01-10-2022 03:15 PM
بقلم : علاء عواد
دمعٌ ودماءٌ وجراحٌ وآلام .....
كلماتٌ تُلخص حياةَ الطفلِ الفلسطيني الذي مازالَ يعاني من ممارساتِ الإرهابِ الإسرائيلي منذ أكثر من 67 عاماً ، عاش خلالها كل صورِ المعاناةِ والشقاء لكنه استطاع أن يصبحَ رقماً صعباً في معادلةِ الصراع مع المشروع الصهيوني بعد أن فجر بسواعده التي لا تحملُ سوى الحجارةَ أعظمَ انتفاضةٍ شهدتها البشرية في وجه قوةٍ محتلة خلال القرن العشرين. هذا الطفل الذي عاش وولد في الخيام، ولم يتعود على الشبع، وتذوق مرارة فقد الأحبة والأهل خلال غارات المحتل المتواصلة وشاهد منزله الصغير تهدمه جرافة الإحتلال ، وحرمه منع التجوال من الوصول إلى مدرسته وسلبته رصاصاتُ الجنود أعز أصدقائه، هذا الطفل ما زال يملكُ الكثير من طفولته رغم كل هذا الحزن والألم، مازال يحلم بأن يعيش طفولته كسائر أطفال العالم.
الكيانُ الإسرائيلي يقتلُ ويعذبُ الأطفالَ الفلسطينيين ويُقدمهم للمحاكم العسكرية ويزج بهم في غياهب السجون الإسرائيلية لسنواتٍ طوال بحجة حماية أمنها وهذا مخالف للمادة (37-أ ) من إتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني 1989 والتي جاء فيها:- "تكفل الدول الأطراف ألا يعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، ولا تفرض عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة بسبب جرائم يرتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن ثماني عشر سنة دون وجود إمكانية للإفراج عنهم".
فقد ارتكبت قواتُ الإحتلال العديدَ من المجازرِ الوحشيةِ والبشعة ضد الأطفال حيث قتلت والدةً وأطفالها الأربعة في مدينة رام الله وأخرى وأطفالها الخمسة في غزة. وآخرها ولن يكون آخرها إستشهادُ الطفل ريان سليمان ذو السبع سنوات الذي توفي خوفا خلال مطاردةِ قوات الإحتلال الإسرائيلي له ولأطفال آخرين.
هل يعقل أن يموت هذا الطفل ذعرا، أُحاول أن أشعرَ بما تشعر فيه الأن والدته وما يشعر به والده, يا الله حجم هذا القهر والظلم والحزن. نظرت لوجه ريان وهو مسجى أمام والديه مكفنٌ أمام مرأى العالم كله لكنني كنت قد رأيت هذا الوجه في دير ياسين، في صبرا وشاتيلا في مخيم الشاطئ وخان يونس في قانا والمنصوري في نابلس وجنين .
قاتل واحد ومقتول واحد!! ملامحك تنادينا لتقول أنا وجه فلسطين!!
أكثر من عشرين عامًا مرت على ارتقاء الشهيد الطفل محمد الدرة الذي استهدفه الإحتلال الإسرائيلي بنيرانه أمام مرأى ومسمع العالم في الـ30 من سبتمبر/أيلول 2000 إبان انتفاضة الأقصى، وما زالت كلمات والده "مات الولد.. مات الولد" عالقة في أذهان الذاكرة العربية تُستحضر كلما سقط طفلٌ شهيدٌ بآلةِ القمعِ الإسرائيلية التي منذ أن وطأت أقدامها أرض فلسطين لم ينعم أبناؤها بعيش كريم كأقرانهم في العالم، فحتى لعبهم كانت محاكاةً للموت وتشييعًا للجنائز.
لن ننساكم جميعاً لكننا نستذكر الأن ريان وهو يقول
اسمي ریان سلیمان عمري سبع سنین روّحت اليوم من المدرسة وشنتتي علىَ ظهري واليهود كانوا بلحقوني أنا وصحابي معهم سلاح کتیر ، ركضت ركضت كتير و تعبت و بعدها ما بعرف شو صار معي! قلبي وقف ؛ أنا متت لأني خُفت منهم والله خفت.
أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
هذه حال أطفال فلسطين، ألمهم لا يُشبه أي ألم وأطفالهم يقتلون مرتين؛ مرةً في حياتهم تحت قمع وظلم ومرةً على يد رصاص الإحتلال"
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-10-2022 03:15 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |