06-10-2022 12:17 PM
بقلم : هشام المساعدة
وقفت من نافذة شباك غرفتي أنظر إلى سلسلة من الجبال المميزه بالشكل وذات الألوان الوردية الجميلة ، جبال كالجِمال واقفه شامخه كأنها في قطيع ثابت ، جبال في داخلها شيئ غريب وكنز عظيم لا يقدر بثمن وموروث لحضاره عربية قديمة ، إذا سألتم عن النفط فهو الأغلى وإذا سألتم عن الذهب فهو الأغلى وإذا سألتم عن الإستثمار فهو الأغلى وإذا سألتم عن الأرث والحضاره والتاريخ فهو الأغلى لكنه مُهمل ولم يستغل كما هو وهذا الكنز في دولة تعاني موازنتها العجز الدائم وتراكم في حجم مديونيتها ، وقفت لوهله قصيره من الزمن مع نفسي أتسائل عن هذه الجبال وما تحتويه من كنز عظيم وثمين في دوله ما تزال فقيره ومديونة وفي بلد ما يزال شبابها يعانون فيه من البطاله وضنك في العيش .
كانت الإجابه من عصفور وردي مُهاجر وقف على شباك نافذة غرفتي إنها مدينة البترا نحتها العرب الأنباط وفي داخلها كنزهم العظيم الذي تركوه وورثوه للأجيال إنه كنز عاصمة ومملكة الأنباط بترا ، مدينة التاريخ ومدينة الحضاره ومدينة الأجيال والتاريخ .
شدني الفضول مُسرعاً لزيارة هذه المدينة لمشاهدة معالمها الجميلة وكنز الأجيال فوجدت في مدخل المدينة متحفها الذي يحتوي على بعض وليس كل موجودات المدينة الأثرية التي تدل على عظمتها وتاريخها العريق وبعدها إنطلقت سيراً على أقدامي مسرعاً ونظراتي لا تكاد تتوقف هنا وهناك من غرابة وجمالية المكان حيث المدافن النبطية والسد مكان تصريف مياه السيول لخارج المدينة والممر الصخري المرتفع الضيق ( السيق ) وقناة الماء المحفوره بالصخر لجر لمياة من نبع عين موسى لداخل المدينة بالإضافة إلى بعض المنحوتات والعلامات داخل هذا السيق ، لقد أقرب الممر الضيق على إلإنتهاء وكان هنالك شيئ غريب في نهايته يدل على كنز عظيم وثمين وبالفعل ما خرجت من هذا الممر الضيق إلا كان أمامي واجهه صخرية أسمها الخزنة ذات إطلالة جميلة ومنظر مُبهر تكاد ان لا تصدق عيناك وتتسأل في نفسك يا الله هل أنا في حلم ام علم ومن تلك الايادي البارعه التي نحتت واتقنت هذا النحت بكل فن وإتقان فهل هم من الإنس وما هي أطوالهم وعقولهم وحتى أوزانهم ، حقاً كنز عظيم وإنجاز أعظم وتاريخ وحضاره تستوجب التوقف عندها والخوض في ماضيها ودراستها بكل تفاصيلها، وما ان اكملت طريقي ونظراتي لا تتوقف هنا وهناك وفي كل متر فيها هنالك نحت وهنالك كهوف منحوته في الصخر والمدرج النبطي المنحوت في الصخر كذالك وواجهات المحكمه والمقابر الملكية وشارع الاعمده والمذبح ووادي فرسه وقصر البنت والدير ووووو الخ كل هذا وأكثر في مدينة تحتاج إلى ايام عديده لكي تشاهد معالمها الجميله وذلك لاتساع وإمتداد جبالها وروعة جمالها .
إنتهت بي الرحلة بنوع من الخجل والأسف على دولة تملك هذا الكنز الثمين وتعيش على فتافت المنح والمساعدات الغربية والعربية المقيدة وبعض القروض من هنا وهناك بشروط إضافية وفوائد عاليه وحتى تدخل في بعض شؤونها الداخليه ومديونيتها في إزدياد دائم .... عمدة البترا عطوفة الدكتور سليمان علي الفرجات ونواب البترا خاصه ونواب الأردن عامه وكل مسؤول من أبناء البلد وصاحب قرار يجب أن تكون البترا البقره الحلوب للوطن عامه من خلال فتح الإستثمار وتسهيله والخروج من نمط الإستثمار في فندق ومطعم فيها فالبترا تستحق التنوع في الإستثمار لكي نجبر السائح على المزيد من الإنفاق من تلقاء نفسه في شيئ موجود وملموس وإطالة مدة إقامته وان تكون البترا الوجهه السياحية التاريخية والتراثية والحضارية الأولى للسياحة العالمية الأولى في الشرق الأوسط بكونها الاعحوبه العالمية الثانية والتي تتطلب تظافر الجهود من أجل تحقيق المستحيل لانها تستحق منا مزيد من الإهتمام وتسليط الاضواء عليها من خلال فتح باب الإستثمار وتنوعه ... اعتذر عن الإطاله ودمتم جميعاً بود وعافية .
بقلم/ هشام المساعده ( ابو عمرو )
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-10-2022 12:17 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |