى أن يصل وجهته ويشاركَ فرحته مع أهله بالخروجِ من الظلم. وأن يَكبر جيلٌ جديدٌ يفهمُ أخطاءَ من كان قبله، فيقومُ بالتغييرِ الحقيقي لتنبضَ الشعوبُ بالحياةِ من جديد.








طباعة
  • المشاهدات: 2459
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-09-2022 02:59 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم