02-10-2022 03:15 PM
بقلم : خلدون مدالله المجالي
واسكاتاً للرأي العام لشعوب اوروربا المنتفضة اقتصادياً ضد قادتها بان الحرب باتت تأخذ منحناً آخر، بالمناسبة فقد وجدت اوروبا نفسها امام مواجهة حقيقية مع الشعوب التي تئن من وطأة العقوبات الموجهة ضد روسيا وتطالب الجماهير ببريطايا وايطاليا والمانيا بانهاء تبعية القرار السياسي لاميركا تخوفاً من تطور المواجهات النووية ورعباً من الشتاء( حليف روسيا التلقليدي ) لاعتمادهم على الغاز الروسي.
العقيدة العسكرية للجيوش ليس على نمط واحد، على سبيل المثال فان الأمريكان والانجليز لديهم عقيدة عسكرية ذات طابع همجي وتدميري تعشق الوصول لسحق المقابل في اقصر مدة وباعتى انواع الاسلحة، اليابان والعراق تقف كشاهد اثبات رغم طول الفاصل الزمني بين هيروشيما وتدمير العراق الا ان العقيدة العسكرية ذاتها المبنية على عامل الحسم والتفوق باختلاف نوعية السلاح التدميري، من هنا يمكننا القول بان طبيعة العملية العسكرية الدائرة في اوكرانيا اشبه ما تكون بمناورة تكتيكية لم ترقى الى الحرب الفعلية بالنسبة للقيادة الروسية التي تعلم بان سيناريو افغانستان اصبح من هفوات القيادة السوفييتية السابقة لا مجال لتكراره، ما يميز العقيدة العسكرية الروسية سياسة الاحتواء وردات الفعل الهادئة المدروسة وعدم الاستعجال في قطف النتائج.
نحن على اعتاب انهيار اقتصادي عظيم لاحت بوادره كمطلب مقصود يصب في مصلحة روسيا، الدولار الغير مدعوم بالذهب لا يزال اقوى اسلحة اميركا كما ان معادلة البترودولار جعلتها المتحكم باقتصاد العالم لعقود مضت، من هنا يدرك الروس بان نظرية الدول التي تقوم عسكرياً تموت اقتصادياً وفي سبيل ذلك يسعون لاضعاف الدولار وازاحته من صدارة سلة العملات والدخول في تكتلات اقتصادية قوية تتداول بالعملات المحلية، اجبار دول اوروبا على الدفع بالروبل مقابل الغاز وتعظيم دور منظمة (بريكس) ما جاء الا لتحييد اوروبا واميركا عن صدارة الاقتصاد العالمي تمهيداً لانتزاع القطبية من باب الضرورة، فعلى سبيل المثال وليس الحصر ارتفعت فاتورة موارد الطاقة لدول اوروبا وضرب التضخم اقتصادها وتبع ذلك البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة وجُلّ ذلك دفع شعوبها للانتفاض والمطالبة بانهاء العقوبات المفروضة على روسيا كون الشعوب الاوروبية ابرز المتضررين منها واجبار القادة الاوروبيين ( الذين لا يملكون الا دعوة شعوبهم للاستحمام المشترك واطفاء الانارة ) على تدارك تبعات حرب لا تبقي ولا تذر.
يدرك الروس جيداً وعن سابق تخطيط ان حسابات الدول وميول الشعوب تختلف ايضاً باختلاف الفصول الجغرافية، وتحت وطأة المقايضة والإذلال مقابل الابقاء على الحياة استطاع الروس اعادة تعريف ( هرم ماسلو) لاوروبا واميركا يجعل من التدفئة والاضاءة وتشغيل المصانع أشد الأولويات الانسانية لديهم قبل الحاجة للتكاثر .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-10-2022 03:15 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |